توقيت القاهرة المحلي 06:24:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة.. «أكثرنا جدارة بالحب»

  مصر اليوم -

غزة «أكثرنا جدارة بالحب»

بقلم - عزة كامل

يقدم أكتوبر أوراق اعتماده للعالم كله، أصوات القذائف والصواريخ تتداخل مع صراخ أطفال يحتضرون، مع شيوخ ونساء دججوا بمائة عام من المأساة، مأساة احتلال وحصار وتعذيب. بشر مدججون بالغضب والانفجار، غزة التى يريد الاحتلال إغراقها فى البحر وتهجيرها فى الصحراء، جعلت أطفالها رجالًا، وسط الدمار تزييف الحقائق ليصبح الضحية قاتلًا، والقاتل ضحية، وجعلتهم يكتبون وصاياهم لأنهم مشروعات استشهاد، ها هو طفل يلقن أخاه الشهادة: «عمر سامعنى احكى، ردد ورائى..»، وطفل آخر يقبل أخاه الشهيد فى عربة إسعاف ويصرخ: «بدى شعرة منه، مع السلامة يا عمرى..»، وأم تهرول فى أروقة المستشفى الذى قُذف، وتصرخ: «يوسف سبع سنوات، شعره كيرلى، أبيضانى، وحليوة»، ويكتشف الطبيب الذى يبحث عنه أنه ابنه الذى لم يتبين جثته من ركام الجثث، ويشتد ذهوله عندما يبكى ابنه الثانى، ويصرخ فيه: «بدى يوسف يا بابا»،

مئات الأطفال ملفوفون بأكفان بيضاء، ينزفون بقايا دمائهم التى شربتها الأرض، مازال قلب محمود درويش يعبر عن هذه المذابح الدموية والإبادة الجماعية: «ليست غزة أجمل المدن، ليس شاطئها أشد زرقة من شواطئ المدن العربية الأخرى، وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض، وليست غزة أغنى المدن، وليست أرقى المدن، وليست كبرى المدن، ولكنها تعادل تاريخ أمة لأنها أشدنا قبحًا فى عيون الأعداء، وفقرًا وبؤسًا وشراسة لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بدون طفولة، وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها كذلك فهى أجملنا وأكثرنا جدارة بالحب»، ستظل فلسطين عربية من النهر إلى البحر، والشعب الفلسطينى هو المقاومة الحقيقية لطغيان الاحتلال، ويجب أن يعلم العالم كله أن «طوفان الأقصى» سيُعيد القضية الفلسطينية حية وصامدة وسيرسم خريطة جديدة للمنطقة وطريقة تعاطى كل الدول الكبرى معها.

ويبقى لنا أن نردد كلمات محمود درويش: «قد ينتصر الأعداء على غزة، وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة صغيرة، قد يقطعون كل أشجارها، قد يكسرون عظامها، قد يزرعون الدبابات فى أحشاء أطفالها ونسائها، وقد يرمونها فى البحر أو الرمل أو الدم، ولكنها لن تكرر الأكاذيب، ولن تقول للغزاة نعم، وستستمر فى الانفجار، لا هو موت ولا هو انتحار، ولكنه أسلوب غزة فى إعلان جدارتها بالحياة، فاخرجوا من أرضنا.. من برنا. من بحرنا.. من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا.. من كل شىء واخرجوا من مفردات الذاكرة.. أيها المارون بين الكلمات العابرة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة «أكثرنا جدارة بالحب» غزة «أكثرنا جدارة بالحب»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon