توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أين تبدأ «25 يناير»؟

  مصر اليوم -

من أين تبدأ «25 يناير»

بقلم - نشوى الحوفى

حتى لا نتوه فى طريقنا، وحتى لا نأكل ذاكرتنا فى مسيرة الدنيا، وننسى من ضحوا بحياتهم من أجل كرامة لا يعرفها الكثيرون ممن ادعوا الحياة رخصاً فى وطن لا يدركون معناه، دعونا نسأل: من أين تبدأ حكاية 25 يناير فى ذاكرتنا؟

الإجابة تبدأ من الإسماعيلية فى 25 يناير 1952، حين استشهد 50 مصرياً بين ضابط وجندى، وأصيب 80 جريحاً، على يد قوات الإنجليز التى كانت تتمركز، وفقاً لمعاهدة 1936، فى مدن القناة (بورسعيد، السويس، الإسماعيلية)، والتى واجهت حرب الفدائيين حتى جلائهم عن بلادى بعد ثورة يوليو 1952.

تسألنى: ومن كان هؤلاء الفدائيون؟ فأجيبك أنهم كانوا الدكتور والفلاح والمدرس والعامل والمهندس والطالب. وكانت المرأة حاملة السلاح والمؤن فى مشنّة العيش، والطفل الذى يفجر معسكر الإنجليز وهو يتظاهر بلعب الكرة. ببساطة، كانوا «المصرى» بغضِّ النظر عن عقيدتهم أو مهنهم أو جنسهم أو أعمارهم. جدعان من كل لون، تجمعهم كلمة واحدة «أنا مصرى رافض الاحتلال».

ولكن، ما علاقة الفدائيين بالبوليس المصرى؟ بالشرطة المصرية؟ ألم أقل لكم إنها كانت معركة المصرى. والبوليس مصرى رافض ومدرك أن لا شأن للخواجة بالأرض، ومن هنا كانت مساعدته للفدائيين وتدريبهم لتكون ضربتهم موجعة للمحتل الذى فطن لدور البوليس، فأصر على مغادرته لمدن القناة، وبدون سلاحه!!

وقال المصرى عبارة أهله المأثورة «البيت بيت أبونا والأغراب يطردونا؟»، فقرر أنه لن يخرج. وفى فجر 25 يناير 1952 طلبت قوات الاحتلال الإنجليزى من البوليس المصرى إخلاء مبنى المحافظة خلال 5 دقائق وبدون سلاحهم. كان قائد البوليس المصرى «جدع قلبه أسد» اسمه الملازم أول مصطفى رفعت، رفض قرار المحتل وأعلن لقواته وقائدهم «إكس هام» أنه لو لم ينسحب من حول المبنى بقواته سيبدأ بضربهم لأن الأرض التى يقفون عليها مصرية. ثم دخل مبنى المحافظة وأعلم زميله الملازم أول عبدالمسيح وجنوده بما حدث. واتفقوا على الدفاع عن مبنى محافظة الإسماعيلية لآخر نفس. بالطبع كان عدم التكافؤ فى القوة سمة المعركة. مبنى المحافظة تحاصره دبابات الإنجليز الحديثة والرشاشات وجنود وضباط مدججون ببنادق جديدة. ولكن من قال إن أزمتنا عبر الزمن معهم كانت السلاح مهما تفوقوا فيه؟! أزمتنا معهم من قدم هى العقيدة التى لا يمتلكونها.. عقيدة الجدعان.

وتم ضرب المبنى بقذائف الدبابات، ليقع فى الاشتباكات 50 شهيداً و80 مصاباً. ويخرج الملازم أول مصطفى رفعت لمحادثة «إكس هام» قائد الإنجليز الذى ظن استسلام البوليس المصرى فأوقف الضرب. إلا أن الملازم أول مصطفى رفعت يطلب الإسعاف لنقل المصابين وإخلائهم، فيرفض الإنجليز ويشترطون الاستسلام، فيرفض الجدع ويعود لزملائه وتستمر المعركة حتى قاربت الذخيرة على النفاد، مع إصرار قوات البوليس على إكمال معركتها حتى النهاية، إلى أن يأتى لمبنى المحافظة قائد قوات الإنجليز فى مدن القناة «ماتيوس» الذى يعقد اتفاقه مع الملازم مصطفى رفعت بإجلاء المصابين والشهداء فى سيارات الإسعاف وخروج بقية القوة المصرية حاملة سلاحها. وتنتهى 25 يناير 1952 دون أن تمحو من صفحات التاريخ بطولة رجال.

وتمر السنوات ويخطط صهاينة العصر لبلادى وما حولها منذ سبعينات القرن الماضى فيما عُرف باسم خطة «برنارد لويس- بيرجينيسكى»، وبدأت بإيصال الملالى لحكم إيران بمساعدة إخوان وُعدوا بتسلم السلطة خلال عقود.. ويكون الاختيار ليوم 25 يناير 2011 إيذاناً بفوضى مصر.

نعم، آمنت بأننا كنا ضالعين فى المؤامرة بجهلنا وضياع هويتنا وتاريخنا وفساد نفوسنا وقيمنا. ولكن المحتل أبداً لم ينسَ 25 يناير 1952. فهل نتعلم الدرس جميعاً؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أين تبدأ «25 يناير» من أين تبدأ «25 يناير»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon