بقلم - محمد أمين
كيف تصنع أولوياتك؟.. وكيف تصنع حلمك؟.. وكيف تصنع مستقبلك؟.. أسئلة ليست مطروحة بهذا الوضوح على منتدى شباب العالم.. لكنك يمكن أن تستشف هذه الأشياء من سير الأحداث والفقرات على مسرح الشباب.. فهل صنعت أولوياتك حين تنقل هذه الأشياء كإعلامى؟.. هل اخترت مانشيت صحيفتك بأولويات مهنية متجردة؟.. وأخيراً هل تمسكت بحلمك؟!.
الشباب الذين قدموا فقراتهم من دول العالم كان لديهم حلم.. «زوريل» قدمت أفكارها للتعليم.. علمتنا أن نتمسك بالحلم.. أصبحت أكثر الفتيات تأثيراً وهى بعد فى السادسة عشرة.. التقت العديد من رؤساء العالم.. لم يفعلها صحفى.. لكنها حددت أولوياتها وصنعت حلمها؟.. فى النهاية نجحت.. هل انشغلت بقصتها كما انشغلت بافتتاح المنتدى؟.. هل كان لها مكان عندك؟!.
الرئيس السيسى نفسه «حدد» لك الأولويات.. تحدث عن حادث المنيا قبل أن يفتتح المنتدى.. طلب منا أن نقف دقيقة حداداً.. رأيت الحزن فى عينيه كلما ذهبت إليه الكاميرا.. خرج يرد على اتصالات الملوك والأمراء والرؤساء.. لم يكن فى «مود الافتتاح».. كان الحدث الأهم هو شهداء المنيا.. حين عالجت الصحف الأمر، تعاملت بأولوياتها هى، وليس أولويات الرئيس!.
وكنا نردد خلف «زوريل» إحساسها هى عن الحلم.. وانتهت الجلسة ونسينا الحلم.. جاء شاب أمريكى يغنى ويرقص بساق واحدة.. لم تعقه ساقه الأخرى.. ساعدته فى الرقص بشكل إيقاعى أفضل.. لو كان مصرياً لوقف على باب الحسين.. لكنه أبهر العالم بقدرته على نسيان ساقه المبتورة.. لم يركّب ساقاً تعويضية.. اختار أن «يمتع» العالم بالغناء «الإيقاعى»!.
واختارت مصر أن ترسل «رسالة سلام» من شرم.. اختارت أن تنفض عن نفسها عار الإرهاب.. أقنعت العالم بالفكرة.. والآن تقنعه عملياً بالانتقام من الدول التى تمول الإرهاب.. حادث المنيا يؤكد الفكرة.. يؤكد أن مصر لن تستسلم.. ستظل تحلم بالسلام وتقاوم الإرهاب.. يريد الرئيس أن يقدم المجرمين قبل أن ينتهى المنتدى.. كلف فريقاً على «أعلى مستوى» لإنجاز المهمة!.
ليست هذه أول مرة أشاهد الرئيس مهموماً وحزيناً، لكننى لم أره هكذا أبداً.. هم يريدون أن يفسدوا الفرح.. اختاروا يوم الافتتاح.. نحن أيضاً سنرسل رسالة أننا نتمسك بالحلم.. ونصنع مستقبلنا الذى يليق بمصر.. لن يعطلونا إطلاقاً.. سنقاوم بيد ونبنى بيد.. سنغير فكر العالم من خلال هؤلاء الشباب.. المنتدى ليس رفاهية.. الذين وقفوا «حداداً» لن يقفوا «مكتوفى الأيدى»!.
مصر لا تنسى أولوياتها.. تعرف أنها فى معركة ضد الإرهاب الأسود.. وتعرف أنها أولوية أولى.. كان من الممكن تسويقها عالمياً.. هذه أولوية عند رأس الدولة.. نتمنى أن تكون أولوية عند الإعلام.. فلا ينسى أن حادث المنيا كان أولوية «أولى» فجعله الإعلام أولوية ثانية للأسف!.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية