توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلنعترف.. أدمنوا أكل أرضهم

  مصر اليوم -

فلنعترف أدمنوا أكل أرضهم

بقلم: نشوى الحوفى

لم يعد من المفاجأة أن تقرأ وثيقة أو شهادة تؤكد بيع العرب للعرب. ولا أن تسمع تسجيلاً صوتياً مسرباً يتآمر فيه العرب على العرب. ولذا فما تم نشره مؤخراً من تسجيلات لمحادثات تمت بين الثلاثى: الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى وحاكم إمارة قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائها السابق حمد بن جاسم، ليس بالجديد فى الأسلوب، وإن كان يحمل الجدة فى المضمون، ليؤكد أنه حتى المتآمرون يتآمرون على أنفسهم ولا يحفظون لبعضهم قيم الوفاء، فيدهشونك بالغدر ببعضهم البعض!

التسريب الجديد يختلف عن تسريب سابق تم بثه فى 2012 لذات الثلاثى، وتناولوا فيه انهيار المملكة العربية السعودية خلال سنوات، التسريب الجديد المنشور من خلال المعارض القطرى خالد الهيل يعرض تسجيلاً يتحدث فيه الثنائى القطرى مع الرئيس الليبى السابق عن تقسيم السعودية إلى دويلات تضع حداً لنفوذ المملكة! القذافى يطرح الفكرة عن دولة للحجاز وأخرى فى نجد وثالثة فى الأحساء ورابعة فى القصيم لإحداث التوازن بين قوى منطقة الخليج!! وأمير قطر السابق حمد بن خليفة يشير إلى اعتبار الحوثيين الحجاز جزءاً من دولتهم، وسعى قطر لتنفيذ طموحات الحوثيين فى ضم الحجاز، لولا اعتراض الرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح! لتتساءل: على أى أساس شاركت الدوحة فى التحالف العربى على اليمن لوقف عملية سيطرة الحوثيين على اليمن بدعم إيرانى فى العام 2015 قبل انسحابها من التحالف عام 2017 بعد فرض المقاطعة الرباعية عليها من قبَل مصر والسعودية والإمارات والبحرين؟

التاريخ يقول إن قطر كانت راعية للمصالحة بين صالح والحوثى فى 2007 بنتائجها التى انتهت بتسليم الحوثيين لما لديهم من سلاح وما استولوا عليه من أراضٍ للحكومة الشرعية وقتها بقيادة على عبدالله صالح، بالإضافة إلى نفى عبدالملك الحوثى وعدد من كبار جماعته إلى قطر! فمع من كانت تلعب الدوحة؟

وحتى لا نكون متحيزين ضد قطر وحدها، فقد كان للقذافى أصابع لاعبة فى عدد من البلاد العربية على مدار سنوات تاريخه هو الآخر بما فيها اليمن. وهو ما أشار إليه الكاتب الراحل أنيس منصور فى كتابه «انتهى زمن الفرص الضائعة» الذى وثّق فيه كواليس مفاوضات مصر مع إسرائيل، بدءاً من العام 1977 والتى انتهت بتوقيع معاهدة السلام فى العام 1979، حيث أشار إلى دعم الرئيس الليبى السابق لحرب انفصال اليمن، حيث وجّه دعمه للحوثيين قائلاً: «سوف يغرق اليمن الفقير جداً، بأسلحته المتطورة جداً وقواته المرتزقة ودولارات ليبيا، فى حرب لا أول لها ولا آخر». وهو حديث أمّنت عليه وثائق المخابرات الليبية التى عُثر عليها فى باب العزيزية ونشرتها جريدة الشرق الأوسط السعودية فى 19 فبراير 2013. لم تكن اليمن وحدها فى كتاب أنيس منصور هى ما تآمر عليه القذافى، ولكنه أشار إلى تمويله انقلاباً على جعفر النميرى فى السودان! وإعلانه عقد اتفاق عسكرى مع إثيوبيا لمواجهة مصر والسودان، بل إنه أحد ممولى انفصال السودان جنوبه عن شماله!!

تتوقف للحظات أمام هذا المشهد العبثى الذى انتهى بالإطاحة بالجميع ليشرب الجميع من ذات الكأس المزرية. كأس التآمر على بعضهم وشعوبهم لصالح مصالح شخصية لا علاقة لها بمصائر الأوطان. يذكّرك الحاضر القريب بالتاريخ البعيد المُحمَّل بمآسى الخيانة ليكون المستفيد الوحيد فى المشهد هو عدونا، وليس المتآمرين الذين غالباً ما تنتهى قصصهم بالقتل وفضح أسرارهم والتخلص منهم من قبَل من يمتلك المصلحة الأعلى ويسعى للسيطرة على المنطقة!! نعم هى الكوميديا السوداء بعينها. لا تعرف وأنت تستمع لها أتبكى على خيبتنا أم تضحك من تكرار سخرية الأيام منا وتكرار هزائمنا بأيدينا قبل أعدائنا؟ فها هى ليبيا باتت منذ 2011 مرتع المرتزقة والميليشيات المسلحة التى أنهت حياة القذافى لصالح من تآمروا معه على تقسيم بلدان أخرى عربية! بينما قطر لا تتعظ ولا تتوقف عن هدر ثرواتها على فنائنا، فلا تدرك أن الحافر هابط فيما يحفره. أى إنها لا بد أن تسقط فى حفرة حفرتها لغيرها.

وأتوقف عند بلادى عبر التاريخ لأجدها دوماً تمد اليد وتقدم العون وتغفر ما بدر من خيانة وسوء تقدير.. فتكون الأجدر على صد عدوان المتآمرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلنعترف أدمنوا أكل أرضهم فلنعترف أدمنوا أكل أرضهم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon