توقيت القاهرة المحلي 10:30:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ناتجنا وصناعتنا.. والعالم

  مصر اليوم -

ناتجنا وصناعتنا والعالم

بقلم: نشوى الحوفى

نعم.. تقول الأرقام الدولية إننا نحتل الترتيب الثالث فى عالم النمو الاقتصادى للعام 2018 بنسبة 5.6%، وأن الجنيه المصرى حصل على أفضل أداء فى العام 2018 عالمياً. نعم.. تقول المراكز الاقتصادية عالمياً إن مصر نقطة جذب استثمارية رائعة على مستوى العالم، وهو ما منحها ترتيباً إيجابياً ونظرة مستقرة لاقتصادها فى السنوات المقبلة. ولكن تقول الأرقام أيضاً إن دولة بحجم مصر ناتجها القومى 249 مليار دولار فى العام 2018 وإنها تحتل المركز 45 على مستوى العالم فى الناتج المحلى، بينما تحتل دول مثل الهند مراكز متقدمة بحجم ناتج محلى بلغ 2.7 تريليون دولار.

هنا تكمن أهمية فيديو تم عرضه فى المؤتمر الاقتصادى لمؤسسة أخبار اليوم الذى نُظم فى مطلع شهر نوفمبر الجارى، وعرض لما نحتاج له فى المجال الاقتصادى لتحسين الناتج المحلى اعتماداً على ركيزة الصناعة التى تمثل 16% حالياً فى الناتج المحلى المصرى، بينما تحتل 50% من نسبة التجارة العالمية. لماذا الصناعة بالتحديد؟ جاءت الإجابة فى الفيديو لكونها عنصراً هاماً فى الناتج المحلى لاقتصاديات أكبر 30 دولة على مستوى العالم بنسبة 80%، فتصدير منتج مصنع أعلى بكثير من تصدير مواد أولية للعالم. وهو ما يعنى زيادة موارد الدولة من العملة الأجنبية، فيمنح قوة للعملة المحلية التى تدعم الاقتصاد المصرى وتقلل من عجز الموازنة وميزان المدفوعات.

ثم عرض الفيديو لمقارنة بين مصر وفيتنام فى مجال زيادة الصادرات المعتمدة فى غالبيتها على التصنيع فى فيتنام، مشيراً إلى ارتفاع الصادرات الفيتنامية من 150 مليار دولار فى العام 2014، إلى 290 مليار دولار فى العام 2018، أى تضاعفها فى 4 سنوات نتيجة الاعتماد على التصنيع.. بينما زادت صادرات مصر من من 26 مليار دولار فى 2014 إلى 29 مليار فى العام 2018، مشيراً إلى ضرورة تحقيق قفزة فى الصادرات المصرية لتبلغ 121 مليار دولار فى السنوات الخمس المقبلة اعتماداً على الصناعة.

نعم نحتاج إلى زيادة التصنيع والإنتاج فى كافة المجالات، ولكن الصناعة هى حجر الارتكاز الذى علينا الاعتماد عليه، دون إهمال الجوانب الأخرى. وهو ما يتطلب، يا سادة، تضافر جهود القطاع العام والخاص وتطوير سياسات الدولة الميسرة للاستثمار، والحضور الجاد المؤثر للمستثمرين المصريين قبل الأجانب والعرب، وكذلك اتخاذ عدد من السياسات الخاصة بخفض تكلفة القروض، وتدريب العمالة وتطوير مهاراتها وأدائها وسلوكياتها، واستبعاد من ثبت فشلهم من مسئولين فى مجال الاستثمار وتحسين مناخه ودراسة الصناعات التى تحقق لمصر التنافسية على مستوى العالم لتنتج ما تتميز به دون غيرها فى سوق باتت مفتوحة على مصراعيه. ويكفى أن نعلم أن كل مليار دولار زيادة فى الصادرات يحقق دخل 4 مليارات جنيه لخزينة الدولة، بما يساعد على خفض عجز الموازنة ويساعد فى توفير 206 آلاف فرصة عمل، فإذا كان حجم الناتج الصناعى اليوم فى مصر يقدر بنحو 50 مليار دولار، فنحن بحاجة إلى بلوغه 250 مليار فى السنوات العشر المقبلة بنسبة زيادة 20% سنوياً.

أعلم أن تأخرنا فى افتتاح الكثير من المصانع منذ العام 2014 كان مرده نقص الطاقة المشغلة للمصانع، سواء كانت كهرباء أو غاز. وهو ما استمر حتى العام 2016 حينما بدأت الانفراجة بإنشاء محطات الكهرباء والاستعداد لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز بعد الإعلان عن حقل «ظهر» فى أغسطس 2015. كما أننا عملنا منذ 2014 على تحسين البنية التحتية التى هى أساس التنمية المستدامة بإنفاق بلغ 35 مليار دولار. وما زلنا بحاجة إلى نحو 176 مليار غيرها- ولكن حان الوقت لدخول عالم التصنيع بقوة لتعويض ما فاتنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناتجنا وصناعتنا والعالم ناتجنا وصناعتنا والعالم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon