توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نأكل المياه أم نشرب الأرز؟!

  مصر اليوم -

نأكل المياه أم نشرب الأرز

بقلم - نشوى الحوفى

علمنى أبى -من كان له الفضل فى إدراكى- أن المنطق الإلهى القائل بأنه «لا تزر وازرة وزر أخرى» هو أساس الموضوعية والحكم على الأمور لتكتمل مشاهد الصورة، ولذا فإن قرار الدولة بفتح باب استيراد الأرز بعد تقنين المساحة المنزرعة به، الذى أثار لغطاً كبيراً فى ظل غياب التوضيح، يحمل أكثر من جزئية وجب طرحها.

أولاً: يحمل القرار وضع أولوية عدم إهدار المياه وتقنين التعامل مع مواردنا منها فى الزراعة فى مكانة مهمة، وهو ما تقوم به كل دول العالم اليوم، حتى بات الخبراء يتساءلون عن جدوى زراعة أى محصول مقابل ما يحتاجه من مياه، أرقام الخبراء والمتخصصين تقول إن فدان الأرز يحتاج إلى 8000 متر مكعب من المياه سنوياً، بينما يتكلف فدان القطن والذرة ما لا يزيد على 3000 متر مكعب سنوياً، ولذا كان صدور تعديل قانون الزراعة من مجلس النواب فى أبريل الماضى بمنح وزير الزراعة قرار تقنين الزراعة وتحديد المحاصيل وتجريم زراعة المحاصيل الشرهة للمياه بغير المسموح لها، ولذا كان قرار وزارة الزراعة بتحديد المساحة المنزرعة من الأرز هذا العام بـ824 ألف فدان يقدر إنتاجها بنحو مليون و764 ألف طن، بينما يقدر حجم استهلاكنا السنوى بنحو 3 ملايين طن.

ثانياً: لا علاقة على الإطلاق لأزمة سد النهضة بهذا القرار الذى نتج عنه تخفيض المساحة المنزرعة لا منع زراعته، كما ردد البعض، فحصتنا من مياه النيل التى أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى «أبى أحمد» فى زيارته الأخيرة لمصر بأنه لا مساس بها، تقدر منذ اتفاقية 1959 بقيمة 55 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، فهى حصة ثابتة من المياه لم تتنقص ولم تزد بينما زاد عدد السكان وتضاعف أربع مرات منذ هذ التاريخ، فصرنا 100 مليون بدلاً من 25 مليوناً، وصرنا نعانى وفقاً للتقارير الدولية من الفقر المائى بنصيب 600 متر مكعب من المياه سنوياً للفرد.

ثالثاً: لتكتمل الصورة فإن قرار تقنين زراعة الأرز والموز وقصب السكر يجب أن تتبعه قرارات حاسمة ومكملة وفاعلة، مثل دراسة شراء مساحات شاسعة من الأراضى فى الدول الأفريقية الغنية بالمياه وزراعتها لصالح مصر بما نحتاج من محاصيل شرهة للمياه، كالأرز، أى نزرع على أرض مملوكة لمصر بمياه لا تجد من يستهلكها فى بلاد تتمنى جذب الاستثمار، السعودية تفعل ذلك فى الأرجنتين على سبيل المثال، وأفريقيا أولى بنا ونحن أولى بها، نحتاج لسرعة إنجاز المزيد من محطات معالجة المياه فى كل ربوع مصر وتطبيق أقصى عقوبة وبشكل علنى على كل مهدر للمياه، نحتاج لعقاب أى مسئول لا يقوم بدوره فى الحفاظ على المياه حتى ولو كان حنفية حمام أى مصلحة.

رابعاً: علينا أن ندرك جميعنا أن حرب العالم المقبلة هى حرب المياه، وهى حرب شرسة ستحدد شكل الكون فى السنوات المقبلة، نظراً لزيادة حرارة كوكب الأرض وزيادة التصحر والجفاف، إلى الحد الذى جعل من رئيس وزراء إسرائيل يخرج فى فيديو مؤخراً محرضاً الإيرانيين على الخروج على نظام الملالى بسبب عدم قدرتهم على توفير المياه لهم للزراعة والحياة، معلناً عن استعداد إسرائيل مساعدتهم بتكنولوجيا المياه عبر موقع بالفارسية خصصوه لهم! وهو ما يعنى أن الماء صار أمناً قومياً ومسئولية على الجميع تحمل تبعاتها وإلا فلن يرحمنا العطش.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نأكل المياه أم نشرب الأرز نأكل المياه أم نشرب الأرز



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon