بقلم - نشوى الحوفى
لا شك أننا بحاجة للتوقف أمام مشهد منتخب الكرة المصرى فى مسابقات كأس العالم لندرك ضرورة وأهمية حدوث وقفة من الجميع ومحاسبة للجميع وتغيير للمنظومة كلها، لا فى الكرة وحدها ولكن فى كل المجالات، أما إذا أردنا كبش فداء لما حدث ينتهى بإقالة أو استقالة اتحاد الكرة فقط، فذلك لن يغير فى الأمر شيئاً.
اتحاد الكرة برىء مما حدث فى مونديال موسكو، فالجميع يعلم بفساده قبل المونديال، والجميع يعلم بفشله قبل المونديال، والجميع يعلم صدور قرارات قضائية بحله لم تُنفذ، والجميع يعرف المستوى الأخلاقى لعدد من أعضائه بتلفظهم البذاءة على الهواء مباشرة، والجميع سمع بقرار الاتحاد بمنع سفر مجدى عبدالغنى عضو الاتحاد لموسكو مع المنتخب كرئيس للبعثة بتهمة حصوله على كمية من ملابس منتخب مصر، قالوا إنها لم تُستغل فى موضعها الصحيح!! والجميع سمع تهديدات مجدى عبدالغنى بأنه لو لم يسافر فسيفضح الجميع! ولم تتدخل أى من الأجهزة الرقابية أو وزارة الشباب والرياضة للتحقيق فى الاتهامات المتبادلة! الجميع شاهد تعامل الاتحاد مع أزمة رعاية شركة «وى» للمنتخب وتعارض هذا مع تعاقدات اللاعب محمد صلاح لولا تدخل الرئيس؟! الجميع تابع فساد الإنفاق على ملابس البعثة.
الاتحاد فاسد وقائم ككل شىء فى مصر على العلاقات والشللية وأصحاب المصالح وأصحاب الصوت العالى واستبعاد الكفاءات وأصحاب القدرات دون تقييم لأهداف أو تصحيح مسار، ولكن من سمح للاتحاد بممارسة كل هذا الغى دون محاسبة؟ من صمت على هذا الأداء الإدارى الكارثى؟ إدارات الدولة جميعها ولا أستثنى أحداً ولا يمكن الصمت على هذا الفساد لنتفاجأ بفساد أعظم.
الاتحاد برىء من ثقافة اللاعب الأوحد الذى آمن المصريون بقدرته على تحقيق النصر رغم إمكانيات الفريق التى لم تخف على أحد فى مباراة التأهل مع الكونغو، والتى حسمها صلاح بهدف فى الدقائق الأخيرة، فنحن ندمن مبدأ «وان مان شو» التى ثبت فشلها حتى فى السياسة، مهاتير محمد ظل رجل ماليزيا الأوحد وصانع نهضتها منذ العام 1981 وحتى اعتزاله السياسة فى العام 2011، لتنهار نهضته فى 2018 فيعيدونه وعمره 92 عاماً لإنقاذ ماليزيا، وكذلك محمد صلاح لا يستطيع أن يحمل فريقاً بمفرده كما أن السيسى لا يستطيع أن يحمل بلداً بمفرده، نحن بحاجة لقائد ومؤسسات وصانع ألعاب وفريق، فهل ندرك ذلك؟
مدرب الفريق «كوبر» برىء فقد نجح فى لملمة المنتخب ومنحه الثقة بعد انهياره فى 2011، ولكن أداء الرجل محدود لم يتغير منذ أن تولى المسئولية، نحن من تغيرت أهدافنا وارتفع سقف توقعاتنا دون أن نسأل هل يناسب كوبر تغير الأهداف؟
لقد أكد فوز مصر بأكثر من 21 ميدالية فى دورة البحر المتوسط أن اتحاد الكرة ليس وحده المصاب بالداء، بل كل الاتحادات، فمن فازوا ينفقون على أنفسهم ويرعون أنفسهم بعيداً عن فساد الاتحادات.
نحن بحاجة لمنظومة إدارة متكاملة تبنى على روح الفريق واختيار الكفاءات وشفافية التقييم وحساب الإنجاز وإلا فلا نلوم إلا أنفسنا.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع