توقيت القاهرة المحلي 11:19:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوظايف بعد كورونا

  مصر اليوم -

الوظايف بعد كورونا

بقلم: نشوى الحوفى

حينما تتحدّث التقارير الاقتصادية الدولية عن تأثّر ما يقرب من 2.4 مليار إنسان حول العالم اقتصادياً ووظيفياً بأحداث كورونا، فحينها يجب التوقف أمام تصريحات المسئولين بالبنك الدولى، التى أعلنت تعرّض العالم لصدمة اقتصادية عاصفة هى أقوى من الكساد العالمى الذى اجتاح العالم «1929 - 1933»، بما سيؤدى إلى انكماش اقتصاديات 170 دولة.

فالأزمة التى طالت قطاع البترول مساء الاثنين الماضى، وهوت بأسعار النفط الأمريكى لما تحت الصفر بسبب زيادة المخزون لدى الدول، نتيجة تعليق كامل النشاط الاقتصادى العالمى، وتذبذب أسعار خام برنت الذى تجاوز سعره 26 دولاراً للبرميل بقليل، وإعلان المنصات الاقتصادية العالمية وجود ما يقرب من 160 مليون برميل بترول على المنصات العائمة، كل هذا يشير إلى حجم ما يواجهه العالم ككل. يكفى أن نتابع تصريحات المسئولين الاقتصاديين فى الاتحاد الأوروبى الذين أعلنوا حاجة دول أوروبا إلى مساعدات لا تقل عن 1.5 تريليون دولار لتجاوز تداعيات كورونا الاقتصادية.

ليست الأرقام فقط هى ما يستدعى التوقّف والدراسة، لكن أيضاً الوظائف التى يؤديها البشر فى قطاعات عدة فى جميع أنحاء العالم. ومنها على سبيل المثال السياحة، التى توقفت فى كل أنحاء العالم مع توقف حركة الطيران والتنقلات حتى داخل البلدان المختلفة. فرنسا واحدة من الدول المعرّضة للنزيف السياحى، فهى تعتمد على السياحة بدخل تجاوز 200 مليار دولار وأعداد فاقت قبل الأزمة 80 مليون سائح سنوياً، سويسرا التى تحتل فيها السياحة المصدر الثالث للدخل بعد صناعة الحديد والصناعات الهندسية، تونس التى أعلن وزير ماليتها للبنك الدولى عن تهديد الأزمة لـ400 ألف تونسى بفقدان وظائفهم، مصر التى تناولت تقارير البنك الدولى خسارتها لنحو 4 مليارات دولار فى إيرادات السياحة هذا العام، وخسارة الإمارات وتحديداً دبى نحو 90% من أنشطتها السياحية، ناهيك عن الركود فى قطاعات أخرى من الأعمال والاستغناء عن موظفيها.

كل هذا دفع بخبراء الاقتصاد والمحللين فى جميع أنحاء العالم إلى دراسة الحلول العملية التى يجب على الدول اللجوء إليها الآن وليس غداً. بالطبع كان منها بشكل عاجل تقديم الإعانات للمؤسسات والشركات المتضرّرة، لكن كان هناك تفكير يستبق تطورات سيناريوهات الأزمة إن طال أمدها. ويتلخص فى إعادة هيكلة النشاط الاقتصادى لدول العالم، بما يتناسب مع عدد المتعطلين من جانب، واحتياجات كل دولة من جانب آخر.

من بين تلك التقارير، كان تقرير لـ«دويتش فيله» الألمانية -حيث تعانى ألمانيا من ركود حاد فى اقتصادها جراء القرارات الحاسمة لمواجهة كورونا- وتناول التقرير فكرة دعم مسارات تدريب القطاعات المتعطلة عن العمل على مهن ومهارات جديدة. فعرض لتجربة السويد فى إعادة تأهيل مضيفى شركة «ساس» للطيران من الذين فقدوا وظائفهم للعمل فى القطاع الصحى بعد تدريبهم فى المستشفيات الجامعية لبضعة أسابيع. كما أشار إلى دراسة مرصد المستقبل الإماراتى للأبحاث والدراسات المستقبلية عن تغيير النشاط الصناعى لبعض المصانع، لإنتاج الأجهزة والمستلزمات الطبية وتحقيق الاكتفاء الذاتى منها وتصدير المتبقى، كما حدث مع مصانع «فورد وجنرال موتورز».

من هنا وجب التفكير فى بلادى وإعادة النظر إلى ما يجب علينا القيام به فى الفترة المقبلة. لقد تصدينا لحماية العمالة غير المنتظمة فى قطاعات مختلفة بدعم نقدى، لكن ماذا عن بقية القطاعات من العمالة المنتظمة التى فقدت عملها؟ مثلاً: ألم يحن الوقت للتفكير فى منظومة صناعية متكاملة حقيقية لإعادة تدوير النفايات تنتج الطاقة والمياه والمواد العضوية ومن قبلها تمنح البيئة الأمان وتمنح الوظائف لمئات أو آلاف الشباب؟ ألم يحن الوقت لدعم مشروعات الأمن الغذائى فى القطاع الخاص، وتشجيع الشباب فيها؟

مجرد طرح وتساؤلات لمن بيده القرار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوظايف بعد كورونا الوظايف بعد كورونا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon