توقيت القاهرة المحلي 22:21:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علم يرفرف على ركام البيوت

  مصر اليوم -

علم يرفرف على ركام البيوت

بقلم - عزة كامل

مظاهرات الطلاب المستمرة في جامعات أمريكا وغيرها من البلدان الأوروبية، تؤكد أنه لم يعد بإمكان شعوب العالم المترامية في شتى أنحاء الكرة الأرضية، أن تبقى صامتة وهى تشاهد الإبادة الجماعية، والمؤامرات الإجرامية، والقصف الوحشى، وقتل الأطفال بقسوة غير آدمية، وتهجير الفلسطينيين، وسرقة بيوتهم وهدمها، بالإضافة لحجم التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون من دهس وإهانات والنهش من الكلاب.

لقد كسر المتظاهرون حاجز الصمت والخوف بسبب الابتزاز المعادى للسامية، الذي كان بمثابة سلاح من أسلحة الدمار الشامل الذي يتعرض له الفلسطينيون بشكل يومى، لقد اكتشفوا أن الصهيونية ليست سوى آلية لتدمير المجتمعات البشرية، والقضاء على تاريخها وثقافتها، وأن وصم كل من يحاول رفض هذا الفكر الصهيونى بمعاداة السامية هو مجرد أكذوبة للردع والتخويف، وأنه لم يعد بالإمكان المشاركة في هذا الاحتفال الدموى الوحشى الذي هدفه الوحيد إزالة فلسطين من الوجود، وتحويلها إلى ذاكرة منسية، وهم يتساءلون: «أى نوع من البشر هؤلاء الصهاينة؟».

ولقد اكتشفوا الإجابة بما رأوه بالصوت والصورة، فهم العقول الصدئة، والنازيون الجدد، متسترون تحت معطف الخبث والدهاء والابتزاز، وأن حلفاءهم وداعميهم بشر متعطشون إلى السوء والانتقام، الداعمون بأموالهم وعتادهم وأسلحتهم وأفكارهم الشيطانية، المبتكرون والمبدعون في طرق الإبادة، يتسمون بأفكار متوحشة، خبيثة ومخادعة، سادية وأنانية، مساندون لمصاصى الدماء ببلاهة وعجرفة، حدقات عيونهم تتغذى من الظلمات، وتعيد كثافتها المرعبة.

أما الصامتون فصمتهم مخيف مثقل بكثير من الخزى، يتحركون كظلال تطوف في السماء عند الشفق، وتتلاشى بسرعة وتذوب في الهواء، ثم تهوى إلى الهوة التي لا قرار لها، تقفز من حلم إلى آخر جوعى ومرعوبة، وتنهض كجسد مهزوم على الصليب، جسد لتمثال أصم يغلفه الخرس والبلاهة، وتغدو خطواته مترنحة واهية، جسد عيونه معلقة بالدموع، أما الروح فحكمت عليها حيرتها بأن لا تهدأ وأن لا تنعم بالراحة، تنظر إلى العدالة من خلال حجب وتألق كاذب مخادع، فويل للسالك طريق الحق الذي لا أحد بمستطاعه سبر أغوار خفاياه السحيقة، فالإرادة سجينة والروح قلقة، الصامتون معظمهم ليسوا غير شدق كبير يطفح بالجبن والعار، يغرق في جدلية الخير والشر، تلقى الفوضى بظلالها المخاتلة، وتجعلهم أعضاء بشرية متناثرة، ومحطمة في وسط عالم مجنون متهافت يشع سخرية منهم، مكلل بكل أشكال العار الذي يثقل الحجر، لكنهم لا يرون أطفال فلسطين الذين يرفعون علم وطنهم مرفرفا على ركام بيوتهم، ففلسطين للفلسطينيين مهما طال الزمن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علم يرفرف على ركام البيوت علم يرفرف على ركام البيوت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon