توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإرهاب بين التكفيرى واليمينى

  مصر اليوم -

الإرهاب بين التكفيرى واليمينى

بقلم - نشوى الحوفى

أؤمن بأن صناعة الإرهاب واحدة فى العالم، فلا علاقة بالعقائد السماوية بها. فهو فكر يصنعه من يسعى لتسيد العالم والسيطرة عليه بالسلاح والسياسة والاقتصاد وربما المرض. ولهذا لا فارق لدى بين أليكس فينز الألمانى قاتل المصرية مروة الشربينى فى دريسدن بألمانيا عام 2009، أو بريفيك النرويجى قاتل 74 من مواطنيه عام 2011، وبين البغدادى أو الظواهرى أو هشام عشماوى. فكلهم صناعة التطرف أياً كان اتجاهه، وكلهم يخدم أهدافاً صهيونية المنحى.

ولذا توقفت أمام التقرير الصادر من معهد الاقتصاد والسلام الدولى ومقره أستراليا مطلع ديسمبر المنصرم، والذى نشرته مواقع الأخبار العالمية، عن حال الإرهاب فى العالم على مدار العام الماضى وما حواه من أرقام حاولت رصد العمليات الإرهابية وضحاياها. بما يعكس الحجم والتمويل وعدد الضحايا وترتيب الدول.

ذكر التقرير أن العام 2017 شهد انخفاضاً فى عدد القتلى فى العمليات الإرهابية فى العالم بنسبة 27% بعدد 18 ألفاً و814 قتيلاً. مؤكداً تحسن الحال الأمنى فى نحو 94 دولة فى العالم بما يشكل علامة بارزة فى جرائم الإرهاب منذ العام 2004 مبرراً ذلك بانحسار تأثير ميليشيات «داعش» فى سوريا والعراق. أما من حيث الخسائر الاقتصادية فقد ذكر التقرير أن حجم الضرر الدولى نتيجة للإرهاب فى كل دول العالم كان 52 مليار دولار فى العام 2017 مقارنة بنحو 89 مليار دولار فى 2016.

أما فيما يتعلق بالإرهاب فى أوروبا فقد ذكر التقرير تحسن الأوضاع فى البلدان التى ذاقت وباله فى العام 2016 مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا، إلا أنه أشار إلى تدهور الوضع الأمنى فى إسبانيا مع تكرار حوادث الإرهاب بها. إلا أن من أهم ما يلفت النظر فى هذه الجزئية هو ما ذكره التقرير عن ارتفاع معدلات الإرهاب المتسبب فيه اليمين المتطرف فى أمريكا الشمالية وأوروبا، راصداً 59 هجوماً بحصيلة 17 قتيلاً. مرجعاً سببه للصراع الأيديولوجى وإرهاب الدولة، مؤكداً زيادة التهديد السياسى لليمين المتطرف.

أما أفغانستان فقد احتلت أعلى الدول فى نسب الضحايا من الإرهاب فى العام 2017 بسبب وقوع 2419 ضحية من أفراد الشرطة والجيش بسبب عمليات طالبان الإرهابية، رغم بدء مفاوضاتها مع واشنطن للمصالحة مؤخراً فى الإمارات!

كما رصد التقرير تراجع دخول أكبر عشر جماعات إرهابية من نحو 5 مليارات دولار فى 2014 إلى 3.7 مليار دولار فى 2017، وبينما تراجع تمويل تنظيم «داعش» فى نفس الفترة من 2 مليار دولار، إلى 200 مليون دولار فقط، رصد التقرير تحسناً ملحوظاً فى مداخيل طالبان والقاعدة وفقاً لموقع فوربس الذى ذكر توزع مصادر دخل الجماعات الإرهابية بين غسيل أموال وتجارة المخدرات والتمويل الدولى، وتجارة البترول والسلاح.

أما فيما يخص مصر فقد تضمنها التقرير بأكثر من رقم، أولها أنها احتلت المرتبة التاسعة عالمياً من حيث تكلفة الإرهاب بواقع 0.8% من الناتج المحلى، بسبب عملية استهداف مسجد قرية الروضة بمركز بئر العبد بسيناء الذى راح ضحيته 311 مصلياً، وهو ما يمثل ثانى أكبر عملية إرهابية عالمياً فى 2017، بعد تفجير فندق سفارى فى الصومال الذى راح ضحيته 588 شخصاً.

يتحدث التقرير عن أرقام تمويلات وخسائر ونسب عالمية تدرك منها أنه لا علاقة للإرهاب بعقيدة سماوية، وأن تراجع العمليات ربما يشير لتأثر الإرهاب العالمى والإقليمى بتناقص التمويل لنحو 40% عن العام 2016، ولكنه لا يعنى توقف تأثيره المرتبط بمواجهة الأيديولوجيا الفاسدة فى العالم أياً كان اتجاهها.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب بين التكفيرى واليمينى الإرهاب بين التكفيرى واليمينى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon