توقيت القاهرة المحلي 11:03:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورحل «مبارك».. العسكرى والرئيس

  مصر اليوم -

ورحل «مبارك» العسكرى والرئيس

بقلم: نشوى الحوفى

«اختلف معه سياسياً ما شئت، حاكمه على فترة حكمه التى انتهت بثورة -يراها البعض مؤامرة- أو بجزاء عادل... كما تحب، ولكن لا تنسَ أن التاريخ لا يسجل أحداثه بشكل انتقائى متحيز، بل يسرد فى صفحات أيامه التى يسجلها يوماً بيوم وساعة بساعة وموقفاً بموقف، بطولات وهزائم، إخفاقات ونجاحات، خيراً وشراً… فالتاريخ يعلم أنه يوثق مسار بشرية لها ما لها وعليها ما عليها... ومن هنا كان قرارنا بنشر مذكرات اللواء طيار محمد حسنى مبارك، التى يوثق من خلالها حقيقة ما تعرضت له القوات الجوية المصرية فى نكسة يونيو عام 1967، وكيف أعادت بناء نفسها لتكون رأس الحربة فى نصر السادس من أكتوبر بعد ذلك بسبع سنوات فى عام 1973».

هكذا كانت كلمات كتبتها على غلاف كتاب «كلمة السر.. مذكرات محمد حسنى مبارك يونيو 1967 - أكتوبر 1973» عند نشره فى أكتوبر عام 2013 بصفتى مدير النشر الثقافى بدار نهضة مصر. وهى كلمات أستعيدها اليوم بعد وفاة رئيس مصر الأسبق. فعند الحديث عن «مبارك» نجد أنفسنا أمام العسكرى والرئيس.

مبارك العسكرى ووفقاً لمذكراته -التى كتبها وقت أن كان نائباً للرئيس السادات- رجل شاهد بعينه هزيمة بلاده أمام العدو الإسرائيلى فى يونيو 1967، وسعى لإنقاذ طائرته والهرب بها من التدمير إلى حد الطيران للأقصر، عسكرى حلل خطة الهجوم الصهيونى فى يونيو 67 فوجدها نسخة مكررة من خطة العدوان الثلاثى على مصر التى وضعتها فرنسا عام 1956. طيار مقاتل أقسم أن يتم الرد على إسرائيل فى حينها أو بعد حين وأوفى بوعده. قائد قوات جوية تحمَّل عبء إعادة بنائها على أسس علمية بعد تدميرها فى يونيو 67 وأخذ بجميع الأسباب التى مكنت مصر من النصر فى فترة من أحلك الفترات التاريخية التى مرت علينا، دون أن يتناسى ذكر أى اسم شارك بجهد أو تضحية فى هذا البناء ولو صغر حجم الدور. هذا هو مبارك العسكرى الذى لن يستطيع أحد إغفال دوره مهما سعى البعض لذلك.

أما مبارك السياسى والرئيس الذى تسلم الحكم فى مرحلة حساسة من تاريخ بلادى بعد اغتيال الرئيس السادات، فقد حكم كثيرون عليه بضعف الخيال السياسى وعدم امتلاك موهبة المناورة، يدللون على ذلك بتراجع مكانة مصر السياسية إقليمياً ودولياً خلال سنوات حكمه. ولكنه أيضاً مبارك الرئيس الذى حمى مصر من مغامرات البعض السياسية فى المنطقة، وحافظ على كيانها رغم أزمات كانت تُفرض علينا، وصان الأرض فى وقت كان البيع شعار الجميع، وسعى لحماية منطقة اعتادت التسليم للخواجة.

هو مبارك الرئيس الذى لم يكن له باع فى عالم الإدارة واكتشفنا ما آل إليه حالنا بعد 2011. تردٍّ فى التعليم والصحة، وانهيار فى البنية التحتية. فى 2014 كان عدد القرى التى بدون صرف صحى 4500 قرية على سبيل المثال! عدم صيانة محطات الكهرباء أو محطات المياه، السماح للإخوان بالوجود فى المشهد ليصيروا فزاعة الداخل المطالب بالحرية والخارج المطالب بالإصلاح. أذكر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام الأسبق الذى قال لى فى 2014 إنه كان كلما ألقت «الداخلية» القبض على خلية إخوانية تمارس الإرهاب، كان يخاطب وزير الداخلية بأن على الدولة القبض على رؤوس الإخوان لا فروعهم، فيكون الرد أن هذه أوامر الرئيس؟! مبارك الرئيس الذى لم يكتفِ بالبقاء ولكنه سعى لتوريث الحكم فى أكبر قراءة خاطئة للمشهد داخل وخارج مصر. مبارك الرئيس الذى لم يقرأ التاريخ والحاضر فلم يستشرف المستقبل.

رحل مبارك العسكرى الذى خلد سيرته فى العسكرية المصرية، ومبارك الرئيس الذى له ما له وعليه ما عليه.

فرحمة الله عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورحل «مبارك» العسكرى والرئيس ورحل «مبارك» العسكرى والرئيس



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon