توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى ذكرى يوليو.. الأولة اقتصاد مجتمع

  مصر اليوم -

فى ذكرى يوليو الأولة اقتصاد مجتمع

بقلم - نشوى الحوفى

إياك أن تحكم على مشهد فى التاريخ بمعزل عن محيطه، اذهب للتاريخ ولا تستدعه إليك وانظر فى تفاصيل مشاهده التى تتحدث عنها، لتدرك أبعاد المشهد دون تجن، ومن هنا نحكى.

التاريخ: 23 يوليو 1952، كان العالم قد انتهى قبلها بسبع سنوات من حرب عالمية ثانية أنهت على إمبراطوريات حاكمة وجعلت من أمريكا القوة العظمى والأولى فى العالم، كانت أوروبا تلملم ضحاياها وقتلاها ومدنها المُدمرة «باريس ولندن وبرلين وروما وجينيف وفيينا»، تستند فى نهوضها بمشروع مارشال الأمريكى -15 مليار دولار- لإعادتها للحياة، اليابان مهزومة بضحايا واقتصاد واحتلال أمريكى، غاندى فى الهند زعيماً وفى العالم أيقونة تحرر بإنهائه الاحتلال البريطانى لبلاده 1948.

كانت حرب فلسطين بكل ملامحها جزءاً من ثورة يوليو رغم فارق السنوات الأربع بينهما، ففيها تفتحت عين شباب الجيش المصرى على حقائق صهيونية العالم وغياب الملوك والحكام عن الواقع العربى، بينما واقعهم فى مصر يحكى عن الفقر والحاجة وسيطرة رأس المال والاحتلال، واقع لم تروه مشاهد أفلام السينما فيما اصطلحنا على تسميته باسم «الزمن الجميل».

كان تعداد سكان مصر 18 مليون نسمة، نعم كان الجنيه المصرى أغلى من الجنيه الذهب، كانت البورصة المصرية من البورصات العالمية فى تحديد أسعار المحاصيل، وكانت بريطانيا مدينة لنا، لكن الحقيقة تقول إن الاقتصاد المصرى وقتها كان اقتصاد أفراد لا اقتصاد دولة، حصيلة بيع المحاصيل فى بورصات العالم كانت لكبار الملاك الذين سيطروا على ملامح الاقتصاد، كان بنك باركليز الإنجليزى مستحوذاً على 56% من حجم الودائع المصرية، وهذا ليس هجوماً على الملاك أو القطاع الخاص المصرى، فالإنسان ابن بيئته وظروفه وقد اجتهدوا وتلك كانت البيئة الحاضنة للاقتصاد فى مصر ولكنها لم تكن لكل المصريين، أضف لمعلوماتك أن قناة السويس لم يكن لمصر فيها سهم واحد بعد بيع الخديو إسماعيل كل الأسهم سداداً لديون مصر، لم تكن هناك التزامات خدمية على الحكومة تجاه المصريين، بينما الحياة قائمة على ثقافة التطوع والمشاركة الاجتماعية، «مبرة محمد على» و«الهلال الأحمر» و«جامعة القاهرة» وغيرها من الخدمات قامت بثقافة التطوع المجتمعى، وهذا شىء محمود نفتقده اليوم ولكنه لا يبنى اقتصاد دولة بقدر ما يعبر عن اقتصاد التصدق بالخير من قبل من يمتلك الثروة، كان التعليم الجامعى بمصروفات تراوحت بين 25 و40 جنيهاً، بينما كان راتب الموظف بين 12 و15 جنيهاً، وكان مشروعنا القومى عام 1950 مكافحة الحفاء!

أما ديون إنجلترا فتلك حقيقة فرضتها معاهدة 1936 واستغلتها إنجلترا فى الطرق والمحاصيل والمنتجات المصرية وقت الحرب العالمية الثانية دون دفع مليم، ولم تطالب الحكومة بما لدى بريطانيا من مستحقات فسقطت الديون، نعم كان الجنيه المصرى أغلى من الإسترلينى الذى انهار فى الحرب العالمية الثانية.

ثم نأتى لسؤال حقيقة ثورة 23 يوليو وهل كانت انقلاباً عسكرياً على الملكية! وأسألك ألم تكن مصر محتلة من بريطانيا منذ 1882؟ ألم يخرج منها 80 ألف عسكرى وضابط بريطانى يوم الجلاء 18 يونيو 1956؟ ثم هل يمكن اعتبار الملك الحالم باستبدال الاحتلال البريطانى بالألمانى كرهاً فى الإنجليز حاكماً؟

ومن هنا كانت يوليو ميلاداً جديداً لمصر بكل ما ترونه اليوم خطأ فى الاقتصاد والسياسة والمجتمع، أخطأت؟ بالطبع كأى فعل بشرى ولكن يكفى أنها من حررت بلادى من استعمار وكان قادتها حلماً لشعوب أفريقيا ودول العالم المحتلة من قوى الاستعمار.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى ذكرى يوليو الأولة اقتصاد مجتمع فى ذكرى يوليو الأولة اقتصاد مجتمع



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon