توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإيكوفيمينزم»: الطبيعة أنثى مستباحة للعنف

  مصر اليوم -

«الإيكوفيمينزم» الطبيعة أنثى مستباحة للعنف

بقلم - مني حلمي

5 يونيو، هو اليوم العالمى لحماية البيئة. واختيرت السويد لتستضيف الاحتفالات العالمية هذا العام 2022، تحت شعار: «لا نملك إلا أرضا واحدة».
تعمق اهتمامى بقضايا البيئة، وأنا فى لندن، للحصول على الماجستير، فى التنمية والتخطيط العمرانى، وقررت أن أعد الدكتوراة فى العلوم البيئية، بعد عودتى لمصر.

كان مشرفى د. قدرى حفنى، الأستاذ الرفيع علما وثقافة وخلقا، جامعة عين شمس- معهد الدراسات والبحوث البيئية.

اخترت موضوع «الإيكوفيمينزم» وهو مزيج من «إيكولوجى» علم البيئة، و«فيمينزم» يعنى حركات تحرير المرأة. نعيش فى «عالم واحد»، وفى حضارة واحدة تفرض سطوتها على الجميع.

حضارة طبقية من أجل الأغنياء.. حضارة ذكورية تقهر النساء.. حضارة تدعى التحضر، مازالت تطمع فى التوسعات، وإخفاء الحقائق، تعتمد البطش المسلح، والتدخل العسكرى.

حضارة عالمية تزعم فصل الدين عن الدولة، وهى دينية من الجذور حتى النخاع، لا تخاصم الأصوليات الدينية، بل تنشطها لمصالحها. ولا تحارب الإرهاب الدينى، تقسم الشعوب على أساس دينى، مذهبى، طائفى، طالما يدعم مبادئها.

حضارة التضخم الإعلامى والتكنولوجى المضلل، والتناقضات والازدواجيات الأخلاقية والثقافية الصاخبة، المغلفة بمسميات برّاقة.

حضارة سببت للرجال «الصلع» المبكر و«الكفن المبكر». وأصابت النساء بهوس «الطاعة»، وهوس «التجميل»، وفوبيا «العنوسة».

حضارة أمراض وفيروسات مستحدثة، واختلالات فى نفوسنا، وأجسادنا، هى نتيجة احتجاج الطبيعة، وغضب البيئة، وانتقام الأرض ضد منْ ينتهك سلامتها وتوازنها. حضارة الثلاجات الممتلئة، والنفوس الفارغة. حضارة المنشطات الجنسية، والعواطف اليائسة. حضارة تبنى ناطحات السحاب، وتهدم شموخ الإنسان. تقتل الآلاف بمهارة، وفشلت فى إسعاد شخص واحد، سعادة إنسانية حقيقية دائمة. حضارة تشترى لاعب كرة القدم بمليارات الدولارات، وتدفع أرقاما خيالية لنجوم الإعلام والسينما، بينما يموت الملايين، فى كل مكان، من سوء التغذية وقلة الدواء، وتدهور البيئة.

الآن، العالم يستهلك ويمتلك ويكتشف ويعرف أكثر. لكنه أكثر قسوة وتعاسة.

أى فلسفة تحكم الاستهلاك والتملك والاكتشاف والمعرفة؟. هذه هى القضية.

نحتاج وعيا عالميا بيئيا جديدا، يتجاوز الحواجز الجغرافية والسياسية، من أجل «أخلاق عالمية جديدة» تنقلنا من حضارة ديكتاتورية، واستبداد النسق «الهرمى» إلى حضارة ديمقراطية وعدالة النسق «الدائرى».

وقد صنعت حركات «الإيكوفيمينزم »، العالمية، إضافتها الجديدة، ألخصها كالتالى:

1- العلاقة العضوية الوثيقة بين حركات تحرير المرأة، وحركات حماية البيئة والطبيعة، وحركات تحرير الشعوب المقهورة. إن تحرير النساء، وتحرير البيئة، وتحرير الشعوب «نضال» واحد مترابط.

2- الانتهاكات للطبيعة، وللبيئة، من إفراز الحضارة «الذكورية»، المستغِلة للنساء والأرض والموار الطبيعية والبيئية. تلك الحضارة لم تنتج، طوال تاريخها، إلا الموت والدمار والحروب والجرائم والتفرقة.

والمرأة بحكم ارتباطها العضوى بالأطفال تكون أكثر حرصا على ضمان البيئة الصالحة الآمنة المتكاملة لضمان حاضرهم ومستقبلهم، فالطبيعة، والموارد البيئية، تعتبر تماما مثل المرأة «أنثى» حاضرة، وجاهزة للاغتصاب، و«جسدا» متاحا «للتحرش» و«الاستباحة» و«العنف».

3 - كل أشكال التفرقة مترابطة. ولذلك، فإن تغيير مقولة إن الإنسان- ويقصد به الرجل- «سيد الطبيعة»، مرتبط بتغيير أن الرجل «سيد المرأة»، مرتبط بتغيير مقولة إن الإنسان أبيض البشرة «سيد الإنسان أسود البشرة»، مرتبط بتغيير مقولة إن الغنى «سيد الفقير»، مرتبط بمقولة إن دول الشمال «سيدة دول الجنوب».

4- الفقر، والقهر، والظلم من «ملوثات» البيئة، وهى لا تقل خطورة عن ملوثات البيئة المادية، مثل قطع الأشجار، فالفقر «يلوث» كرامة الإنسان، والظلم «يقطع» إنسانيته، والقهر «يدمر» حياته.

5 - عدم الفصل بين «العام» و«الخاص»، بين «العالمى» و«المحلى».

إن وباء كورونا ليس أخطر على البشرية من أوبئة الفقر المهلك، وفيروسات القهر المتحورة، وأمراض التملك والسيطرة، وعبادة الفلوس، والوصايا الدينية. وليس حرق الغابات أكثر خطورة من حرق الدم بغياب العدالة والحرية.

ختامه شِعر

--------------

يكفينى فخرا

أنى ما بعت كرامتى

فى المزادات

ما انحنيت يوما

لتعلو القصائد والكلمات

لا يستهوينى المديح والشُهرة

لا تغرينى المناصب والشهوات

يكفينى فخرا

أنى أنام كل مساء

وباب شقتى غير موصد بالأقفال

ما هرولت وراء رجل

وحدتى دوائى

وروحى خفيفة

لا تحمل الأثقال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإيكوفيمينزم» الطبيعة أنثى مستباحة للعنف «الإيكوفيمينزم» الطبيعة أنثى مستباحة للعنف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon