بقلم - محمد أمين
سعدت، على مدى الأيام الماضية، بلقاء مفكر عربى كبير هو الدكتور سليمان العسكرى.. أشكر الوزير الفنان الكبير فاروق حسنى على أنه منحنى هذا الشرف.. كنت أزوره للإعداد لترتيبات دوار ٥٧.. ثم زاره الدكتور العسكرى.. ودار كلام فى الشأن العام والثقافة والصحافة فجاء ذكر العبد لله.. فقال العسكرى إنه يدمن قراءة «المصرى اليوم».. ثم قال إنه يقرأ ما أكتب لدرجة الإدمان.. وكانت شهادة وجائزة من مثقف كبير بحجم الدكتور سليمان العسكرى!
ولمن لا يعرف الرجل من الجيل الجديد هو مثقف عربى كويتى كبير.. مهتم بالثقافة العربية وتتلمذ على الثقافة المصرية وأدبائها ومفكريها كما يقول بنفسه.. وهو مدين وممتن لمصر.. وحين تكلمه عن دوره فى احتضان المثقفين والمبدعين المصريين فى مجلة العربى التى يديرها، يقول إن مصر هى التى قدمت السبت والأحد والإثنين.. وهو يحرص، حتى الآن، على زيارة مصر ويلتقى رجالها، ومنهم فاروق حسنى وجابر عصفور.. وغيرهما الكثيرون من المستنيرين!
ولأن العسكرى مفكر من رواد التنوير الثقافى كانت عينه على ما يجرى فى السعودية هذه الأيام.. وحين كان بيننا نقاش تحدثنا فى أمور كثيرة منذ الثورة المصرية فى 25 يناير حتى الآن.. حمد الله أن مصر تخلصت من الإخوان. ويرى أن الأمير محمد بن سلمان أيضاً أحدث ثورة بيضاء فى المملكة.. وقال إنه يعيد السعودية إلى وجهها الحضارى وإسلامها السمح.. كما أنه عمل فى ستة أشهر ما كان يمكن أن يفعله غيره فى 60 سنة.. ثم سرح بعيداً وقال: آه لو نجح الأمير محمد!
ورحت أسمع أكثر وأقترب من تفكير الرجل.. قال العسكرى: نجاح الأمير محمد فى السعودية يفيد مصر.. ومن المؤكد يفيد العرب جميعا فى الخليج العربى.. وكأنه يطلب من مصر دعم السعودية.. وكأنه يطلب من الكتاب والإعلاميين دعم الأمير محمد.. ولا أخفى أننى كنت مأخوذاً بكلام المثقف العربى الكبير.. فهو لا يقول ذلك لأى سبب من الأسباب، إلا المصلحة القومية العربية.. كما أنه لم يكن سعودياً كى أعتبر ما يقول من باب الدعاية لأمير يرتبط به أو يعمل معه!
وفى الحقيقة هناك من جانبى متابعة دقيقة للإجراءات التى يتخذها الأمير ويؤيدها الملك سلمان.. بعضها يتعلق بالسياسة والاقتصاد.. وبعضها يتعلق برجال الأعمال.. وبعضها يتعلق بالمرأة والشباب والثقافة والآثار.. جهد جبار فعلا.. لا ينافسه فى الجرى والحركة إلا الرئيس السيسى فى مصر.. كلاهما يحاول تطهير الدولة هنا وهناك.. من الإخوان والفساد.. من أجل ذلك يجب دعم الاثنين.. كل منهما يقوم بدور وطنى كبير.. هذه حقيقة بلا شك لا ينبغى التقليل منها!
قد لا يصدق كثيرون أن المملكة الآن تفتح أبوابها لسياحة الآثار.. الأمير سلطان هو رئيس هيئة تنشيط السياحة.. الدكتور زاهى حواس شرح لنا ماذا يجرى هناك فى هذا الشأن.. يحاولون إنقاذها من أيدى داعش التى تعتبر ذلك من الأصنام.. وقد لا يصدق البعض أن السعودية تفتح المسارح ودور السينما كما فتحت الملاعب أمام المرأة والشباب.. هكذا تعود السعودية إلى حضن الوطن الكبير بعد اختطافها عدة عقود.. وأظن أن الأمير الشاب سوف يدخل التاريخ كمجدد كبير!
هناك شىء ما تحسه فى حديث الدكتور سليمان العسكرى وهو الصدق.. فهو ليس مثقفاً كبيراً فقط، ولكنه يتمتع برؤية إنسانية وثقافية.. لمستها عن قرب.. ولا يفوتنى أن أشكر الفنان الكبير فاروق حسنى لأنه جمع بيننا فى حب الوطن الكبير.. كما أشكر الدكتور العسكرى.. وأرجو ألا يغيب عن مصر طويلاً.. فمن يشرب من نيلها لابد أن يعود إليها!
نقلا عن المصري اليوم القاهرية