توقيت القاهرة المحلي 14:05:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة.. «أكثرنا جدارة بالحب»

  مصر اليوم -

غزة «أكثرنا جدارة بالحب»

بقلم - عزة كامل

يقدم أكتوبر أوراق اعتماده للعالم كله، أصوات القذائف والصواريخ تتداخل مع صراخ أطفال يحتضرون، مع شيوخ ونساء دججوا بمائة عام من المأساة، مأساة احتلال وحصار وتعذيب. بشر مدججون بالغضب والانفجار، غزة التى يريد الاحتلال إغراقها فى البحر وتهجيرها فى الصحراء، جعلت أطفالها رجالًا، وسط الدمار تزييف الحقائق ليصبح الضحية قاتلًا، والقاتل ضحية، وجعلتهم يكتبون وصاياهم لأنهم مشروعات استشهاد، ها هو طفل يلقن أخاه الشهادة: «عمر سامعنى احكى، ردد ورائى..»، وطفل آخر يقبل أخاه الشهيد فى عربة إسعاف ويصرخ: «بدى شعرة منه، مع السلامة يا عمرى..»، وأم تهرول فى أروقة المستشفى الذى قُذف، وتصرخ: «يوسف سبع سنوات، شعره كيرلى، أبيضانى، وحليوة»، ويكتشف الطبيب الذى يبحث عنه أنه ابنه الذى لم يتبين جثته من ركام الجثث، ويشتد ذهوله عندما يبكى ابنه الثانى، ويصرخ فيه: «بدى يوسف يا بابا»،

مئات الأطفال ملفوفون بأكفان بيضاء، ينزفون بقايا دمائهم التى شربتها الأرض، مازال قلب محمود درويش يعبر عن هذه المذابح الدموية والإبادة الجماعية: «ليست غزة أجمل المدن، ليس شاطئها أشد زرقة من شواطئ المدن العربية الأخرى، وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض، وليست غزة أغنى المدن، وليست أرقى المدن، وليست كبرى المدن، ولكنها تعادل تاريخ أمة لأنها أشدنا قبحًا فى عيون الأعداء، وفقرًا وبؤسًا وشراسة لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بدون طفولة، وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها كذلك فهى أجملنا وأكثرنا جدارة بالحب»، ستظل فلسطين عربية من النهر إلى البحر، والشعب الفلسطينى هو المقاومة الحقيقية لطغيان الاحتلال، ويجب أن يعلم العالم كله أن «طوفان الأقصى» سيُعيد القضية الفلسطينية حية وصامدة وسيرسم خريطة جديدة للمنطقة وطريقة تعاطى كل الدول الكبرى معها.

ويبقى لنا أن نردد كلمات محمود درويش: «قد ينتصر الأعداء على غزة، وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة صغيرة، قد يقطعون كل أشجارها، قد يكسرون عظامها، قد يزرعون الدبابات فى أحشاء أطفالها ونسائها، وقد يرمونها فى البحر أو الرمل أو الدم، ولكنها لن تكرر الأكاذيب، ولن تقول للغزاة نعم، وستستمر فى الانفجار، لا هو موت ولا هو انتحار، ولكنه أسلوب غزة فى إعلان جدارتها بالحياة، فاخرجوا من أرضنا.. من برنا. من بحرنا.. من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا.. من كل شىء واخرجوا من مفردات الذاكرة.. أيها المارون بين الكلمات العابرة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة «أكثرنا جدارة بالحب» غزة «أكثرنا جدارة بالحب»



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:57 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

مي عمر تكشف أسباب قبولها دور راقصة
  مصر اليوم - مي عمر تكشف أسباب قبولها دور راقصة

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon