توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حرب كرموز» وحرب الوعى

  مصر اليوم -

«حرب كرموز» وحرب الوعى

بقلم - نشوى الحوفى

بلغة بسيطة وبإضفاء حالة من الكوميديا على مشاهد تراجيدية لا تخلو من الإثارة، جاءت أحداث فيلم «حرب كرموز»، الذى احتل المرتبة الأولى فى إيرادات أفلام العيد. أحداث الفيلم تدور قبل يوليو 1952 عن قصة «يوسف المصرى»، رئيس قسم شرطة كرموز الذى يُفاجأ فى مكتبه بفتاة فى عمر شقيقته الصغرى وهى فى حالة انهيار تخبره بتعرضها للاغتصاب على يد ثلاثة ضباط بريطانيين قتلوا مصرياً حاول إنقاذها واعتدوا على زميليه. يذهب لموقع الحادث ليجد المصريين يحتجزون أحد الجناة بعد أن قتلوا الاثنين الآخرين. فيقبض على ثلاثتهم ويصر على فتح التحقيق وهو ما يغضب الجنرال أدامز القائد الإنجليزى الذى يرسل له بعضاً من ضباطه مع أحد أعضاء مجلس النواب لتسليم الضابط الإنجليزى ومعه المصريان لإعدامهما عقاباً لهما على ما فعلاه بالضباط الإنجليز. فيرفض ضابط الشرطة المصرى بل يعتقل أحد الضباط الإنجليز حينما صوب سلاحه عليه، ويخبر رُسل الجنرال أدامز أنه سيسلم الجميع للمحاكمة. فتتطور الأحداث التى تنتهى بحصار الإنجليز لقسم كرموز وقطع المياه عنه ومطالبة الضابط يوسف المصرى بتسليم المطلوبين وتسليم نفسه. ولكن يرفض «يوسف» ويقاوم للنهاية ويُكبد الإنجليز الخسارة وتكون النهاية كما يستحق.

لن أتحدث عن لغة الفيلم السينمائية وسرعتها وما تخللها من إثارة، خاصة فى ظل وجود الممثل الإنجليزى سكوت أدكنز المشهور بحركات الدفاع عن النفس. لكننى سأتحدث عن أثر الفيلم فى الوعى وحاجتنا لعشرات الأفلام على شاكلته تحكى تاريخنا أو مواقف عبر التاريخ بهذا الأسلوب البسيط للمشاهد الذى فقد إمكانية القراءة وإدراك تاريخه وكيف كان حال الماضى وربما الحاضر.

فالفيلم يتناول مظهراً من مظاهر وجود الاحتلال الإنجليزى وقت وجوده فى مصر حينما كانت تنتهك كرامة المصرى وبلده بدعوى أن الإنجليز هم أصحاب الكلمة العليا، أياً كان شكل هذا الانتهاك وبغض النظر عن شخصية من يمارس ضده هذا الانتهاك. فى وقت يوجد فيه من المصريين اليوم -على اختلاف ثقافتهم وتعليمهم- من يقول لك ببساطة «محلاها عيشة الملكية»!

ويعددون لك مزايا شاهدوها فى الأفلام السينمائية والصور دون الغوص فى تفاصيل الحياة اليومية والسياسية والاقتصادية للمصريين. ومن دون إدراك حقيقى لمعنى كلمة احتلال أجنبى لبلادك. فيظنون أن بريطانيا كانت توجد فى مصر عبر وجودها فى معسكرات عسكرية بعيدة عن حياة المدنيين.

فجاء فيلم «حرب كرموز» ليجعل السيدات والشباب الحاضرين فى السينما يعبرون ببكاء أو بكلمات عن تعاطفهم مع الضابط يوسف المصرى الوطنى الشهم الشجاع الذى لم يخشَ الموت فى مواجهة الآلة الإنجليزية ولا تواطؤ بعض المصريين. نعم هى قصة خيالية ولكنها ليست ببعيدة عن أحداث محافظة الإسماعيلية التى حاصرها الإنجليز فى يناير 1952 مطالبين قوة شرطتها بإخلائها وترك أسلحتهم فكان الرفض من الضباط وقرارهم بالدفاع عن المبنى الذى حاصرته قوات إنجليزية لم تتوقف عند ضربه وتدميره بمفرده ولكن تدمير ما حوله أيضاً.

خلاصة القول إننا أمام فيلم يعيد لنا معنى حضور الدولة فى حماية وعى مواطنيها حتى لو لم تكن صاحبة الإنتاج. فالفيلم إنتاج محمد السبكى المتهم بإنتاج أفلام تسىء للذوق العام. ولكنه اليوم يقدم فيلماً ناجحاً بمقاييس الإنتاج وإيراد الشباك، مثبتاً أن حماية الوعى مسئولية جماعية تمارسها السينما الأمريكية فى وعى شعبها بما تختاره من موضوعات مثل «كابتن فيليبس» و«بيرل هاربر».. فهل أدركنا ذلك فى «حرب كرموز» أم أنها مجرد مصادفة؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حرب كرموز» وحرب الوعى «حرب كرموز» وحرب الوعى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon