توقيت القاهرة المحلي 07:08:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

30 يونيو 2013

  مصر اليوم -

30 يونيو 2013

بقلم: نشوى الحوفى

يا لها من ذكرى أيام تعيد على القلب ما سبقها من آلام وآمال فى آن واحد. أيام كان الغالبية يظنون استسلام المصريين لما آل إليه الوضع باستيلاء الإخوان على الحكم بمعاونة من ساعدوهم منذ سنوات. لكن ورغم الخوف والقلق كان اليقين أن غداً بلا إخوان آتٍ لا محالة. فتلك الأرض وهذا الشعب وثالثهما جيش لا يمكن أن يقبلوا باحتلال صهيونى أياً كان مسماه.

لم تكن 30 يونيو 2013 وقفة ضد مشروع الإخوان فى مصر التى هى صرة الأمة فى فكرهم، بل كانت إيذاناً بإفشال مشروعهم وفضح مخططاتهم ووجههم القبيح أمام العالم ومن صدقوا أنهم جند الله. توقف المشروع دون أن تنتهى -حتى تلك اللحظة- محاولاتهم اليائسة للنيل من بلادنا فى إعلام كئيب الفكر كفكرهم، منحط الأساليب كطريقتهم. فما زالوا يواصلون التدليس والكذب والخداع لمن يتبعونهم عن عقيدة فاسدة أو منفعة إلى زوال.

نعم كانت 30 يونيو كشفاً للإخوان، لا ليتركوا حكماً قاموا بالاستيلاء عليه فى غفلة من منطق وتعقل لمن اختارهم وحسب، بل كانت كشفاً لمن يواليهم ومن يساعدهم ومن ينسق معهم لإكمال سيطرة من تيارات ادعت ما شئت من مسميات رنانة كـ«الليبرالية» و«الديمقراطية» و«العدالة».. ويالها من مسميات فقدت براءتها أمام هؤلاء من الذين احتلوا الشاشات لسنوات فى ظل تفاهمات سياسية بينهم وبين نظام سابق ظن استئناسهم. وكنا -ياللأسف- نراهم من أصحاب الفكر والرؤى، فنناقش ونختلف ونتحاور، ظناً منا -وبعض الظن إثم- أنهم منا يبحثون عن الأفضل لبلادنا. دون أن ندرك قصص التمويل الخارجى والعلاقات مع من خطط لهدمنا، فكشفت 30 يونيو كثيراً من الوجوه العكرة القميئة المدعية والمستفيدة من جميع الأنظمة.

لم يكن هؤلاء فقط من كشفتهم 30 يونيو 2013، بل السلفيون أيضاً كانوا حاضرين وبقوة فى صفوف الإخوان وصفوف المصريين! وياللعجب، فقد حضرت قياداتهم وتصدرت مشهد رفض حكم الإخوان يوم 3 يوليو 2013 وممثلهم دكتور مخيون، بينما قواعدهم تصطف فى رابعة والنهضة ضماناً لأىٍّ من الكفتين ترجح! ليثبتوا لنا أن الإخوان والسلفيين وجهان لعملة واحدة مفادها تجارة الدين لكسب ما يمكن كسبه من الدنيا. فأساءوا إلى الإسلام الذى حذّر من النفاق والخديعة والكذب، واعتبرها موبقات لا يصح أن تكون بمأمن.

جاءت 30 يونيو 2013، لتؤكد لنا حجم التآمر على منطقتنا وبلادنا فى قلبها، وكيف هو احتياجنا لوعى يحمى البلاد وعقول العباد والشباب منهم خاصة. حتى لا يأخذهم تيار يدّعى الدين أو تيار يدّعى الانتماء. جاءت لتؤكد مقولة لويس التاسع إمبراطور فرنسا وقائد الحملة الصليبية السابعة على مصر حين كتب مذكراته وقت أسره فى دار ابن لقمان بعد أن لقنه فلاحو المنصورة درساً قاسياً، فقال: «تلك شعوب لا يقضى عليها السلاح، ولكن يقضى عليها التلاعب فى قيمهم وما يؤمنون به». هكذا لخّص القصة لمن جاء بعده بأن تغييب وعى شعب هذه الأرض هو مفتاح القضاء والسيطرة عليهم. فكان عملهم على تغييب وعينا وإفقادنا الذاكرة عمداً لسنوات تاهت فيها ملامحنا وهويتنا التى تقطعت بيننا وبينها السبل.

جاءت 30 يونيو 2013 لتكون بداية لصفحة جديدة فى تاريخنا، أدركنا معها أنه لا مفر من تنمية جادة لا تعتمد على المظاهر، وتحطيم جذور فساد متعمّق فى أرضنا، وإصلاح خطاب دينى لطالما أورثنا ضلال الفهم، وخطاب ثقافى وإعلامى أورثنا فقر الفكر. جاءت 30 يونيو 2013، ليبدأ الكثيرون فى البحث عن هويتهم وتاريخهم وفهمهم الحقيقى للدين وعلاقتهم بالله. جاءت لتحطم أصناماً لطالما حظيت بالتقديس الحائل بين المرء واليقين الحقيقى للإيمان. جاءت لندرك حاجتنا إلى مفاتيح تعليم وتدين تمنحنا القدرة على التفكير والنقاش والبحث عن إجابات.

جاءت 30 يونيو 2013 لتهدينا رجالاً لم يهنوا ولم يحزنوا ولم ينسوا يوماً قسمهم بحماية البلاد والناس والمؤسسات. رجال بذلوا الروح وضحوا بالعمر والأمان والراحة ليمنحونا الأمان المفقود فى شعوب كثر حولنا. رجال أقسموا علناً بألا تركع مصر وما أجمله من قسم ما زالوا يوفون به.

تحيا مصر..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

30 يونيو 2013 30 يونيو 2013



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
  مصر اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 00:05 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن
  مصر اليوم - نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon