توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عارف موارد محافظتك كام؟

  مصر اليوم -

عارف موارد محافظتك كام

بقلم - نشوى الحوفى

تابعت افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول «السبت»، لعدد من المشروعات التنموية، التى كان فى مقدمتها محطة معالجة الصرف الصحى بالجبل الأصفر، ومشروع «المحروسة 1» بمدينة النهضة بحى السلام بمحافظة القاهرة، تمهيداً لإعلان مصر خالية من العشوائيات. أنبهر بحجم الإنجاز على مسار الحجر والإصرار على منح الإنسان فى مصر أياً كان مستواه سكناً آمناً لائقاً، وأدعو الله أن يوفق بلادى فيما سارت فى طريقه منذ خمس سنوات، حينما أعلنت أنه لا بقاء للعشوائيات على أرضها.

ولكننى توقفت عند محافظ القاهرة أثناء عرضه لعدد المناطق العشوائية بالمحافظة وتصنيفها ما بين مناطق مهددة للحياة، وأخرى عشوائية غير مخططة. كان المسئول يسرد ما يعرضه على شاشة العرض والمُعد له سلفاً، حين استوقفه الرئيس سائلاً إياه عن بعض التفاصيل، إلا أن الرجل لم يرد بشكل صحيح، لينادى الرئيس على اللواء كامل الوزير الذى سارع بطرح الإجابة المنتظرة. وواصل الرئيس حديثه للمحافظ المسئول متسائلاً: «مش حاسألك عن محافظات مصر لكن حاسألك عارف موارد محافظة القاهرة كام؟» ليصمت المسئول ولا يحرك ساكناً، وكأنه قد سُئل فى مسألة رياضية مستعصية! فتابع الرئيس تساؤلاته للمحافظ المسئول قائلاً: «طيب عارف كام كوبرى اتنفذ فى السنوات الأربع الماضية؟» ويواصل المسئول صمته الرهيب، فواصل الرئيس تساؤلاته: «هل تعلم موارد صندوق تطوير العشوائيات؟» فصمت المحافظ وكأن على رأسه الطير! بينما استغرقت فى تفكيرى فى هذا المشهد المضحك، ولكنه ضحك كالبكاء!

فالمسئول الفاضل فى منصب محافظ للقاهرة بكل ميراثها الحضارى والسكانى والجغرافى والتاريخى، ولكنه لزم الصمت وهو ما أثار حيرتى وغيظى وحزنى رغم أدب الرئيس فى الحوار معه، مؤكداً أنه لا يقصد له الإهانة أو الإحراج، ولكنه يسأل ما سأل ليكون كل مسئول على علم بما لديه من إمكانيات ليستطيع توضيح الصورة للمواطنين وشرح أبعاد التكلفة التى تقدر بمليارات، وأهمية التطوير لجميع المناطق العشوائية. ويردد الرئيس أنه يعرف كل مليم فى مصر ومصدره واحتياجات الإنفاق ووسائل تدبير ما نحتاج له. ولكننى لم أتوقف عند نقاط الشرح والتوضيح للمواطنين، فالأمر أبعد من ذلك.

فالموضوع جد بسيط، ولكنه يحمل العار لأى مسئول فى أى موقع فى الحياة أن يجلس على مقعد مسئولية دون الإحاطة بكل تفاصيل هذا الموقع وأبعاده والقضايا المتصلة به فى عالم تخطى مراحل العلم بكل الأمور إلى التخصص الدقيق فى كل مهمة. ثم أنَّى لهذا المسئول الفاضل أن يعرف ما عليه التخطيط له ومواعيد تسليمه واحتياجات مهمته ومصادر تمويلها وما ينقصه منها، إن لم يحسب موارده ويعلمها ويدرك ويحصى ما تم إنجازه من وزارات وهيئات أخرى من حوله؟

صورة مبكية لنماذج تتولى مواقع المسئولية بينما يرى العلم الحديث فى الإدارة أنهم ليسوا فقط دون المسئولية، ولكنهم لا يصلحون لتبوُّؤ أى قيادة. الصورة مبكية لأنها تضرب ناقوس الخطر فى استمرار أسلوب اختيار المسئولين القائم على أهل الثقة واللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش. الصورة مبكية وأنا قد انتهيت لتوّى من قراءة كتاب ثروات المدن الذى يتحدث عن نماذج من مدن العالم، وكيف نجح قادتها فى اكتشاف ثرواتها وفرصها المخفية وإعادة استغلال المهمل فيها، لتصبح فى مقدمة المدن القادرة على كسب الثروة ثقافياً وفنياً وجغرافياً ومعمارياً، شريطة أن يكونوا قادة بحق. الصورة مبكية، فمن رشح المحافظ لهذا المنصب بعيد عن العيون بينما هو من يجب محاسبته على هذا الاختيار غير الوحيد للأسف.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عارف موارد محافظتك كام عارف موارد محافظتك كام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon