توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ناتجنا وصناعتنا.. والعالم

  مصر اليوم -

ناتجنا وصناعتنا والعالم

بقلم: نشوى الحوفى

نعم.. تقول الأرقام الدولية إننا نحتل الترتيب الثالث فى عالم النمو الاقتصادى للعام 2018 بنسبة 5.6%، وأن الجنيه المصرى حصل على أفضل أداء فى العام 2018 عالمياً. نعم.. تقول المراكز الاقتصادية عالمياً إن مصر نقطة جذب استثمارية رائعة على مستوى العالم، وهو ما منحها ترتيباً إيجابياً ونظرة مستقرة لاقتصادها فى السنوات المقبلة. ولكن تقول الأرقام أيضاً إن دولة بحجم مصر ناتجها القومى 249 مليار دولار فى العام 2018 وإنها تحتل المركز 45 على مستوى العالم فى الناتج المحلى، بينما تحتل دول مثل الهند مراكز متقدمة بحجم ناتج محلى بلغ 2.7 تريليون دولار.

هنا تكمن أهمية فيديو تم عرضه فى المؤتمر الاقتصادى لمؤسسة أخبار اليوم الذى نُظم فى مطلع شهر نوفمبر الجارى، وعرض لما نحتاج له فى المجال الاقتصادى لتحسين الناتج المحلى اعتماداً على ركيزة الصناعة التى تمثل 16% حالياً فى الناتج المحلى المصرى، بينما تحتل 50% من نسبة التجارة العالمية. لماذا الصناعة بالتحديد؟ جاءت الإجابة فى الفيديو لكونها عنصراً هاماً فى الناتج المحلى لاقتصاديات أكبر 30 دولة على مستوى العالم بنسبة 80%، فتصدير منتج مصنع أعلى بكثير من تصدير مواد أولية للعالم. وهو ما يعنى زيادة موارد الدولة من العملة الأجنبية، فيمنح قوة للعملة المحلية التى تدعم الاقتصاد المصرى وتقلل من عجز الموازنة وميزان المدفوعات.

ثم عرض الفيديو لمقارنة بين مصر وفيتنام فى مجال زيادة الصادرات المعتمدة فى غالبيتها على التصنيع فى فيتنام، مشيراً إلى ارتفاع الصادرات الفيتنامية من 150 مليار دولار فى العام 2014، إلى 290 مليار دولار فى العام 2018، أى تضاعفها فى 4 سنوات نتيجة الاعتماد على التصنيع.. بينما زادت صادرات مصر من من 26 مليار دولار فى 2014 إلى 29 مليار فى العام 2018، مشيراً إلى ضرورة تحقيق قفزة فى الصادرات المصرية لتبلغ 121 مليار دولار فى السنوات الخمس المقبلة اعتماداً على الصناعة.

نعم نحتاج إلى زيادة التصنيع والإنتاج فى كافة المجالات، ولكن الصناعة هى حجر الارتكاز الذى علينا الاعتماد عليه، دون إهمال الجوانب الأخرى. وهو ما يتطلب، يا سادة، تضافر جهود القطاع العام والخاص وتطوير سياسات الدولة الميسرة للاستثمار، والحضور الجاد المؤثر للمستثمرين المصريين قبل الأجانب والعرب، وكذلك اتخاذ عدد من السياسات الخاصة بخفض تكلفة القروض، وتدريب العمالة وتطوير مهاراتها وأدائها وسلوكياتها، واستبعاد من ثبت فشلهم من مسئولين فى مجال الاستثمار وتحسين مناخه ودراسة الصناعات التى تحقق لمصر التنافسية على مستوى العالم لتنتج ما تتميز به دون غيرها فى سوق باتت مفتوحة على مصراعيه. ويكفى أن نعلم أن كل مليار دولار زيادة فى الصادرات يحقق دخل 4 مليارات جنيه لخزينة الدولة، بما يساعد على خفض عجز الموازنة ويساعد فى توفير 206 آلاف فرصة عمل، فإذا كان حجم الناتج الصناعى اليوم فى مصر يقدر بنحو 50 مليار دولار، فنحن بحاجة إلى بلوغه 250 مليار فى السنوات العشر المقبلة بنسبة زيادة 20% سنوياً.

أعلم أن تأخرنا فى افتتاح الكثير من المصانع منذ العام 2014 كان مرده نقص الطاقة المشغلة للمصانع، سواء كانت كهرباء أو غاز. وهو ما استمر حتى العام 2016 حينما بدأت الانفراجة بإنشاء محطات الكهرباء والاستعداد لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز بعد الإعلان عن حقل «ظهر» فى أغسطس 2015. كما أننا عملنا منذ 2014 على تحسين البنية التحتية التى هى أساس التنمية المستدامة بإنفاق بلغ 35 مليار دولار. وما زلنا بحاجة إلى نحو 176 مليار غيرها- ولكن حان الوقت لدخول عالم التصنيع بقوة لتعويض ما فاتنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناتجنا وصناعتنا والعالم ناتجنا وصناعتنا والعالم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon