توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصين الماضى.. الحاضر والمستقبل (1)

  مصر اليوم -

الصين الماضى الحاضر والمستقبل 1

بقلم: نشوى الحوفى

«أثبتت التجارب التى تراكمت على مَرّ السنين أن الإصلاح إن لم يكن كاملاً، فإنه عندما يبلغ مرحلة معيّنة، تتشكل فى الغالب جماعات مصالح جديدة. وعند تحطيم الهيكل القديم، تصبح جماعات المصالح قوة مهمة تعرقل تقدم الإصلاح. ولا يمكن القضاء على العيوب الناجمة عن عدم إكمال الإصلاح، بما فى ذلك الفساد والفئات الريعية والظلم الاجتماعى، إلا بالمزيد من تعميق الإصلاح».

هكذا يبدأ كتاب «الصين فى الثلاثين سنة المقبلة» الذى صدرت ترجمته مؤخراً عن مؤسسة الفكر العربى ببيروت وشارك فى كتابته عدد من المتخصصين فى علم الاقتصاد من الصين وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية. بل إن أحد المساهمين فى كتابته هو «روبرت فوجل»، أستاذ الاقتصاد بجامعة شيكاغو الأمريكية والحاصل على جائزة نوبل فى الاقتصاد عام 1993. الكتاب لا يعرض فقط لتلك التجربة الفريدة والنموذج فى عصرنا الحالى عبر رحلة امتدت من نهايات السبعينات وحتى لحظتنا الحالية، ولكنه يعرض أيضاً لما يحيط بهذا النموذج الاقتصادى والسياسى الذى بات فى مواجهة مباشرة مع الاقتصاد الأمريكى، الاقتصاد الأول فى العالم.

فالصين التى بدأت وضع رؤيتها عام 1978، مع تولى الرئيس دينج شياو بينج الحكم بعد عامين من الصراع على السلطة وانتشار الفوضى بعد وفاة الزعيم ماو تسى تونج عام 1976، قررت تغيير الأولويات والانطلاق بفكر مختلف لتنافس على قيادة العالم اقتصادياً. كان الجميع ينظر لتلك الرؤية بالاستخفاف. بلد يسير على النهج الاشتراكى الشيوعى بتعداد سكان يزيد على مليار نسمة، ونسبة نمو سكانى تتجاوز 2.6% ويعيش معظمهم تحت خط الفقر، فى ظل غياب تام للاستثمار الخارجى، كيف له أن يتحدث عن التقدم الاقتصادى أو مجاراة الدول المتقدمة؟

ولكن يعلن الرئيس «بينج» أن أهم أهداف سياسته الخارجية هو ترتيب الأوضاع الداخلية فى الصين، وجذب الاستثمار والتكنولوجيا على أحدث مستوياتها رغم الجهل والفقر والأمية والبطالة. لا ينسى الصينيون لرئيسهم الذى أسس لنهضة اقتصادهم مقولته: «ليس المهم لون القط أبيض أم أسود.. مادامت القطة تصطاد الفأر فهى قطة جيدة». وكان يعنى بها ضرورة جذب الصين لرؤوس الأموال الأجنبية ودفع عجلة الاستثمار والبناء وتحديث البنية التحتية وكافة الوسائل التى تحتاجها الصين من أجل نهضتها دون تمييز بين دولة من المعسكر الشرقى أو أخرى من المعسكر الغربى، المهم جذب الاستثمار للصين وتطوير أداء مؤسسات الحكومة الصينية ودفعها للبحث عن ميزاتها التنافسية فى السوق العالمية مع بناء الجبهة الداخلية الصينية وإجبار المواطن على أن يكون جزءاً من عملية التنمية لكى يعيش.

وتطرح الصين نظريتها الاقتصادية المميزة ويقبلها الحزب الشيوعى الصينى عام 1982، ولعل تلك الرؤية هى ما حمت الصين من مصير الاتحاد السوفيتى الذى انهار عام 1991، رغم تعرضها لموجة من المظاهرات الطلابية الحادة عام 1998 فيما عُرف باسم مظاهرات الميدان السماوى، فالإصلاح فى الصين لم يأتِ من خارج الحزب الشيوعى ولكنه جاء من داخله وبالتدريج ووفق رؤية لم يكن ليتحملها المواطن لولا القبضة الحديدية التى حكم بها الحزب الصين. وكان من أهم القرارات التى تم اتخاذها هو التصنيع المتقدم وتقبل ثقافة السوق الحرة فى المنافسة والتصنيع والاقتصاد -رغم الإصرار على اشتراكية الحكم- وتحرير عملية اتخاذ القرار الاقتصادى من المركزية. وتتعجب حينما تعلم أن هدف الصين فى أول مرحلة تطوير لاقتصادها من 1980-1990 كان حل مشكلة الغذاء والكساء للسكان!

نعم، ولا تندهش من أن الدولة التى جعلت أول أهدافها العشرية فى رحلة صعودها هو توفير الغذاء والكساء لشعبها باتت اليوم ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، فليس بالأمانى تُبنى الشعوب.

وللحديث بقية ضرورية عن الصين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين الماضى الحاضر والمستقبل 1 الصين الماضى الحاضر والمستقبل 1



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon