توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خريطة العرب ومستقبلهم

  مصر اليوم -

خريطة العرب ومستقبلهم

بقلم - نشوى الحوفى

بينما تكافح بلادى حروباً فى الداخل والخارج من أجل الوجود، تتأتّى الأخبار من حولنا معلنة استمرار الضغوط والتلاعب بمقدّرات المنطقة التى يُخشى على مستقبلها القريب.

تنتبه لذلك التصريح الصادر عن واشنطن محركة قطع الشطرنج على رقعة ملتهبة، والذى أصدرته «رويترز»، أمس الأول السبت، ويعلن فيه مسئولون أمريكيون عن لقاء مرتقب يجرى الإعداد له بين ولىّ العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان وولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال الشهرين المقبلين بواشنطن لحل الخلاف بين الجيران فى الخليج. ها هى واشنطن تمارس ضغوطاً جديدة بفرض قطر على الخليج بعيداً عن مصر التى أدارت هذا الملف بحنكة سياسية أظهرت جدواها رغم مكابرة الأطراف المستفيدة من دعم الإرهاب فى المنطقة وفى بلادى.

يأتى هذا فى ظل دعوة قطر لنظام إقليمى يضم كلاً من تركيا وإيران، وهو ما يؤكد حقيقة علاقة المصالح بين واشنطن وطهران! إذ إن المعروف أن قطر منتج منفذ لسياسات واشنطن كما تُملى عليها، ليكون السؤال: هل إيران عدو يستحق المواجهة؟ أم لاعب يمكن احتواؤه إن وُجدت الرغبة والمصلحة ويكفى استخدامه كفزاعة إلى حين انتهاء دوره؟ فى ظل تقارب إيرانى قطرى غير خافٍ منذ سنوات فى ملفات السياسة والاقتصاد وهدم الدول العربية، تبدّى فى أبرز ملامحه بحماية العرش القطرى بقوات الحرس الثورى الإيرانى ومد قطر بما تحتاجه من مؤن منذ المقاطعة المصرية الخليجية لقطر فى يونيو 2017 وفقاً لمعاهدة الدفاع المشترك الموقّعة بين البلدين منذ سنوات تقترب من العشر.

ليست قطر وحدها، وليس الخليج وحده، ما بدأت واشنطن فى إعادة ترتيب أوراقه، ولكن جاءت أخبار فلسطين المحتلة والقدس المنهوبة على لسان الدبلوماسيين الأمريكيين فى الأيام القليلة الماضية لترسم علامات استفهام ضخمة عن مستقبل المنطقة لا مستقبل فلسطين وحدها، ففى الوقت الذى أعلنت فيه مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة «نيكى هايلى»، يوم الخميس الماضى، بمعهد سياسة جامعة شيكاغو، بأن الملامح النهائية لما سموه «صفقة القرن» توشك على الانتهاء بوضع صيغة اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، جاء إعلان وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة الماضى بأن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية المحتلة سيتم فى شهر مايو المقبل بمناسبة الاحتفال بمرور ذكرى سبعين عاماً على إعلان إنشاء دولة إسرائيل! ولا أدرى عن أى سلام يتحدثون بينما إجراءاتهم تجرى على قدم وساق لتنفيذ ما سبق لهم الاتفاق عليه؟

برؤيتى المتواضعة فإن تلك الأخبار ليست مجرد محاولة أمريكية لترتيب قطع الشطرنج بما يخدم أهدافها وخططها الموضوعة مسبقاً لمستقبل المنطقة ومن بعدها العالم وفقط، ولكننى أراها محاولة جديدة لفرض واقع على بلادى التى باتت تشق طريقاً مستقل القرار بما يضمن استقرار الوضع لها فى منطقة تتآكل حدودها وتنهب الفوضى أرضها ويسود مستقبلها الغموض. انتبه لرفض أمريكا أو تباطؤها فى تسليم الصواريخ الخاصة بالطائرات الرافال لفرنسا لتسليم دفعة مصر المتفق عليها منذ العام 2014، وانتبه لتركها تركيا تمارس تهديدها لمصالح قبرص واليونان الاقتصادية فى شرق البحر المتوسط التى باتت مصر طرفاً أساسياً بها.

تُرى هل يدرك الجميع ما يحاك لنا؟

نقلا عن الوطن القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريطة العرب ومستقبلهم خريطة العرب ومستقبلهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon