توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أكتوبر» وتحديات الأمن القومى

  مصر اليوم -

«أكتوبر» وتحديات الأمن القومى

بقلم: نشوى الحوفى

تهل علينا ذكرى السادس من أكتوبر 1973 بينما لا تزال بلادى صامدة وسط محيط يموج بالتغيرات المرعبة منذ ديسمبر 2010. سمُّوه الربيع العربى حينها، وتخوّفنا من المعنى وقتها. تعلن تقارير البنك الدولى فى يناير 2019 أن تكلفة الخسارة من هذا الربيع المزعوم فى العالم العربى بلغت نحو 900 مليار دولار على أقل تقدير! 900 مليار زادت العرب فقراً وجهلاً ودماراً، فلا طموح لنهضة فى عوالم عربية يتجاوز فيها عدد اللاجئين الملايين، ولا أمل فى ترقٍّ بين شعوب يتعرض فيها ملايين آخرون للمجاعة وبرد الشتاء القارس، ففى الجوع والأمية والبرد تنحدر الإنسانية ويبيع الجميع بعضه.

تهل علينا الذكرى 46 من نصر أكتوبر 1973 بينما إسرائيل تعلن فى إعلامها عن خطة سلام طرحتها على دول الخليج العربى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة، تنص على تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين دول الخليج وإسرائيل وتعزيزها، واتخاذ التدابير اللازمة والفعالة لضمان منع اتخاذ أى خطوات خاصة بالتهديدات بالحرب والعداء والأعمال التخريبية والعنف والتحريض بين الطرفين تجاه بعضهما البعض، وعدم انضمام أى طرف فى الاتفاق -إسرائيل ودول الخليج- إلى ائتلاف أو منظمة أو تحالف مع أى طرف ثالث له طابع عسكرى أو أمنى أو الترويج له أو مساعدته. بالطبع يأتى ذلك دون وعود بحل القضية الفلسطينية، أو إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى. يأتى هذا بعدما سلمت دول الخليج، فى مؤتمر بولندا فى مارس الماضى، لإسرائيل، بفهمهم الخاطئ للعدو على مدار سنوات مضت وأنها ليست العدو الذى ظنوه. يأتى هذا وبلادى ترفض ما سموه صفقة القرن وما حاولوا فرضه من «ناتو» عربى إسرائيلى ضد إيران.

تهل ذكرى أكتوبر 1973 ونحن نواجه خطر تركيا المموِّلة لفوضى فى بلادى، بين استفزازات التنقيب عن الغاز فى شرق المتوسط، وبين إعلام إخوانى مغيب للعقول، ونشاط إخوانى قذر على الأرض. تقرأ تصريحات الإخوانى خالد المهدى الذى قُبض عليه وحُقق معه فى الكويت قبل تسليمه لمصر مؤخراً، والمنشورة فى جريدة القبس الكويتية، لتسأل: أما لهذا الحراك الشيطانى من آخر؟ حيث يقول إن الإخوان قرروا نقل إقامتهم وأموالهم بشكل كامل وأكبر إلى إيران وتركيا وألمانيا ولندن وأمريكا اللاتينية بعد التضييقات الأخيرة عليهم فى دول عربية وخليجية، وكيف قامت قيادات الإخوان، بينهم مختار العشرى ومدحت الحداد، بتوزيع مبالغ مالية كبيرة على شباب الجماعة للسفر إلى ليبيا للانضمام لمعسكرات المجموعات المسلحة التى أنشأها التنظيم هناك للقيام بعمليات إرهابية فى ليبيا وتأهيل المصريين على حمل السلاح ثم القيام بعمليات داخل مصر.. فأى تآمر هذا؟

يأتى أكتوبر فى ذكراه الـ46 بينما تواجه بلادى تحديات التعنت الإثيوبى المستمرة منذ العام 2011 فى بناء سد ادعوا أنه للنهضة، بينما كافة تقارير العالم تؤكد أن ارتفاعه وحجمه غير ملائمين للتربة البازلتية المقام عليها، وزيادة احتمالات انهياره بسبب ضعف درجات الأمان فى الإنشاء وهشاشة التربة. ورغم الصبر المصرى الساعى لإتمام المفاوضات فى هدوء، تتشبث إثيوبيا بموقفها المدعوم من إسرائيل الساعية منذ سنوات لمياه النيل، فلو أنها منعت مياهه حينما طلبتها وقت مفاوضات السلام، فإنها تسعى لتعطيشنا فى حرب جديدة تقودها من وراء الستار. ولكن كما قالت بلادى دوماً: «مياه نهر النيل أمن قومى وخط أحمر لا مساس به، لأنها مسألة حياة أو موت».

يأتى أكتوبر علينا بينما بلادى فى حرب وجود حقيقية تحتاج إنتاجنا ووعينا. فعاش أكتوبر، وخلد الله ذكرى من صنعوه عيداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أكتوبر» وتحديات الأمن القومى «أكتوبر» وتحديات الأمن القومى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon