توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستثمار فى البشر من أجل الزراعة

  مصر اليوم -

الاستثمار فى البشر من أجل الزراعة

بقلم - نشوى الحوفى

أدرك بحكم التاريخ أن بلادى شهدت أرضها حضارة قامت على حرفة الزراعة حتى باتت سلة غلال الرومان، كما أدرك كيف تناوبت على مصر سنوات طالت فيها آفاق الزراعة عنان السماء، كما حدث فى عهد محمد على، مؤسس مصر الحديثة، حين أدخل المحاصيل، واستزرع الأرض، وحدد نوعية المحاصيل، حتى صارت بورصة مصر الزراعية إحدى أهم بورصات العالم فى هذا المجال. ثم كيف تنكرنا لعبارة «مصر بلد زراعى» وكأنها سُبة، فسُقنا مبررات الرفض رغم أنه كان من الممكن أن نكون بلداً صناعياً قائماً على تصنيع ما نزرع، أو بلداً زراعياً يحقق الاكتفاء الذاتى مما ينتج، أو بلداً زراعياً يصدِّر للعالم ما ينتج. ولكن كان ما كان، وانتهينا لتجريف الأرض والبناء عليها، أو بيع طينها لمصانع الطوب، أو تركها للتسقيع فذلك أكسب أكسب.

حتى كان موعدنا مع أمل زراعة المليون ونصف المليون فدان التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ ثلاثة أعوام فى الفرافرة والوادى الجديد وتوشكى ومحافظات الصعيد. مشروع سعدنا به، وبخاصة مع تفنيده لدعاوى سابقة فى عهد مبارك والإخوان بأن مصر لن تزرع ولن تزيد من مساحتها لفقرها المائى، بإيجاد طرق رى بديلة عبر الزراعة على المياه الجوفية التى تقول الأبحاث إن بصحراء مصر الغربية أكبر بئر جوفية فى أفريقيا، واستحداث الطرق الحديثة فى الزراعة بنظام الصوب، وترشيد زراعة المحاصيل الشرهة للمياه كالأرز والموز وقصب السكر.

ولكننى توقفت مؤخراً عند بعض التقارير الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ووزارة التخطيط لأتساءل: هل ما نحققه فى هذا المجال كافٍ لمعدلات الزيادة فى السكان أو لمعدلات النمو المتحققة فى بقية المجالات؟ الإجابة بالأرقام جاءت بالنفى. فقد ذكر تقرير أخير للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن نسبة الزيادة فى المساحة المحصولية المزروعة فى العام 2015 - 2016 كانت 1.1% بقيمة 15.8 مليون فدان، مقابل 15.6 مليون فدان عام 2014 - 2015. أى أن الزيادة لم تتجاوز 200 ألف فدان وفقاً للتقرير. وهو أقل من نسبة زيادة السكان السنوية فى مصر التى تقدَّر بنحو 2.6% وتساوى 2 مليون و600 ألف شخص. وهو ما يعنى الاعتماد على الواردات الزراعية لسد الفجوة المحصولية، وبخاصة فى القمح الذى تعد مصر أكبر مستورد فى العالم له.

وعلى الرغم من أن عدد فلاحى مصر حسب التقديرات يتجاوز 38 مليون مواطن، فإن أرقام آخر التقارير المتاحة عن وزارة التخطيط تؤكد أن معدلات النمو المحققة بهذا القطاع بالإضافة لقطاع الصيد، لم تتعدَّ 3.2% خلال عام 2015 - 2016 وأن مساهمته فى معدلات النمو الاقتصادى لم تتعدَّ 0.4% بما يمثل 10% من إجمالى النمو. ناهيك عن حجم الاستثمار المتواضع فى هذا المجال خلال نفس الفترة والتى لم تتجاوز 21.8 مليار جنيه بما يمثل 4.2% من جملة الاستثمارات المنفذة فى تلك الفترة.

قراءة تلك الأرقام تعنى أننا بحاجة إلى تغيير جذرى فى الاستثمار فى هذا القطاع الهام، تغيير لا يقتصر على صانع الرؤية ومنفذيها فى أعلى مستويات الإدارة، ولكن أيضاً بطفرة حقيقية فى قيادة المنظومة، والاهتمام بتفاصيلها وتنمية موارد العاملين بها وتطوير وعيهم وإدراكهم بما يجب أن يكونوا عليه، ومساعدتهم بكفاءات جادة حقيقية قادرة على التوجيه والمتابعة، ورسم خريطة متكاملة لما يجب أن تكون عليه الزراعة فى مصر، ووضع خطة للتنفيذ نلتزم بها جميعاً فى ظل زيادة سكانية لا ترحم وتطوّر فى العالم لا نعلم إلى أين يأخذنا.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثمار فى البشر من أجل الزراعة الاستثمار فى البشر من أجل الزراعة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon