توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتعلموا دولة أولاً!

  مصر اليوم -

اتعلموا دولة أولاً

بقلم - محمد أمين

الرسائل التى أرسلها الرئيس السيسى، أمس، من بورسعيد، خلال افتتاح حقل «ظُهر»، تستحق التأمل والتوقف عندها.. فقد طالب الإعلاميين وحتى السياسيين والنشطاء بأن يتعلموا دولة أولاً.. وأظنه يقصد النشطاء والسياسيين أصلاً.. ويقصد أيضاً بعض النواب الذين رفضوا تعيين الحدود البحرية منذ عام.. ولكنه فى الوقت نفسه يقول: أنا مش سياسى.. وكأنه تلقى رسالة الذين يطالبونه بأن يلعب سياسة!.

وقبل أى شىء، أهنئ الرئيس وأهنئ مصر بافتتاح حقل «ظُهر»، أيقونة البحر المتوسط وطاقة القدْر للمصريين.. وبالمناسبة أتفق مع الرئيس فى أنه لولا تعيين الحدود البحرية لما كان لنا الآن أن نتحدث عن حقل «ظُهر»، ولا كنا نعمل من أجل الاكتفاء الذاتى من الغاز.. ولو كان الرئيس يلعب سياسة ربما أجل ملفات كثيرة.. مثل الإصلاح الاقتصادى وزيادة الأسعار والطاقة، لكنه «رجل دولة» لا «رجل سياسة»!.

ودعونا نتفق أيضاً أنه لا الإعلام ولا غيره من المواطنين يستطيع أن يتحدث عن الأمن القومى، أو المصلحة العليا للوطن.. الكلام يا ريس عن منطقة أخرى تتعلق بالتفاصيل الحياتية واليومية.. وتتعلق بمسائل انتخابية ومشاركة سياسية.. فلا أحد يريد إسقاط مصر.. القصة هى أن يكون الباب مفتوحاً لشراكة وطنية فى إدارة شؤون البلاد.. هذه هى القضية فعلاً.. إلا إذا كنت تقصد أمراً آخر لم تُفصح عنه!.

نعرف أنك رجل دولة، وليس كل رئيس رجل دولة.. كان عندنا رئيس إخوانى لا يعرف معنى الدولة.. لم يتعلم معنى الدولة فى مدرسة الوطنية المصرية.. صدّر صورة مصر للخارج بأسوأ ما يكون.. هذه حقيقة.. ولا أحد يناقشك فى ذلك بالمرة.. فليس كل واحد يصلح لإدارة شؤون البلاد.. لكن فتح المجال العام يجعل هناك أكثر من واحد، ويجعلنا نتلافى فى المستقبل مَن لا يعرفون معنى «الدولة والوطن»!.

أما إذا كنت تقصد الإعلام يا ريس، وليس النشطاء، فهذا أمر يتوفر بإتاحة المعلومات للإعلام، ويتوفر بالتعليم المستمر وفتح المجال العام وليس خنقه.. نعم المجال العام مغلق بالضبة والمفتاح.. نعم الدائرة الضيقة تختار مَن يشتغلون فى الإعلام وينشرون الجهل والتضليل.. الإعلام الآن يا ريس كله فى يد الدولة.. العبء هنا على الدولة، التى لم تعلّم رجالها معنى الدولة، فيخلقون حالة من الغوغاء!.

وهناك نقطة أخرى مهمة تتعلق بالقوى السياسية، وعلى فكرة القوى السياسية لا تولد بقرار جمهورى.. إنما يحدث ذلك من خلال حركة المجتمع والممارسة.. صحيح لا مانع من التعليم.. ولا مانع من التربية السياسية.. وهى تنشأ منذ الصغر وليس فى أكاديمية لمدة شهور.. الأحزاب هى مصنع السياسة.. عليك أن تطلق الأحزاب لتعمل دون قيود أمنية.. وعليك أن تختار من بين «قياداتها» وزراء ومحافظين!.

وأخيراً، لا ننكر عليك أبداً أنك رجل دولة.. تتعامل بذمة وشرف.. لا خلاف.. السياسة يا ريس هى فن الممكن.. وهى ليست عيباً ولا نقيصة.. السياسة هى القدرة على إدارة مواقف وأزمات بكياسة.. فهل كانت هناك سياسة فى إدارة الانتخابات الرئاسية؟.. إدارة الدولة تحتاج إلى السياسة أيضاً!.

نقلا عن المصري اليوم

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتعلموا دولة أولاً اتعلموا دولة أولاً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon