توقيت القاهرة المحلي 10:30:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصين: الماضى.. الحاضر.. المستقبل (4)

  مصر اليوم -

الصين الماضى الحاضر المستقبل 4

بقلم : نشوى الحوفى

إذا كانت الصين التى بدأت نهضتها الاقتصادية الحديثة منذ العام 1978 قد نجحت فى وضع نموذجها الفريد والملهم للعديد من دول العالم النامى، بين نظام حكم يحافظ على الرؤية الشيوعية للحكم سياسياً وبين اقتصاد السوق الحر مالياً، فإنها اليوم أمام تحد كبير كما يرى خبراء الاقتصاد الدوليون الذين شاركوا فى وضع رؤيتهم فى كتاب «الصين فى السنوات الثلاثين المقبلة» الصادرة ترجمته مؤخراً عن مؤسسة الفكر العربى ببيروت.

فيقولون: «ستتزايد التناقضات بين النظامين الجديد والقديم أكثر فأكثر مع تأخر الإصلاح، حيث تتراكم مصالح أصحاب المصالح المكتسبة، الأمر الذى يجعلهم يمتلكون مزيداً من القوة المحركة لعرقلة تطوير الإصلاح، الذى قد ينال من مصالحهم، سبب وجود أنواع مختلفة من التناقضات فى المجتمع، وبخاصة سبب عدم الإنصاف فى المسائل المتعلقة بالاقتصاد، هو أن الإصلاح لم يتمّ بصورة كاملة، ولم يتمّ كإصلاح فى حد ذاته، هذا الأمر تعرفه بوضوح القيادة المركزية التى أشارت إلى أن «الوقوف والتراجع ليس لهما مخرج ولكن تعزيز الإصلاح وتطويره وتعميقه بحاجة إلى تدابير عملية وأكثر فاعلية».

وهو ما يعنى أن على الصين دعم حالة الإصلاح السياسى والاقتصادى لتحافظ على ما حققته من نسب للنمو وحركة التجارة وامتلاك القدرة على تحقيق رؤاها فى عالم المال والتجارة والقضاء على البطالة ودفع الدولة إلى مصاف الدول المتقدمة القادرة على فرض كلمتها فى عالم الاقتصاد والسياسة على حد سواء. فمركزية الإدارة المتمثلة فى الحزب الصينى الشيوعى ومؤسساته خلقت ظاهرة وصفها الكتاب باسم «رأسمالية المحاسيب» أى الذين ترضى عنهم الإدارة والقادرون على التغلغل فى مشاريع الدولة وخططها، وهو ما يخلق نوعاً من عدم العدالة، وكذلك يزيد الفجوة بين الأغنياء والأثرياء فى الصين.

وهكذا تدرك أنه وعلى الرغم مما يشيعه النموذج الصينى فى عالم نمو الاقتصاد وتحقيق طموح التقدم فيه، إلا أن تفاصيل هذا النموذج قد لا ترضى الكثيرين ممن يمدحون هذا النموذج ويدعون إليه.

ولكن ماذا عن توقعات المستقبل للاقتصاد الصينى؟ أتوقف هنا أمام مقال كانت قد نشرته جريدة فايننشيال تايمز البريطانية فى يوليو 2019، جاء فيه أن أرقام نمو الناتج المحلى الإجمالى الفصلى فى الصين يتم مراقبتها دولياً بدقة لفهم توجهات الاقتصاد الصينى مستقبلاً، وأن الحزب الصينى الشيوعى الحاكم قد وضع خطته الخمسية الـ14 لمستقبل نمو الاقتصاد خلال السنوات المقبلة، وكيف يسعى دعاة الإصلاح الليبرالى لحث بكين على التخلى عن أهداف نمو الناتج المحلى الإجمالى وإصدار التوقعات بدلاً منها لرفع العبء عن المسئولين لتحقيق هدف النمو بأى ثمن.

وأشار التقرير يومها إلى أن أهم أهداف تلك الخطة يتمثل فى تحديث المجتمع الاشتراكى بحلول عام 2035 وبناء دولة غنية وقوية بحلول 2049. كما لجأت الصين لمراجعة بعض سياساتها الاقتصادية وإنعاشها، وجاء فى مقدمتها تسهيل شروط الإقراض متوسط الأجل للشركات الصغيرة وتعزيز الإنفاق على البنية التحتية وخفض معدلات الضرائب كأساليب لتحفيز الاقتصاد، مع ملاحظة ترقب العالم لنمو هذا التنين الصينى وحربه التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية التى أثرت على حركة التجارة ونسب النمو العالميين، فى ظل إصرار صينى على توسيع نفوذها التجارى عبر زيادة الاستثمار وتعميق الشراكات الصينية مع دول العالم، ومبادرة الحزام والطريق التى ضمت 100 دولة.

يمكن القول: دفع المجتمع الصينى ثمن الإصلاح على مدار أربعة عقود تحمل فيها الدولة وفكرها بصبر ومثابرة وإذعان أيضاً فى ظل رؤية الحزب الشيوعى، ولكن كانت النتيجة مذهلة للدولة والمواطن رغم قوة الدولة وتراجع المجتمع. ليتنا ندرك ما نتحدث عنه، حينما نتساءل لماذا لا نكون مثل الصين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين الماضى الحاضر المستقبل 4 الصين الماضى الحاضر المستقبل 4



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon