توقيت القاهرة المحلي 11:19:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كورونا» وأشياء أخرى!

  مصر اليوم -

«كورونا» وأشياء أخرى

بقلم: نشوى الحوفى

بعيداً عن حال القنوات الإخبارية وتغطياتها التى لم تعد تركز إلا على أخبار كورونا كفيروس بات يرعب العالم العاجز أمام سرعة انتشاره كالنار فى الهشيم، وبعيداً عن نكات البعض على مواقع التواصل الاجتماعى الذين يدمنون السخرية حتى ولو كان على حساب أوجاع الآخرين، وبعيداً عن هلع البعض الذى تحوَّل إلى فوبيا كورونا تصرخ فى وجه كل من يتحدث بالمنطق، وبعيداً عن هموم المواطن البسيط فى كل العالم بما فيها بلادى حينما يسمع أخبار كورونا وضحاياه من مرضى أو وفيات أو متعافين وما يترامى لسمعه من أخبار اللقاحات والعلاجات المنتظرة التى يتم تجريبها. بعيداً عن كل هذا أجدنى أتساءل: وأين بقية القضايا التى كانت تشغل بال العالم قبل أسابيع من تفشِّى كورونا وكانت مصدر حكاويهم وتندراتهم وسبابهم فى بعض الأحيان؟

أين خلافات واشنطن والصين التجارية وهل يُعقل أن يتمخض فرض الضرائب والجمارك على البضائع بين البلدين -المستمر منذ أكثر من عام والمُهدد بحرب تجارية تؤثر على العالم- فتلد تلاسناً بالألفاظ بين الصين التى يتهم متحدث خارجيتها أمريكا بنشر فيروس كورونا عن طريق جيشها، وبين أمريكا التى يحبذ رئيسها منح الفيروس الجنسية الصينية على الملأ فى مكايدة غير خافية؟

أين إيران وملفها النووى الذى عشنا مهزلته على مدار ما يزيد على ربع قرن من الزمان ما بين اتهام بامتلاك النووى وفرض عقوبات، مروراً بمباحثات وعقد اتفاق عرف باسم «5+1»، انتهاءً بنقض أمريكا للاتفاق منذ عام ونصف وإعادة فرض العقوبات. أين إيران وملفها النووى الذى بات أضعف من كورونا فغطت أخبار وفياته فيها على كل نووى؟

أين الاتحاد الأوروبى ومداواته لوجع الخروج البريطانى وإصراره على التمسك بوحدته التى يضمن بها كتلة القارة العجوز؟ أين خلافات الساسة فيه مع تركيا التى ابتزته وفتحت للاجئين على أراضيها الحدود لتعلن غضبها من تخاذل الاتحاد فى نصرتها فى إدلب السورية؟ أين اللاجئون على حدود الاتحاد الأوروبى وفى بعض دوله؟ أين قضايا تراجع التجارة وتناقص نسب النمو وزيادة نسب البطالة والعلاقات الدولية مع العالم وتنفيذ اتفاق برلين فيما يتعلق بليبيا؟ هل صار «كورونا» أقوى من هموم الأوروبيين؟

أين «طالبان» واتفاقها المختل مع واشنطن للسلام؟ أين «القاعدة» فى أفغانستان؟ أين تنظيم الإخوان وشركاه حول العالم؟ أين إسرائيل وقضية القدس والمستوطنات والأرض المنهوبة؟ أين التحالف العربى فى اليمن وحربها الأهلية؟ أين لبنان وأزمته وهزيمته الاقتصادية والطائفية؟ أين العراق وبغدادها المتآكل بين طوائفها الثلاث وانتماءاتها المتعددة لمحيط وعالم يتجاذبانها؟ أين تركيا ودسائسها وتآمرها ومخططها وأوهام زعامتها؟ كيف مر خبر تعديل روسيا لدستورها ليبقى بوتين مدى الحياة؟ أين الطريق للانتخابات الأمريكية فى مطلع نوفمبر المقبل وسباق اعتاد العالم متابعته بين فيل وحمار لا بد لواحد منهما إعلان فوز شعاره؟ أين صراعات الغاز والبترول والأزمات الاقتصادية؟ أين أسعار العملات والذهب والثروات؟

أين العالم من أخباره وحكاويه وأحداثه اليومية التى لم يفارقها الصراع منذ عقود مضت اعتدنا فيها الدم ورؤية قتلاه، واعتدنا فيها القبح وملامحه، واعتدنا فيها الدمار واللجوء والنزوح وإكمال مسيرتنا فى الحياة وكأن شيئاً لم يكن. واعتدنا فيها عبارات الشجب والتنديد وبيانات الرفض وإعلانات الهدنة والنتيجة صفر للإنسان.

اختفت الكآبة أمام كآبة أكبر إلى حين إعادة توزيع الأدوار وتطوير المشاهد تمهيداً لعالم تختلف ملامحه. عالم تسود فيه القوميات الكونفيدراليات. تتحكم فيه التكنولوجيا فى التعليم والترفيه والمال. عالم لم تكن مقدماته أبداً جيدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» وأشياء أخرى «كورونا» وأشياء أخرى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon