توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحتاج لدعمهم...

  مصر اليوم -

نحتاج لدعمهم

بقلم - نشوى الحوفى

هل جربت إحساس أم تحمل طفلها من متحدى الإعاقة وهى تجرى من مكان سكنها فى السادس من أكتوبر إلى المقطم أو مدينة نصر-أو العكس- كى يحضر جلسة تخاطب أو علاج طبيعى لا تتوافر له فى مكان سكنها؟ هل عانيت من جحود الضمائر فى بعض مدارس التعليم المصرية حين رفضت قبول ابنك من ذوى الاحتياجات الخاصة بتعنت رغم قوانين الدمج المنصوص عليها فى الدولة؟ هل بكيت وأنت تحتضن طفلتك المصابة بالتوحد لجهل من حولها بحقيقة المرض الذى لا علاقة له بالتخلف العقلى أو الذهنى أو تأخر الفهم كما يشيعون؟ هل تملكك العجز وأنت تتلقى قضاء الله فى أغلى ما تملك فى الحياة وأنت ترى نظرات المحيطين بك وهى توصمك فى ركن المختلفين فيبتعدون عنك؟

تلك بعض من مشاعر ملايين الآباء والأمهات فى بلادى لأبناء لم يفعلوا شيئاً فى الحياة سوى الاستسلام لقضاء الله فيهم، ومن هنا كانت أهمية الملتقى العربى الأول لذوى الاحتياجات الخاصة الذى افتتح فعالياته بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الاثنين الماضى بشرم الشيخ، ونظمته وزارة التربية والتعليم بحضور عدد من وفود الدول العربية، فأهمية الملتقى لا تتمثل فى ما تم إعلانه من قرارات أو قوانين وسبل تفعيلها، ولكن فى وضع قضية متحدى الإعاقة فى بؤرة الضوء وتسليم الدولة المسئولية عنهم أمام الناس وإعلان رئيس الجمهورية أن حقوقهم فرض، وتأكيد وزارة التربية والتعليم على أن بناء الإنسان حتماً غير مشروط بحالة جسدية أو مرضية أو دينية، بل يجب أن يكون مرهوناً بمواطنته فى الدولة وإنسانيته فى الحياة.

وتلك مسئولية المجتمع ككل لا مسئولية مؤسسات دولة وحسب، الجميع لا بد أن يكون على قدر القضية، فالمسألة ليست حدثاً رياضياً أو سياسياً تم نقله عبر شاشات التليفزيون، ولكنه مستقبل أسر وأبناء لطالما عانوا من قسوة المجتمع الفاقد للإنسانية بينما يتمسح دوماً فى عباءة الدين الذى لا يطبقه فى معاملاته! وغياب المؤسسات المخططة برؤية محددة وحاسمة لكيفية تسهيل الحياة عليهم، ومن هنا يكون السؤال هل نحن مستعدون لدعم متحدى الإعاقة بجدية؟

من واقع القوانين والقرارات الإدارية يمكننا الإجابة بنعم، فقد صدر قانون ذوى الاحتياجات الخاصة ولائحته التنفيذية فى يونيو من العام الحالى 2018، كما أصدرت وزارة التعليم قرارات تفعيل الدمج فى المنظومة التعليمية وحددته بنسبة 10% وبحد أقصى 4 طلاب فى كل فصل بعدد من مدارس مصر بحد أدنى 67% كنسبة ذكاء ونسبة سمع 40 ديسيمبل، كما أتاحت للمكفوفين حق خوض الامتحانات العامة بالوسيلة الأمثل لهم، ووضعت التصور لخطة تطوير مدارس التربية الفكرية من حيث المناهج والبنية التحتية والمدرس المؤهل للتعامل مع تلك الفئة، بالإضافة لعقد بروتوكولات لتدريب المعلمين ورفع كفاءتهم، كما ذكر وزير التعليم فى كلمته، ولكن هل يكفى هذا؟

الإجابة لا، لأن المنظومة ككل بحاجة لتعلم كيفية تسهيل حياة متحدى الإعاقة فى الصحة والعمل والمرور والشوارع والمبانى والخدمات، ولأننا بحاجة إلى حالة من الوعى المجتمعى لكافة المواطنين على اختلاف فئاتهم العمرية بسبل التعامل مع متحدى الإعاقة بكل أشكالها عبر إعلام لا يدرك أهمية دوره فى التوضيح وتربية تؤكد على إنسانية التعامل وتثقيف البشر لحماية هؤلاء المتميزين. فهل سنكمل الدائرة؟ أتمنى لأننا من نحتاج لدعمهم.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحتاج لدعمهم نحتاج لدعمهم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon