بقلم - وائل لطفى
يقول الإرهابيون لأنفسهم: نحن نكره الأقباط ونبث سموم الكراهية بين صفوف الشعب.. ثم يأتى منتدى الشباب ليجعل محوره كتاباً عن الأعمدة السبعة للشخصية المصرية، ومن بين هذه الأعمدة الحقبة القبطية من تاريخ مصر.. فلماذا لا نمارس خستنا ونُفسد هذا الفرح؟
(٢)
يقول الإرهابيون لأنفسهم: هذه أول مره تطرح فيها الدولة المصرية معركة الوعى على الناس.. بعد أن كانت، لسنوات طويلة، تترك لنا وعى الناس وتكتفى بالسيطرة على جسم السلطة الصلب وتترك لنا أرواح الناس وعقولهم، فلماذا لا نمارس عملاً خسيساً مثلنا ونذبح الأبرياء ونُفسد منتدى الشباب الذى نظمته الدولة كمعركة فى حرب طويلة لاستعادة وعى المصريين بأنفسهم وبالعالم من حولهم.
(٣)
يقول الإرهابيون لأنفسهم: لقد حاربنا كثيراً كى تنعزل مصر عن عالمها وعن محيطها، فإذا بها تنظم مناسبة يتجمع فيها شباب العالم فى مصر وينقلون أنشطتهم للعالم كله.. فلماذا لا نمارس عملاً خسيساً ونفسد هذا الفرح؟
يقولون لأنفسهم: سنذبح أكبر مناسبة لتدشين شخصية مصرية حقيقية بعيداً عن التطرّف بسكين غضب الأقباط مما حدث ونجلس لنشاهد من بعيد.. خاب سعيهم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة وضل ما يعملون.
(٤)
يقول الإرهابيون لأنفسهم: سنواصل خستنا حتى النهاية، وسنذبح الأبرياء فى يوم تدشن فيه مصر وعياً جديداً، وسنضع مصر بين شقى رحى.. إما أن تلغى العرس، فيبدو أمام العالم كله أن الإرهاب يوجعها ويخيفها، أو تواصل مناسبتها الجادة ذات البعد الحضارى، فنصطاد نحن فى الماء العكر ونقول إن الرئيس يحتفل بينما الشهداء يصعدون عند ربهم. والحق أن الرئيس لا يحتفل بقدر ما يدشن مرحلة جديدة من الوعى يتراجع فيها التطرّف والغزو الفكرى، وينال فيها الأقباط مزيداً من حقوقهم كمواطنين مصريين، وبالتالى فمن المهم جداً أن يكمل منتدى الشباب ما بدأ، حيث إن فى ذلك كل الخير للمصريين أقباطاً ومسلمين.
(٥)
يقول الإرهابيون لأنفسهم: لقد نجحنا.. بينما هم فى حقيقة الأمر من الأخسرين أعمالاً، ومن الذين ضلّ سعيهم فى الحياة الدنيا والآخرة.. وإن غداً لناظره لقريب.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع