توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علم يرفرف على ركام البيوت

  مصر اليوم -

علم يرفرف على ركام البيوت

بقلم - عزة كامل

مظاهرات الطلاب المستمرة في جامعات أمريكا وغيرها من البلدان الأوروبية، تؤكد أنه لم يعد بإمكان شعوب العالم المترامية في شتى أنحاء الكرة الأرضية، أن تبقى صامتة وهى تشاهد الإبادة الجماعية، والمؤامرات الإجرامية، والقصف الوحشى، وقتل الأطفال بقسوة غير آدمية، وتهجير الفلسطينيين، وسرقة بيوتهم وهدمها، بالإضافة لحجم التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون من دهس وإهانات والنهش من الكلاب.

لقد كسر المتظاهرون حاجز الصمت والخوف بسبب الابتزاز المعادى للسامية، الذي كان بمثابة سلاح من أسلحة الدمار الشامل الذي يتعرض له الفلسطينيون بشكل يومى، لقد اكتشفوا أن الصهيونية ليست سوى آلية لتدمير المجتمعات البشرية، والقضاء على تاريخها وثقافتها، وأن وصم كل من يحاول رفض هذا الفكر الصهيونى بمعاداة السامية هو مجرد أكذوبة للردع والتخويف، وأنه لم يعد بالإمكان المشاركة في هذا الاحتفال الدموى الوحشى الذي هدفه الوحيد إزالة فلسطين من الوجود، وتحويلها إلى ذاكرة منسية، وهم يتساءلون: «أى نوع من البشر هؤلاء الصهاينة؟».

ولقد اكتشفوا الإجابة بما رأوه بالصوت والصورة، فهم العقول الصدئة، والنازيون الجدد، متسترون تحت معطف الخبث والدهاء والابتزاز، وأن حلفاءهم وداعميهم بشر متعطشون إلى السوء والانتقام، الداعمون بأموالهم وعتادهم وأسلحتهم وأفكارهم الشيطانية، المبتكرون والمبدعون في طرق الإبادة، يتسمون بأفكار متوحشة، خبيثة ومخادعة، سادية وأنانية، مساندون لمصاصى الدماء ببلاهة وعجرفة، حدقات عيونهم تتغذى من الظلمات، وتعيد كثافتها المرعبة.

أما الصامتون فصمتهم مخيف مثقل بكثير من الخزى، يتحركون كظلال تطوف في السماء عند الشفق، وتتلاشى بسرعة وتذوب في الهواء، ثم تهوى إلى الهوة التي لا قرار لها، تقفز من حلم إلى آخر جوعى ومرعوبة، وتنهض كجسد مهزوم على الصليب، جسد لتمثال أصم يغلفه الخرس والبلاهة، وتغدو خطواته مترنحة واهية، جسد عيونه معلقة بالدموع، أما الروح فحكمت عليها حيرتها بأن لا تهدأ وأن لا تنعم بالراحة، تنظر إلى العدالة من خلال حجب وتألق كاذب مخادع، فويل للسالك طريق الحق الذي لا أحد بمستطاعه سبر أغوار خفاياه السحيقة، فالإرادة سجينة والروح قلقة، الصامتون معظمهم ليسوا غير شدق كبير يطفح بالجبن والعار، يغرق في جدلية الخير والشر، تلقى الفوضى بظلالها المخاتلة، وتجعلهم أعضاء بشرية متناثرة، ومحطمة في وسط عالم مجنون متهافت يشع سخرية منهم، مكلل بكل أشكال العار الذي يثقل الحجر، لكنهم لا يرون أطفال فلسطين الذين يرفعون علم وطنهم مرفرفا على ركام بيوتهم، ففلسطين للفلسطينيين مهما طال الزمن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علم يرفرف على ركام البيوت علم يرفرف على ركام البيوت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon