توقيت القاهرة المحلي 05:51:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هو أنا جيت إزاى؟

  مصر اليوم -

هو أنا جيت إزاى

بقلم: هنا أبوالغار

سؤال يسأله كل الأطفال سواء لنا كآباء أو لأنفسهم، أول رد فعل لنا كثيرا ما يكون أن نتحاشى الإجابة، أو نرد بإجابات مليئة بالألغاز والحواديت الخيالية، نلتف حول الإجابة إما لأن عندنا حرجا من الإجابة أو لأننا نخشى اليوم الذى يكبر فيه أبناؤنا ويفقدون براءتهم الطفولية، قد يكون لدينا موقف سلبى من الحديث أو حتى التفكير فى كل ما له علاقة بالجسد أو المتع الجسدية بسبب طبيعة مجتمعنا الذى يستهجن الحديث عن هذه الأمور فى العلن والذى نتج عنه أن الجنس أصبح مادة تستخدم فقط فى النكت والسباب.. أى أنه تحول من أمر طبيعى فيه عاطفة وتواصل واحترام إلى أمر نتناوله فى سياق يقلل من قيمته.
هذا السؤال فى الحقيقة فرصة تربوية ذهبية لنقل المعلومة والقيم إلى أبنائنا فى أمر حساس يمس مستقبل سعادتهم، هى لحظة مناسبة لتعريف الطفل بجسده (درس فى البيولوجى) ومساحات التشابه والاختلاف بين أجساد الإناث والبنين، فرصة لترسيخ مفاهيم الاحترام والحب والتراضى والحق فى الرفض فى كل ما هو مرتبط بالعلاقات بين الجنسين. كثيرا ما يكون السؤال نابع من معرفة الطفلة أنها سيكون لها أخ أو أخت، وبالتالى هى فرصة لترتبط البنت بأخيها وهو ما زال فى الرحم، فتتحمس لقدومه وتقلل من الإحساس بعدم الأمان والغيرة بعد ولادته. وهى لحظة ممتازة للحديث عن حماية أنفسهم وحدود الآخرين فى التعامل معهم وكيفية التصرف فى المواقف التى قد يتعرضون فيها للخطر. هذه الفرصة تكون سانحة إذا سألتنا الطفلة سؤالا مباشرا مثل «أنا جيت إزاى»، والمواقف مثل مشاهدة إعلان عن فوط صحية أو واقٍ ذكرى أو مشاهد رومانسية فى الأفلام.. إلخ، كلها فرص لفتح قنوات حديث مع أبنائنا نتناول فيها موضوع الجسد والجنس بشكل آمن وإيجابى.
***
حتى نستفيد من اللحظة لابد أن تكون الإجابة مباشرة فلا تتهربوا من الرد ولا تخترعوا قصصا خيالية (العصفورة جابتك، ماما عندها سوستة فى بطنها طلعتك منها... إلخ)، ولا تستخدموا كلمات وهمية لأجزاء الجسد المختلفة، فمن المهم أن نعود إلى استخدام الاسم البيولوجى لكل جزء من أجزاء الجسم (مهبل، بظر، عضو، ثدى...)، وإذا استخدمنا أسماء دارجة يجب أن تكون أسماء لا نحس بالحرج فى استخدامها فى جلسات اجتماعية، أى أن يكون فيها احترام للجسد وليس سخرية أو إيحاء، التفاصيل يجب أن تكون فى حدود سن الطفل وقدرته على الاستيعاب ورغبته فى المعرفة، ومهم أن يسبقها تعريف بشكل العضو الذكرى والجهاز التناسلى للأنثى بشكل مبسط وشرح الحكمة من اختلافهما ويساعدنا فى ذلك رسومات توضيحية مبسطة. الأغلب أن الطفل أو الطفلة خصوصا فى الأسر التى بها إخوة أو أقارب من الجنسين قد يكونون لاحظوا أن هناك اختلافا فى شكل الجهاز التناسلى لرضيع عند تغيير «الحفاظة» عما يرونه فى أجسادهم، ولا يجب أن نمنعهم من النظر أو السؤال وإنما نشجعهم حتى نضمن أنهم يسألوننا نحن ولا يأتون بمعلوماتهم من زملائهم أو من مصادر أخرى فى الحضانة أو المدرسة. العضو الذكرى للولد واضح للطفل كونه خارج الجسد ولذلك فالسؤال عنه واستكشافه باليد أو النظر إليه يبدأ مبكرا، بالنسبة للفتيات الأعضاء التناسلية غير مرئية مثل البنين لكن هذا لا يقلل من الاسئلة التى تدور فى عقلها ورغبتها فى المعرفة سواء بالنظر أو بالأيدى. من المهم شرح أن هنا وظيفتين للعضو الذكرى هما التبول والانتصاب، وهناك فتحتان لدى الفتاة فتحة التبول والمهبل الذى يستقبل العضو الذكرى، لكنه أيضا جزء من قناة الولادة. الأسئلة والاستكشاف أمر طبيعى وإن لم يحدث أمامنا فهو سيحدث ونحن غير موجودين، وبالتالى التعامل مع الأمر وكأنه سر كبير أو إثم لن يمحى الأسئلة لكنه يطفى على كل ما له علاقة بالجسد ــ خصوصا الأجزاء الخاصة ــ هالة سلبية ترسخ لمشكلات زوجية كثيرة فى المستقبل. أحيانا عندما يستكشف الأطفال أجسادهم يكتشفون حتى فى سن صغيرة جدا (حتى وهم رضع) أن تلامس العضو الذكرى لدى الولد أو البظر لدى البنت يشعرهم بالراحة، هذا الشعور غير مرتبط بالجنس ولا بالأفكار الجنسية، وهو مختلف عن نفس الفعل بعد البلوغ تماما، وبالرغم من أنه يولد لدى الآباء توتر شديد وأحيانا ردود أفعال عنيفة، إلا أنه من المهم أن نعلم أنه جزء من نمو الطفل أو الطفلة وتعرفهم على أجسادهم، وهو يحدث فى الأغلبية العظمى من الأطفال سواء بعلم آبائهم أو بعدمه، ولا يجب التوبيخ أو اللوم، وإنما محاولة إلهائهم بشيء آخر يلفت انتباههم أو حتى الانتظار حتى تمر هذه المرحلة بدون تدخل وهو ما يحدث فى معظم الأحوال، لأن تدخلنا يزيد من رغبة الطفل فى تكراره فى السر بعيدا عن أعيننا. هذا بالتوازى مع الحديث عن أهمية احترام أجسادنا وألا نكشفها فى أماكن عامة أو أمام الأغراب.
***
عند الإجابة عن أسئلة خاصة بالإخصاب والولادة فالأطفال تحت سن الخمس سنوات عادة ما يحتاجون فقط أن يعلموا أن هناك بذرة يزرعها الأب فى رحم الأم حيث تقابل بويضة من الأم وتكبر لتصبح طفلا يخرج من رحم الأم عندما يحين الموعد عن طريق قناة الولادة، من خمس إلى إحدى عشرة سنة يحتاجون إلى تفاصيل أكثر عن كيفية دخول البذرة إلى الرحم وهنا يجب أن يكون الحديث بقدر رغبة الطفل فى المعرفة فنعطى معلومة وإذا رأينا أن الطفلة فقدت الانتباه نتوقف لأن هذا يعنى أننا أشبعنا رغبتها فى المعرفة وننتظر إلى أن يحين موعد سؤال جديد فى المستقبل، الرد لابد أن يكون فيه شيء من الجدية بدون أى تخويف أو ترهيب أو سخرية، فقط نذكر أن فى حال تراضى الأم والأب وبسبب حبهما لبعضهما يقتربان من بعضهما البعض وهو أمر يسعد كلاهما ثم يتدفق دم كثير إلى العضو الذكرى للأب الذى يصبح قويا ويدخل فى فتحة عند الأم مختلفة عن فتحة التبول ويلقى بسائل فيه الكثير من البذور الصغيرة جدا اسمها حيوان منوى، وهى تسبح فى الرحم. فى نفس الوقت تخرج بويضة من مكان فى داخل بطن الأم إلى الرحم حيث يتنافس عليها الحيوانات المنوية ويكسب الأصح والأقوى منها ويندمجان سويا ليصبحا خلية واحدة تكبر لتصبح طفلا. «علشان كده أنت فيك من ماما ومن بابا وإحنا بنحبك قوى قوى علشان أنت جزء مننا لكن كمان علشان إحنا بنحب بعض قوى وعلشان كده اتفقنا إننا نخلفك». عبارات من هذا النوع تنقل المعلومة، تؤكد على قيمة الحب والتراضى فى كل ما له علاقة بالمتع الجنسية، وتطمئن الطفل أنه ثمين وخاص جدا بالنسبة لوالديه، وأن الطفل الموجود فى رحم أمه (إذا كانت حاملا) لا يشكل له أى منافسة بل هو أو هى أقرب إلى كونهما «فريقا واحدا» لأنهما مشتركان فيما لا يشترك معه أحد آخر.
هذا الحوار صعب على كل الآباء ليس فقط لأن لدينا مقاومة داخلية للحديث فى أمور الجسد والجنس فى العموم ومع أبنائنا خصوصا، لكن أيضا لأننا كأفراد فى مجتمع منغلق لا نملك كل المعلومات ولا مهارات إيصالها، وكثيرا منا ملتبس لديه الجنس والجسد بالعيب والحرام والخطيئة بدلا من أن يكون مرتبطا بالحب والتراحم والسعادة والرضا. فليكن أبناؤنا مدخلنا لنمونا الشخصى الذهنى والنفسى بعيدا عن تابوهات آذت مجتمعنا كثيرا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هو أنا جيت إزاى هو أنا جيت إزاى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon