توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غرق التجمع.. فشل البشر.. «تابلت» وزير التعليم!!

  مصر اليوم -

غرق التجمع فشل البشر «تابلت» وزير التعليم

بقلم - نشوى الحوفى

ظهرت عيوبنا جميعاً فى أزمة السيول الأخيرة.. إعلام لا يعرف المهنية فى التعامل مع الأزمة ليدرك أن مهمته ليست سبّ أو محاكمة المخطئ، بل إخبار المواطن، على مدار الساعة، بما يحدث وتطوراته ومساعدته فى الوصول للمعلومة، وجهات كافة لم تصدق «الأرصاد» ولم تهتم بتحذيرها، وشعب يجيد توجيه اللعنة والقفشات فى نفس ذات الوقت دون جدية فى التعامل مع الأمر، لينتهى به الأمر بندب حاله. ودعونى أقرأ معكم صفات الإنسان كما رأيتها فى تقرير الرقابة الإدارية الصادر أمس الأول السبت عن حقيقة ما جرى فى أحداث غرق مناطق كثيرة فى التجمع الخامس، لتدركوا احتياجنا لبناء البشر أولاً، وضع تحتها ملايين الخطوط، قبل إنفاق مليارات وملايين على الحجر الذى يسقط ويغرق ويضيع فى غياب العنصر البشرى الكفء: - الاستهتار.. ليس فقط بعدم اهتمام كافة الجهات فى الدولة بتحذيرات الهيئة العامة للأرصاد المؤكدة لتعرُّض البلاد لرياح شديدة مصحوبة بسقوط أمطار تصل للسيول فى بعض المناطق كما ذكر تقرير الرقابة، ولكن أيضاً فى متابعة وصيانة القدرة الاستيعابية لمحطات الرفع التى تعرضت لأمطار كثيفة فاقت القدرة الاستيعابية لها، مما تسبب فى حدوث ارتداد للمياه بعدد من المحطات بعد ارتفاع منسوب المياه بها! ثم كانت الكارثة حينما حدثت تجمعات مائية كبيرة وصلت لمحطة محولات كهرباء الحى الرابع بالقاهرة الجديدة، فانقطع التيار الكهربائى، وتوقفت معه بعض محطات الرفع بالمدينة لفترات طويلة تصل لعدة ساعات تسببت فى خلل جسيم بنظام الصرف فى القاهرة الجديدة كلها!

- غياب الضمير والرقابة أيضاً.. وهو ما يتضح فى تعرُّض التقرير لوجود مخالفات فى إجراءات تسليم وتسلم محطات الصرف بين جهاز مدينة القاهرة الجديدة وشركة الصرف الصحى بالقاهرة. - عدم القدرة على العمل كفريق حتى فى الأزمة.. وتلك كارثة الكوارث عندما يذكر تقرير الرقابة الإدارية عدم حرفية ومهنية إدارة الأزمة فى ظل غياب التنسيق بين وزارات الإسكان والكهرباء والنقل ومحافظة القاهرة للاستفادة من قدراتهم! نعم، فما زلنا نعمل فى جزر منعزلة لا يعنيها نجاح المنظومة بل حماية «الأنا العليا لكل مسئول»! - الإهمال.. وتلحظه فى التقرير الرقابى وأنت تقرأ عدم كفاية مطابق الصرف بالطرق الرئيسية والفرعية بالمدينة، أو اتخاذ إجراءات تكفل تلافى آثار الحفر الموجودة بمنطقة أبراج سما بالطريق الدائرى حتى الأوتوستراد، مما أدى لانسداد المطابق، وعدم وجود خطوط صرف أو بالوعات بطريقَى الكورنيش والأوتوستراد، وتجمُّع المياه، وإعاقة حركة المرور بالطريق الدائرى! وهكذا، يؤكد كل ما سبق غياب البشر بسمات الكفاءة المُصرة على إجادة كل ما تقوم به، والانتباه والمسئولية عن كافة التفاصيل، والعمل كفريق، وبخاصة وقت الأزمات، فعن أى «تابلت» للصف الأول الثانوى يتحدث وزير التربية والتعليم فى ظل غياب الفرد المواطن، سواء كان طالباً أو معلماً أو مسئولاً؟! استمعت لوزير التربية والتعليم وآمنت بحلمه فى تعليم مختلف وبناء قدرات الفرد ومهاراته، وأوافقه وأؤيده كل التأييد، ولكننى ضد اقتراح أن تكون التكنولوجيا الفائقة فى يد من يفتقد لقيم ومهارات البشر فى التعامل مع المسئولية.

وحتى لا نغرق جميعاً، كما غرق التجمع، وتجرفنا سيول الإهمال والفساد وغياب الرقابة.. أكررها، كما سبق وقلتها وقالها غيرى: البشر يا سادة قبل الحجر، وإلا فانتظروا مزيداً من الموجات المغرقة.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غرق التجمع فشل البشر «تابلت» وزير التعليم غرق التجمع فشل البشر «تابلت» وزير التعليم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon