توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة لسياسى مصرى!

  مصر اليوم -

رسالة لسياسى مصرى

بقلم - وائل لطفى

عزيزى السياسى المصرى.. تحية طيبة:
أعرف أن الوضع صعب وأن الطريق للديمقراطية مازال طويلا، لكنى أريد أن أصارحك بالحقيقة وأن أدخل إلى الموضوع مباشرة.
والحقيقة يا عزيزى أن خيبة السياسيين فى العالم كما يقول المثل هى «السبت والحد» وأن خيبة السياسيين المصريين لم ترد على (حد).

الحقيقة أيضًا أن النخبة السياسية المصرية هى نخبة خاملة وعقيمة ولديها أمراض جوهرية وبنيوية سواء كانت من «نخبة الموالاة» أو من «نخبة المعارضة».. وهى فى أقصى دورات نشاطها وفِى أفضل أحوالها لا يمكنها سوى أن تلعب دور المحلل أو الذيل!

بدأ ذلك بكل تأكيد مع قيام ثورة يوليو واستمر حتى الآن.. وتأكد حين قال الرئيس السادات للأحزاب: «كونى أحزابًا» فكانت أحزابًا، ورغم أن الرعيل الأول من مؤسسى هذه الأحزاب قد رحل عن عالمنا فإن سلالة هؤلاء السياسيين مازالت موجودة وتتساوى فى (ذيليتها) للسلطة الحاكمة رغم تشدد بعض سياسييها وتظاهرهم بالراديكالى واعتدال الآخرين.. هل تريد أدلة؟.. أنا سأسوق لك بعض الأدلة.

فى 2005 وبعد تأسيس «حركة كفاية» وغيرها من الحركات المعارضة كان أقصى رهان لهذه النخبة أن أجنحة داخل الدولة المصرية لن يعجبها سيناريو التوريث وأنها ستعمل على تغييره، وأنه ليس على النخبة المصرية سوى أن تتظاهر بالغضب وأن تنتظر من يغير لها ما لا يعجبها، وهكذا لم يكن لـ«كفاية» من نشاط سوى تنظيم بعض المظاهرات الغاضبة والمناسبة تمامًا للتصوير التليفزيوني.

لم نسمع عن أى خيار إصلاحى ولا عن تربية كوادر، ولا عن رغبة فى خوض الانتخابات.. كانت «كفاية» أشبه بكيس فوار تم وضعه فى نصف كوب ماء، ففار ثم انتهى كل شيء. قامت المظاهرات.. وانحاز الجيش إلى الشعب وحسم (هو) وليس أى أحد آخر الموضوع، ثم كانت الجولة الثانية وسرق الإخوان ثمار الثورة وتداعت النخبة المدنية المصرية الخالية من أى قدرة حقيقية على العمل المنظم فى الشارع، أو تربية كوادر، أو إدارة صراع طويل المدى، ومرة أخرى كانت اجتماعات ديكورية ومظهرية، وكانت مطالبة الجيش بالتدخل، وتدخل الجيش وحسم الصراع ضد الإخوان هو وليس أى أحد غيره لتتأكد «ذيلية النخبة» ومظهريتها وإيمانها بالأغنية القديمة (يا مين يجيب لى حبيبي)؟!

ثم يتكرر نفس الموقف بحذافيره حين يقدم المرشح «خالد علي» على الانسحاب كانعكاس لما يتخيله صراعًا فى الأدوار العليا! كتأكيد معلن وواضح على «ذيلية النخبة» التى يمثلها وتبعيتها وإدمانها للعب الأدوار التحتية لصالح هذا الطرف أو ذاك، فالرجل لم ينسحب لأن شيئًا تغير عليه، أو لأن أحدًا ضايقه، أو ضايق مندوبيه ولا لأن أى شيء تغير منذ أعلن نيته فى ترشيح نفسه قبل أسابيع.. كل ما تغير أنه يتخيل أن صراعًا نشب فى الأدوار العليا، وأنه مثل أسلافه القدامى قرر أن يلعب دور المحلل و(الذيل) فى هذا الصراع.. أما البديل فهو العمل السياسى الطويل والإصلاحى ذو النتائج على المدى البعيد وبعض سياسيينا يفضلون النتائج القريبة.>

نقلا عن مجله روزاليوسف القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة لسياسى مصرى رسالة لسياسى مصرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon