توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العمالة وتهديد الاستثمار فى مصر

  مصر اليوم -

العمالة وتهديد الاستثمار فى مصر

بقلم - نشوى الحوفى

أعلم معوقات الاستثمار فى بلادى بحكم ما صدر من تقارير وما تابعته من أسلوب أداء تتبدى فيه عناصر متداخلة تجمع بين فساد وبيروقراطية وتضارب اختصاصات، لكننى توقفت أمام ما نُشر بالمواقع الإخبارية عن تقرير «المخاطر الإقليمية على أداء الأعمال» الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى مؤخراً، الذى تناول مخاطر الاستثمار فى كل بقاع العالم، وكان من بينها الإرهاب ونقص المياه وأسعار مواد الطاقة والتضخم غير المدار، وأخيراً نقص العمالة. ورغم أهمية كل العناصر، إلا أننى آثرت التركيز على العمالة وتدريبها وتأهيلها فى بلادى.

كما يقول التقرير، فإن مصر ليست البلد الاستثنائى الوحيد فى نقص العمالة، التى يصفها التقرير كأحد أهم التحديات التى تواجه الاستثمار فى دول العالم، حسب تأكيد 12 ألفاً من رجال الأعمال فى 140 دولة. لكن فى مصر نحتاج إلى وقفة لعدة أسباب لا بد من التعامل معها مجمّعة، لأن علاجها لا تختص به جهة واحدة.

أول تلك الأسباب هو نظام التعليم بشقيه قبل الجامعى وبعد الجامعى، الذى لا يقوم على دراسة حالة السوق واحتياجاتها، ليتمكن من إعداد الطالب وفقاً له، ويزود الطلاب بمهارات تتطلبها احتياجات السوق، وهو ما يعنى ضرورة تغيير النظام التعليمى بكل ملامحه، لا لتخريج دفعات لا تحتاجها سوق العمل، لكن لتخريج ما تحتاجه سوق العمل، وهذا يحتاج إلى تضافر كل مؤسسات التعليم مع الاستثمار مع الصناعة والزراعة والتجارة مع المؤسسات المالية المختلفة والطبية، لوضع المهارات المطلوبة فى كل خريج أياً كان تخصصه، حتى لا تنتهى رحلة التعليم بالتحاق أفراد بأى مهن، حتى لو كانت غير مناسبة لمجرد إيجاد وظيفة، وفى الوقت ذاته تحديد الأعداد التى يحتاجها كل قطاع.

ثانى الأسباب يتعلق بالثورة الصناعية الرابعة التى يشهدها العالم، وتواصل حركتها بلا هوادة ولا توقف إلى حد إصدار الأمم المتحدة لتقرير غاية فى الأهمية فى نهاية شهر ديسمبر 2018، يتحدث عن عجز المنظمة الدولية عن وضع تصور للمهارات المطلوبة للعمالة فى 2030، نظراً للتقدم التكنولوجى الفائق الذى يشهده الكون، وسينتج عنه اختفاء مهن بحلول عام 2030، من بينها المحاسبون وعمال خطوط الإنتاج الضخمة والمترجمون والسائقون. وهو ما يعنى أن ما ننتجه من منتج تعليمى يجب مراجعته، فى ظل الحديث عن العمالة فى عصر التقدم التكنولوجى الضخم الذى نعيشه. على سبيل المثال، هل سنواصل إلحاق الطلاب بكليات التجارة بالأسلوب التعليمى ذاته؟ هل نحتاج إلى إغلاقها واستبدال معاهد أو كليات أخرى بها؟ هل نحن بحاجة إلى محتوى تعليمى مختلف؟ الشىء نفسه ينطبق على التعليم الفنى، واحتياجات الاستثمار، وضرورة إيجاد المدارس الفنية بالقرب من المصانع، مع توسيع نطاق التعليم الفنى الذى يصل فى بلد مثل ألمانيا إلى 300 فئة ودراسة يلتحق بها الطلاب الذين يمثلون نحو 80% من طلاب ألمانيا.

ثالث الأسباب يتعلق بالعامل نفسه -أياً كان تخصصه- فمما لا شك فيه أننا فى حاجة إلى إعادة النظر فى المنظومة الأخلاقية والتنموية والبشرية للإنسان المصرى لإعادة تنشئته على قيم كالالتزام بالمواعيد والإجادة والعمل ضمن فريق، واحترام القائد، والانتماء إلى مكان العمل. فقد باتت أخلاقيات العامل المصرى موصومة، بعكس كل ما سبق، وبات المحيط العربى يفضل عليه -ومنذ سنوات- عمالة جنوب شرق آسيا، والمحيط العالمى لا ينتقى منا سوى المميزين. أما فى مصر فباتت عملية الحصول على عمالة، حتى لو افتقدت للخبرة عملية صعبة، فى ظل انتشار ثقافة «التوك توك»، التى يفضّلها نسبة كبيرة فى يومنا هذا على العمل فى مجالات الاستثمار، نظراً لفارق الراتب والالتزام.

فهل ندرك التحدى الذى نواجهه؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمالة وتهديد الاستثمار فى مصر العمالة وتهديد الاستثمار فى مصر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon