توقيت القاهرة المحلي 21:31:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قادرون باختلاف واحترام

  مصر اليوم -

قادرون باختلاف واحترام

بقلم : نشوى الحوفي

قالت لى باكية: «ابنى وحيدى مات أبوه فى حادثة وكان لسه عمره سنتين، كان مولود بإعاقة فكرية لكن أنا كافحت رغم نقص الإمكانيات والدعم فى بلدنا عشان يكمل تعليمه ويدخل الجامعة. وعمرى ما تخيلت إن عميد الكلية يقوله لما دخلنا له نشرح له حالته ونطلب دعمه: «إيه اللى جايبك هنا؟ روح اتعلملك حرفة»!

وقال لى أحد أبنائى متعجباً: «ليه الناس بتبص لى بغرابة لما باعمل حاجة حلوة وكأنى مش إنسان زيهم؟ ليه بيعاملونى على إنى أقل منهم؟ ساعات باسمع أمهات زمايلى فى المدرسة وهمّا بيقولوا لولادهم ما يلعبوش معايا أحسن أبوظ عليهم اللعب عشان ما باشوفش»!!

وقالت لى أم: «بنتى انصابت بشلل نصفى بعد ولادتها بسنتين، ما بتتحركش غير على كرسى متحرك، القانون بيقول المدارس على كل أنواعها لازم توفر أماكن وفصول للدمج عشان اللى زى بنتى يعيش حياة طبيعية، تخيلى إن مدير المدرسة نقل فصلها فى الدور التانى بعد ما كان فى الدور الأرضى! ودخلت وشرحت له وتوسلت له ورغم كده ما عملش حاجة وقال لى يبقى حد يشيلها يطلعها وينزلها»!

وقال لى أب: «أزمتنا فى التنمر اللى بيحصل لولادنا من زمايلهم ومدرسينهم إنهم مش فاهمين يعنى إيه اختلاف. ابنى داون سيندروم وعانيت علشان أفهم مدرسته إنه طبيعى بس عنده قدرات مختلفة، كانوا بيسمعونى لكن بعد شوية يتجاهلوه أو يتنمروا بيه أو ينسوا الكلام اللى قلته ليهم!!».

تذكرت كل تلك الحكايات وهى نقطة فى بحر وأنا أتابع احتفال «قادرون باختلاف» فى دورته الثانية على التوالى لتكريم ذوى الاحتياجات الخاصة بحضور الرئيس. استمعت لـ«مهند»، أحد أبنائنا من ضعاف البصر، حين قال للرئيس: «عايزين نقرر منهج لاحترام الآخر ويتم تدريسه فى المدارس والجامعات». واستمعت لرد الرئيس فى الحال: «سيتم تنفيذ الاقتراح فوراً». نعم.. أتفهم مغزى طلب «مهند» من الرئيس، فهو وغيره من أصحاب القدرات، يعانون من سلوكيات عدم تقبل المختلف عن المعتاد فى بلادى للأسف. وتتفاوت هذه السلوكيات بين نظرة شفقة، مروراً برفض وجود أو عرقلة مسيرة، انتهاءً بتنمر لا تفهم معناه!

صفقت لـ«مهند» والرئيس معاً وأنا أتابع المشهد، وسرحت فينا وكيف أننا بحاجة إلى تعلم ثقافة قبول الآخر واحترامه وأن وجود الاختلاف فى الشكل أو القدرات أو الدين أو اللغة أو الجنس. فعلى الرغم من أن عقائد الله السماوية كلها حضت على التعايش والسلام، إلا أن بعضنا يردد تلك المفاهيم بحكم العادة لا العبادة والإنسانية. رغم شرح المصطفى، صلوات ربى عليه وسلامه، لمفهوم كيف خُلقنا قبائل وشعوباً لنتعارف على اختلافنا دون فروق. وتقبل المسيح الخطاة والعاصين قائلاً إن ابن الإنسان قد جاء يطلب ويخلِّص ما قد هلك. ولكننا نردد تلك المعانى ككلمات مجردة دون التعمق فى معناها وهدفها.

تأمل معى ألوان الطيف السبعة.. تتميز فيما بينها بتفردها واختلافها، ولكنها مجتمعة تمنحنا بياض اللون ولو اختفى أحدها ما حصلنا على الأبيض. البشر مختلفون ولكنهم أبداً لم يُخلقوا ناقصين فهو القدير الذى خلقنا متكاملين حتى ولو كان من ذوى الاحتياجات. فلو عدت إلى العلماء فى شرح كيفية تلقيح البويضة لوجدتهم يشرحون كيف أن ملايين من الحيوانات المنوية تنطلق فى تلك الرحلة، تموت كلها ما عدا واحد منها هو الأنقى. ولذا فحتى المختلفون منا خُلقوا فى أحسن حال وفقاً لمشيئة الله.

ولذا تتعجب من تنمر بعضنا ببعضنا لاختلاف منحهم القدرات باختلاف. ليتنا نتعلم وندرك ونربى أبناءنا على أنه لا حيلة لنا فيما يحدث لنا وكلنا معرضون فى الحياة لأن نكون مختلفين فى لحظة ما بشكل ما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قادرون باختلاف واحترام قادرون باختلاف واحترام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon