توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بأية حال عدت يا عيد؟

  مصر اليوم -

بأية حال عدت يا عيد

بقلم - عزة كامل

لا محالة من أن نعيد تلك الشطرة من شعر المتنبى: «عيدٌ بأية حال عدت يا عيد..؟»، فلا عيد هنا فى غزة، ولا بهجة، ولا أضاحى، ولا أى معالم للطقوس المعتادة فى مثل هذا اليوم، هذا العام لا فرحة، ولا احتفالات صاخبة، لا أمان، ولا لمة عائلة، ولا ونس الأصدقاء الذين فرقتهم أو اغتالتهم الأحداث الوحشية، ربما يعزف أهل غزة عن تناول اللحوم، فالجثث التى رأوها ملقاة فى كل مكان، واللحم المتناثر بين أياديهم، وعلى كافة الطرقات الخربة، والحوائط الملطخة بالدماء، تكفى لكى تذكرهم بتلك الذبائح، والتى صارت تقليدا يمارسه المسلمون فى شتى بقاع الأرض.

كيف يكون هناك عيد وبهجة وأضحيات فى غياب كل مقومات الحياة الأساسية من طعام ومياه ورعاية طبية وانتشار أمراض وجثامين وسوء تغذية، وغياب كامل لأى برامج للحياة الطبيعية، لقد سرقوا منهم الفرحة والمرح ولعب الأطفال وابتساماتهم، فرحة عيد الأضحى التقليدية، والتى عرفتها بيوت وأهل غزة أجيالا تلو أجيال، فكيف تكون هناك أى فرحة، وفى كل بيت حداد وشهداء بالعشرات يوميا، كيف للفرحة أن تأتى والخيم التى هرب إليها النازحون تم حرقها على رؤوس ساكنيها، والمجازر ترتكب كل دقيقة، وهناك أطفال فقدوا أسرهم بالكامل؟، كيف تكون هناك فرحة، وأشكال الحداد متواصلة على أرواح الضحايا والمعتقلين؟.

الفلسطينيون يعيشون تحت النار والدمار والحصار، الأطفال يحملون أكفان أخواتهم الأصغر منهم، ويسيرون فى الطرقات المدمرة لا يدرون ماذا يفعلون بهذه الأكفان، وأين يذهبون بعد أن تهدمت ديارهم بالكامل، حتى الخيام الممزقة لا تستطيع أن تقيهم برد الشتاء، ولا من حر الصيف، ولا من نيران الصهاينة الغادرة.

أطفال شاخوا وشاخت قلوبهم الغضة، فالكوارث تكاثرت على قلوبهم وانفجرت، أما النزوح فهو «جحيم غزة»، كل النازحين يتمنون العودة إلى ديارهم المدمرة لينصبوا خيامهم هناك، أو ليموتوا فوق ركام الديار، أفضل لهم من هذا اللجوء القاسى، ربما سيصلون فوق ركام المساجد المنهارة وبين أنقاض المنازل المدمرة، وبين شواهد قبور الأحبة الذين استشهدوا فى الحرب، سيقضون عيد الأضحى وسط الضربات الجوية الإسرائيلية والقصف والهجوم، والخوف والذعر ومحاولة النجاة من هذه الضربات الوحشية، كل شىء دمر وغزة غير صالحة للعيش، والكل ينتظر الموت فى أى لحظة، وهم يرددون كلمات محمود درويش: «فى غزة شهيد، يسعفه شهيد، يصوره شهيد، يودعه شهيد، يصلى عليه شهيد»، «ما قيمة الإنسان بلا وطن، بلا علم ودونما عنوان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بأية حال عدت يا عيد بأية حال عدت يا عيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon