توقيت القاهرة المحلي 10:35:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فجيعة موت معلن

  مصر اليوم -

فجيعة موت معلن

عزة كامل
بقلم - عزة كامل

فى الوقت الذى انشغلنا فيه جميعًا بالتحضير لاستقبال عيد الفطر، والاستمتاع بإجازة مصاحبة له طويلة، كان الصحفى «عماد الفقى» يربط حبلًا حول رقبته لينهى حياته تمامًا، انتحر لتنتحر معه أحلامه، وتتحول إلى مجرد أشلاء.

حاول كثيرون تفسير الكارثة ودلالاتها العديدة، وتحول فعل انتحار «عماد» إلى كابوس أسود يغرقنا بالمأساة والرعب فى آن واحد، خاصة أنه حدث فى مكان العمل انتحار يطرح علامات استفهام حادة وكبرى عن دوافعه، وعلاقته بالإدارة داخل الجريدة، وبهمومه فى حياته الشخصية واليومية.

اليأس وحش مخيف يولد الاكتئاب الذى ينهى حياة صاحبه، إنه كرة النار التى تتدحرج بسرعة جنونية نحو الروح، وتدمر فى طريقها كل نفس حية تبحث عن مرفأ آمن ترسو عليه، لكن هذا المرفأ تحول إلى نذير موت.

ترى ما الذى دفع الفقى للانتحار ووضع حد لحياته بيده؟ هل هو شعور اليأس وخيبات الأمل؟ هل هو الشعور بالوحدة والضياع والانهيار النفسى؟، البعض يشعر بالخجل والرعب وهو لا يستطيع أن يرى انتحار زميله سوى انعكاس صورته فى مرآته هو، وصوت أنينه يدك القلب. إنها حكاية نعجز عن فك طلاسمها بيسر.

الصحافة مهنة تتقصى الحقائق والأحداث والأخبار وتقديمها للقرّاء، هل ستقوم الصحافة بمهمتها هذه المرة لتكشف لنا حقيقة هذا الانتحار البشع ودوافعه؟، أم ستتخلى عن هويتها؟، نحن ننتظر الإجابات حتى نخرج من هذا الكابوس، الذى سيظل وحشا مخيفا يؤرق كل أصحاب المهنة، علينا أن نفتح نقاشا جديا ومسؤولا حول هذا الأمر.

منظمة الصحة العالمية أعلنت منذ سنوات اليوم العالمى لمنع الانتحار (10 سبتمبر) للوقاية من الانتحار نتيجة تزايد نسبته على مستوى العالم، وقد جاء على لسان رئيس الرابطة الدولية لمنع الانتحار: «كثيرون من الناس يقتلون أنفسهم، أكثر من الموت فى الحروب والأعمال الإرهابية والعنف بين الأشخاص مجتمعين»، كيف نستعيد كيمياء الروح ونمحى الذهول والرعب والضرر النفسى، مئات من الصحفيين والصحفيات يشبهون «عماد».

فهل يوقظ هذا الانتحار المؤسسات الصحفية من سباتها، حتى تستعيد رسالتها وعراقتها ودورها وكرامتها، ونوقف ضجيج الانتحار ونكتب سردية صحفية جيدة بلا شوائب ولا منغصات، بلا موت معلن، ونرمم ما أصابنا من خوف ودهشة وحيرة لفك طلاسم هذا الانتحار فى صورته الوحشية، ونوقف جمع الأشلاء، أشلاء الروح التى تعذبت ولم تحتمل الحياة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فجيعة موت معلن فجيعة موت معلن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon