توقيت القاهرة المحلي 11:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو كنت مكان «أردوغان»!

  مصر اليوم -

لو كنت مكان «أردوغان»

بقلم: نشوى الحوفى

سؤال تبادر للذهن وأنا أتابع خطاب «أردوغان» لعدد من أعضاء مجلس نوابه أمس الأول (السبت). كان الرجل مثيراً للشفقة والغيظ معاً. تفضحه لغة جسده المتوترة وكذب سرده. يتحدث عن تركيا القوية المسالمة التى يقودها! وحالة الاقتصاد المنتعش ونسب النمو المرتفعة لديه، بينما الليرة تنهار! وأوروبا التى خذلته ولم تدفع ثمن إيوائه اللاجئين رغم ما حصل عليه من مليارات خمسة! وإصراره على مواجهة سوريا التى تسعى لاحتلال تركيا، بينما هو من يحتل شمالها! يعلن عن تدمير سبعة مواقع للسلاح الكيماوى فى سوريا دون ذرة دخان! والإرهاب الذى يحاربه لينعم وشعبه بالأمان، بينما هو الممول والآوى له! وروسيا التى عليها التراجع فى سوريا، لتمنحه فرصة تأديب النظام السورى!

أشباه «أردوغان» يشرحهم التاريخ حين يصل كل مخبول بدمار أو بأوهام نفوذ إلى قمة الهذيان، فيعكس الحقائق ويصيغها وفقاً لما تراه تهيؤاته أو وفقاً لما يقتضيه الكذب على شعب مكلوم سار غالبيته خلف أطروحات الموهوم جبراً أو اختياراً.

بينما الواقع يحكى عكس ما يتحدث عنه الرئيس التركى وفقاً للتقارير الدولية التى تصف حالة الاقتصاد بالهشّة. الاتحاد الأوروبى فرض العقوبات على اثنين من رجال الأعمال الأتراك لتنقيبهم عن البترول فى شرق المتوسط، اليونان أوقف إصدار بيان عن «الناتو» لصالح تركيا فى إدلب، واشنطن تلوح له بين الحين والآخر بالمدد والمساعدة لكنها لا تتحرك إلا وفقاً لمصالحها فى سوريا واتفاقاتها مع روسيا. ربما تتبع معه السيناريو العراقى ذاته حينما خدعت «صدام» بالكويت لتحتل الخليج. مجرد دمية جديدة فى يد واشنطن لتنفيذ مصالحها. موسكو لا تحمى مصالحها الاستراتيجية فى سوريا وحسب، لكنها تحمى حدودها من تمدّد إرهاب سبق لتركيا أن رعته فى الشيشان عام 1996، حينما سعى «الناتو» لدعم انفصال الشيشان وحربها مع موسكو المفكّكة مصدّرة للعالم الصراع الإسلامى الشيوعى زوراً، بينما كان الصراع على النفط والموقع. و«أردوغان» يعلم أنه لا يستطيع رفع العين فى روسيا التى تقصف قواته وميليشياته مع النظام السورى فى إدلب. روسيا تمتلك أدوات الضغط ببنائها للمحطة النووية لتوليد الكهرباء فى تركيا وصفقة صواريخ «إس 400». وأنقرة تدرك حجم النفوذ الروسى فى الاقتصاد التركى بالسياحة واستيراد الخضراوات والفاكهة.

التورط التركى ليس فقط فى الشمال السورى، لكنه فى ليبيا التى انجر لمغامرة فيها بإشارة إغواء أمريكية، وهو يظن أنه يعيد فيها إمبراطورية أسلافه. الرهان التركى فى ليبيا لا يتعرّض فقط للخسارة برصد سفن سلاحه وتدميرها أو إسقاط طائراته المسيرة أو فشله فى إقامة دفاعاته الصاروخية لحماية حكومة «السراج»، أو مقتل جنوده، الرهان التركى فى ليبيا مهدّد بخلافات أعضاء حكومة «السراج»، حسب المتداول من الأخبار. فوفقاً لموقع «إندبندنت» العربية يوم السبت الماضى فقد احتدم الخلاف بين رئيس الحكومة «السراج» ووزير داخليته فتحى باشا آغا، وقال نص الخبر: «وصف آغا المجموعات المسلحة المقربة من السراج بـ«الميليشيات الخارجة عن القانون»، متهماً ميليشيات النواصى التى تقدم الحماية الشخصية للسراج فى مقره المؤقت فى قاعدة أبوستة البحرية بالاعتداء على وزير المالية و«وضع رصاصة فى يده»، بعد اقتحام مكتبه، لإجباره على توقيع مستندات اعتمادية بملايين الدولارات».

هكذا إذاً بات حال «أردوغان»، الذى يواصل الغوص فى وحل سياساته دون القدرة على إيجاد صديق بحق يمد له يد العون فى تلك الأزمة، فقد محيطه الإقليمى وهو يظن أنه يتمدّد استعداداً لإعلان خلافة، وبات فى نظر حلفه العسكرى مقامراً أحمق لا يمكن أن يأمنوا جانبه.

تساءلت ماذا لو كنت مكان «أردوغان»؟ فوجدت أنه لا يملك سوى مواصلة عدوانه، فلو تراجع قيد أنملة لأكله الداخل قبل الخارج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو كنت مكان «أردوغان» لو كنت مكان «أردوغان»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon