توقيت القاهرة المحلي 06:19:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب والدين

  مصر اليوم -

العرب والدين

بقلم: نشوى الحوفى

على الرغم من تحفظُّى على الاستطلاع الذى أجرته قناة «بى بى سى» ونشرت بياناته مؤخراً، فإنه وجب التوقف عند الفكرة، ووجب التفكر فى مضمونها، والبحث حولها، فى ظل ما يتحدث عنه متخصصون فى بلادنا عن علاقة الفرد بالدين.

فقد أجرت قناة «بى بى سى» استطلاعاً للرأى فى عشر دول عربية شملت أراضى السلطة الفلسطينية، فى الفترة من ديسمبر 2018 وحتى مايو 2019، حول عدد من القضايا المتعلقة بحقوق المرأة والهجرة والأمن وتقبُّل المثليين جنسياً والدين.

وفقاً لبيانات القناة المنشورة على موقعها، فقد تم إجراء الاستطلاع من خلال شبكة باروميتر العرب «Arab Barometer» على نحو 25 ألف شخص.

وكما تشير أخبار القناة فقد أظهر الاستطلاع وجود تباين واسع فى الآراء حول قضايا عديدة، كان فى مقدمتها الدين.

وقال الخبر المنشور عن الاستطلاع إنه منذ عام 2013 ارتفعت نسبة الذين يصفون أنفسهم بأنهم «غير متدينين» -بغض النظر عن العقيدة التى كانوا ينتمون لها- من 8% إلى 13%.

وجاءت تونس فى المرتبة الأولى فى نسبة غير المؤمنين بالدين بنسبة فاقت 30% من نسبة المستهدفين من الاستطلاع تليها ليبيا بنحو 25%.. أما فى مصر فقد تضاعف حجم هذه المجموعة، بينما تضاعف حجمها أربع مرات فى المغرب.

أما فى اليمن فقد انخفضت فيها نسبة «غير المتدينين» من 12% فى عام 2013 قبيل اندلاع الحرب فى البلاد إلى 5% فى عام 2019.

وعلى الرغم من تحفظُّى على حجم العينة التى أعلنت عنها الـ «بى بى سى» وقدرتها بنحو 25 ألفاً فى عالم يقدَّر عدد سكانه بنحو 360 مليون نسمه، تتعدد أفكاره ومستوياته التعليمية والاجتماعية والاقتصادية، وتحفظُّى على أسباب إجراء تلك الدراسة من قِبَل الـ«بى بى سى»، إلا أن ما ذُكر فى الدراسة يحتاج التوقف والاهتمام والدراسة من قِبَل مراكز الأبحاث الاجتماعية فى منطقتنا العربية على وجه العموم ومصر على وجه الخصوص.

فعلاقة الفرد بعقيدته السماوية أياً كانت فى بلادنا جزء من تكوينه النفسى مع الخالق، وجزء من تكوينه المجتمعى الذى أدرك وجود الإله منذ آلاف السنين.

وعلى الرغم من إيمانى أن علاقة الإنسان بربه هى علاقة شديدة الخصوصية لا دخل لأحد فيها لأن الله هو من خلق وهو مَن يحاسب ويغفر أو يعاقب، فإننى أؤمن فى ذات الوقت أن انتماء الإنسان لعقيدة دينية يُعتبر جزءاً من سلامه النفسى مع محيطه ومجتمعه.

ولكن تلك الدراسة أعادت للذهن ما تداوله بعض المتخصصين فى علم الاجتماع والأمن القومى منذ سنوات ليست بالبعيدة عن زيادة ظاهرة الإلحاد بين الشباب المصرى فى السنوات الأخيرة نتيجة حيرتهم بين ما يسمعونه ممن يسمون أنفسهم رجال دين، وبين واقع لا يمت للتدين بصلة من إرهاب وتطرف وجهل وفقر.

وببعض التدقيق نكتشف أن الإلحاد تطرف فى فكر الرفض لله، بينما الإرهاب هو تطرف فى فهم أوامر الله.

وهنا مكمن الخطورة التى أتحدث عنها.

ففى ظل رفض لأوامر الله وتطرف فى فهمها وتطبيقها فى عالم يشوبه العبث والعنف، يبقى الفكر المستنير المستند على قوة الله ووجوده وعدالته وقدرته وقدره، هو ميزان الحياة.

فما بالنا لو كان حالنا بين متطرف فى تدين ومتطرف بإلحاد؟

لا أعلم خبايا تلك الدراسة الإنجليزية ولا أهدافها، ولكننى أتوقف أمام ما يجب علينا فعله لحماية عقول وقلوب أجيال تعانى الحيرة بين ما تراه وتسمعه وبين ما تعيشه واقعاً. ومن هنا كان التعليم والثقافة والإعلام والتشغيل والإنتاج والعدالة والفكر المستنير والعقل الناقد، أُسساً لما يجب العمل عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب والدين العرب والدين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon