توقيت القاهرة المحلي 11:19:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كورونا يوحّدنا!

  مصر اليوم -

كورونا يوحّدنا

بقلم: نشوى الحوفى

رغم كافة التوقعات الدولية التى تناولت تأثير فيروس كورونا على حركة الاقتصاد العالمى فى الفترة المقبلة، وما يستتبعه ذلك من تأثير على الاقتصاد المصرى كواحد من اقتصاديات العالم، فإنه كان لا بد من التوقف أمام تقرير بنك استثمار فاروس منذ أيام والذى تناقلته المواقع الإخبارية، وكشف فيه عن توقعات تتعلق بالاقتصاد المصرى فى الفترة المقبلة.

تضمن التقرير تراجع إيرادات العملة الأجنبية للاقتصاد المصرى بنحو 12.1 مليار دولار كنتيجة تراجع السياحة لتوقف حركة السفر والطيران بين دول العالم جميعها، متوقعاً أن تتراوح إيراداتها بين 6-8 مليارات دولار، مقابل 12.6 مليار دولار فى العام الماضى. وتراجعت إيرادات المصريين بالخارج لتتراوح بين 17 - 18 مليار دولار، بدلاً من 22 مليار دولار كانت متوقعة تأثراً بما يواجه الاقتصاد بدول الخليج. بالإضافة إلى تراجع الاستثمار الأجنبى إلى نحو 4.5 مليار دولار مقابل 6.5 مليار دولار فى العام الماضى. وأخيراً كانت الإشارة إلى تراجع تدفقات الاستثمارات غير المباشرة إلى نحو 3 مليارات دولار، بدلاً من 4.5 مليار دولار.

ربما لم يقدم التقرير الماضى جديداً فما ذكره كان متوقعاً فى ظل ما يواجهه العالم من اجتياح فيروس كورونا وانتشاره الذى أثر على قرارات دول العالم فى كافة المجالات لا المجال الصحى فقط. ولكن ربما يكون التقرير هو الأول فى توقع الأرقام التى ربما يخسرها القطاع الاقتصادى المصرى فى الفترة المقبلة وهو ما يستلزم وقفة مع النفس لندرك حجم ما نواجهه فى الداخل والخارج.

نعم، أؤمن بأن كورونا هو فيروس ذو هدف اقتصادى منذ اليوم الأول وإن أصاب صحة وحياة البشر التى هى أغلى استثمار على وجه الكون. كما كتبت سابقاً أن كورونا يعيد تشكيل ملامح العالم اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً لإعداد المسرح الدولى لما يتم ترتيبه الآن. ولكننى أدرك فى ذات اللحظة أن بلادى تحت مجهر الحصار والتخطيط منذ أن أطاحت بحكم الفاشية الإخوانية فى العام 2013، وأدرك ما بذلناه وما دفعناه من ثمن على مدار السنوات الست الماضية لنصل إلى ما وصلنا له اليوم من معدل نمو وإنتاج واحتياطى نقدى وتراجع بطالة وعجز موازنة.

فرغم ما مررنا به من خطوات ناجحة كانت تبشر بلحظات انفراج اقتصادى تنعكس على حياة المواطن الذى أسهم بكل قوته فى دعم خطوات الإصلاح، إلا أن المستقبل القريب بات يحمل تغيرات اقتصادية عنيفة تستلزم أن نكون وحدة واحدة فى وجه ذلك الطوفان الذى يواجهه العالم كله. وحدة واحدة على مستوى التخطيط الرسمى الصحيح الحامل لأكثر من استراتيجية وخطة بديلة لمواجهة المستقبل الغامض المتأرجح دولياً، وقد أثبتنا نجاحنا فى هذا المجال فى السنوات الخمس الأخيرة إلى حد كبير، كتلة واحدة على مستوى رجال المال والأعمال فى القطاع الخاص الذى يجب أن يدرك من جانب مسئوليته فى الحفاظ على مستوى الإنتاج وزيادته لدعم اقتصاد الدولة، ومن جانب آخر الحفاظ على الأيدى العاملة لديه من دون تقليلها أو تخفيض الأجور. كتلة واحدة على مستوى المواطن العادى الذى يجب أن يفهم مجريات الأمور على الصعيد الدولى وانعكاس ذلك على المستوى المحلى، ففى فهمه لما يحدث ووعيه به أكبر حماية له وللوطن.

نعم، جاء كورونا -أو تم الإعداد له- بما لا تشتهى السفن، ولكن حرى بنا أن نكون كتلة واحدة فى مواجهته ومواجهة ما سيفرضه علينا من تحديات على كافة المسارات. أذكركم وأذكر نفسى قبلكم بأننا فى وطن أثبت عبر سنوات الأزمة العشر الماضية كم هو عصى على الأزمات، فلتساندوه بالكلمة والموقف والإنتاج والوعى، فليس لنا سواه وطناً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا يوحّدنا كورونا يوحّدنا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon