توقيت القاهرة المحلي 22:44:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضمير لكل مواطن

  مصر اليوم -

ضمير لكل مواطن

بقلم : نشوى الحوفي

أقف أمام قضية المصالحات فى قانون البناء والتعدى على أراضى الدولة، أتأمل حال مجتمع أجاد البكائية واتهام الآخرين دون أن ينظر لمرآة ذاته. الجميع يشير بأصبع اتهامه للآخرين، دون أن يركز فى أصابع يده التى تشير منها ثلاثة إليه هو ذاته. نعم فلو أردتم الحق.. تلك قضية ذات أطراف عدة..

مواطن كان يعلم أنه يبنى مخالفة للقانون وذهب بنفسه وإرادته الحرة لمواطن آخر فى موقع المسئولية واتفق الاثنان على الفساد والإفساد. الأول دفع رشوة لأخذ حق ليس له، والثانى أخذ رشوة لمنح حق لا يملكه. وتراضى الطرفان وذهبا تحت سمع وبصر مواطنين آخرين يعملون بالحكومة فى محليات أو قسم الشرطة وهؤلاء كانوا يعلمون ما يجرى وأهملوا أو تكاسلوا أو صهينوا -بمصلحة أو بدون- فى تنفيذ القانون على المخالف!!!

هناك أيضاً مواطن كان يمر على المخالفات والتعديات فيتعجب ويمصمص شفتيه من غياب دولة القانون، وربما كان من المعلقين أو المندوبين لطرح رؤية فى الإعلام فيصول ويجول شارحاً حجم الثروات التى راحت على الدولة من جرَّاء تلك الأراضى المنهوبة والمبانى المخالفة والفساد الذى يجب مواجهته بحسم! ولكنه اليوم وجد أن الموجة تركب سفينة التعاطف مع من وجب تنفيذ القانون عليهم، فركبها فوراً ببوست على الفيس بوك أو تغريدة على تويتر تحمل شعار «الرحمة»!؟!

أضف لقائمة الأطراف فى تلك القضية رجال أعمال يعتبرون دفع الضرائب «عبط»، والمشى المعوج «شطارة»، ودوماً ما يعتمدون على حبايب كُثر -مواطنين آخرين فى دواوين الحكومة- يسهلون لهم كل شىء برشوة وتبادل منفعة على طريقة مرجان أحمد مرجان، بينما يحدثوننا عن الشرف والنزاهة والاستثمار فى سيناء وأهمية الدور الذى يلعبه رجال الأعمال فى المجتمع!؟

ولذا أقولها يا سادة: قضية المخالفات والتعدى على أراضى الدولة كلها منظومة فاسدة يحاسب فيها المسئول والمسائل. فكلاهما لا يعرف الضمير. يحاسب فيها الموظف الذى منح الترخيص مع المواطن الذى دفع الرشوة، والأمين والموظف الذى لم يفعّل تنفيذ القانون، ورئيس المحليات الذى لم يتابع موظفيه، والمحافظ الذى مر وأشاح بوجهه. وأضف للقائمة من شئت طالما كان فاسداً.

من هنا فالمطلوب ضمير جديد بمعايير مختلفة بسوفت وير جديد للمصريين فى كل المواقع وفوق كل شبر بأرض المحروسة. ضمير يفهم دلالات كلمة فساد فلا يقصرها على الرشوة فقط، فتمتد لإجادة العمل والالتزام بالوقت بغضّ النظر عن الراتب الذى لا يعجب الموظف ويراه غير مناسب لإمكانياته التى لا يراها غيره.

ضمير لديه جهاز كشف هوى الذات فيضرب جرس إنذار حينما يكيل المواطن بمكيالين، فيرى الفساد حينما يتعلق الموضوع بأمر يخصه وله فيه مصلحة، ولا يرى الفساد النابع من نفسه الأمّارة بالسوء حينما يتعلق الموضوع بغيره. ضمير يلسع صوته وكلماته تلك الازدواجية اللعينة.

ضمير تصنعه التربية التى نسيتها الأسر والمدارس والمراكز الرياضية والثقافية والإعلام والمساجد والكنائس على عددها، وتطالب الدولة بالقيام بها!! وكأن الدولة طائر الرخ الأسطورى وليسوا هم! ضمير يحمى الوطن والمواطن. تربية تؤمن الأسرة الصغيرة فى البيت، والكبيرة فى المجتمع، بأنها مسئولية سنحاسب عليها لا محالة من رب العباد. تربية يدرك الجميع أنها ستحمينا من الخوف على ذرية ضعيفة نخشى طوال الوقت عليهم لو تركنا الحياة..

ضمير لكل مواطن يؤكد عليه كل يوم بل كل لحظة أنه ذو وجهين دوماً فى الحياة، مسئول ومسائل. مسئول أياً كانت مهام عمله أو وظيفته.. ساع أو مدير، رئيس قسم أو مزارع، مدرس أو طالب، تاجر أو وزير، طبيب أو ممرض، حارس عقار أو مقاول، لاعب كرة أو سمسار، مذيع أو متلق... ضمير يوجد معنا أينما كنا وكيفما كنا. فكلنا مسئول ومسائل حسب موقعه كل مرة، ولذا فلنسأل ونحاسب ونراقب أنفسنا ونتق الله فى لقمة حرام تدخل جوف العيال فيشبون على الحرام ويدفعون ثمنه. فبما أن النفس أمارة بالسوء منذ خلقها ولكنها ملهمة لحساب نفسها بما يسمى الضمير، وبما أن الفساد جزء منا من قبل نزولنا الأرض بوصف الملائكة فى حديثها مع الله، فلنتعظ ليوم لا تملك فيه أى نفس لكيانها شيئاً، ولن يغنى عنها أى مبرر، وأن ليس لها إلا سعيها بما كسبته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضمير لكل مواطن ضمير لكل مواطن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon