توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بأية حال عدت يا عيد؟

  مصر اليوم -

بأية حال عدت يا عيد

بقلم - عزة كامل

لا محالة من أن نعيد تلك الشطرة من شعر المتنبى: «عيدٌ بأية حال عدت يا عيد..؟»، فلا عيد هنا فى غزة، ولا بهجة، ولا أضاحى، ولا أى معالم للطقوس المعتادة فى مثل هذا اليوم، هذا العام لا فرحة، ولا احتفالات صاخبة، لا أمان، ولا لمة عائلة، ولا ونس الأصدقاء الذين فرقتهم أو اغتالتهم الأحداث الوحشية، ربما يعزف أهل غزة عن تناول اللحوم، فالجثث التى رأوها ملقاة فى كل مكان، واللحم المتناثر بين أياديهم، وعلى كافة الطرقات الخربة، والحوائط الملطخة بالدماء، تكفى لكى تذكرهم بتلك الذبائح، والتى صارت تقليدا يمارسه المسلمون فى شتى بقاع الأرض.

كيف يكون هناك عيد وبهجة وأضحيات فى غياب كل مقومات الحياة الأساسية من طعام ومياه ورعاية طبية وانتشار أمراض وجثامين وسوء تغذية، وغياب كامل لأى برامج للحياة الطبيعية، لقد سرقوا منهم الفرحة والمرح ولعب الأطفال وابتساماتهم، فرحة عيد الأضحى التقليدية، والتى عرفتها بيوت وأهل غزة أجيالا تلو أجيال، فكيف تكون هناك أى فرحة، وفى كل بيت حداد وشهداء بالعشرات يوميا، كيف للفرحة أن تأتى والخيم التى هرب إليها النازحون تم حرقها على رؤوس ساكنيها، والمجازر ترتكب كل دقيقة، وهناك أطفال فقدوا أسرهم بالكامل؟، كيف تكون هناك فرحة، وأشكال الحداد متواصلة على أرواح الضحايا والمعتقلين؟.

الفلسطينيون يعيشون تحت النار والدمار والحصار، الأطفال يحملون أكفان أخواتهم الأصغر منهم، ويسيرون فى الطرقات المدمرة لا يدرون ماذا يفعلون بهذه الأكفان، وأين يذهبون بعد أن تهدمت ديارهم بالكامل، حتى الخيام الممزقة لا تستطيع أن تقيهم برد الشتاء، ولا من حر الصيف، ولا من نيران الصهاينة الغادرة.

أطفال شاخوا وشاخت قلوبهم الغضة، فالكوارث تكاثرت على قلوبهم وانفجرت، أما النزوح فهو «جحيم غزة»، كل النازحين يتمنون العودة إلى ديارهم المدمرة لينصبوا خيامهم هناك، أو ليموتوا فوق ركام الديار، أفضل لهم من هذا اللجوء القاسى، ربما سيصلون فوق ركام المساجد المنهارة وبين أنقاض المنازل المدمرة، وبين شواهد قبور الأحبة الذين استشهدوا فى الحرب، سيقضون عيد الأضحى وسط الضربات الجوية الإسرائيلية والقصف والهجوم، والخوف والذعر ومحاولة النجاة من هذه الضربات الوحشية، كل شىء دمر وغزة غير صالحة للعيش، والكل ينتظر الموت فى أى لحظة، وهم يرددون كلمات محمود درويش: «فى غزة شهيد، يسعفه شهيد، يصوره شهيد، يودعه شهيد، يصلى عليه شهيد»، «ما قيمة الإنسان بلا وطن، بلا علم ودونما عنوان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بأية حال عدت يا عيد بأية حال عدت يا عيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon