توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ويكون الموت قد مدّ ظلّه!!

  مصر اليوم -

ويكون الموت قد مدّ ظلّه

بقلم - عزة كامل

في منتصف الليل يطوقنى كابوس رهيب، لا أدرى أين أنا، ولا أدرك الزمن، هل الوقت كان ليلًا أم نهارًا؟، وهل أنا في بيتى، أم في مكان آخر؟. أدرك أننى بين الأنقاض والجثث، أتمهل وأتحسس جسدى بلهفة، هل صرت أنا أيضًا جثة تتحرك؟، أتخبط وأتقلب، وتختلط علىَّ الأشياء والأمور. هذه ليلة مكرورة لكابوس يطوق عنقى وروحى وقلبى، ويغوص بى في جوف الظلمة، أحاول أن أصحو من هذا الكابوس الفاجر، أضرب الهواء بيدى وقدمى، أحاول أن أنادى أحدًا، فلا يخرج صوتى، يتحشرج في حنجرتى، أتهاوى في قاع بئر مهجورة وعميقة.

تتراقص ظلال الأشباح والأجسام المبهمة حولى، أزحف نحو أي مساحة آمنة، ولا أدرى إذا كنت أزحف على الأرض أم على روحى؟، أسمع أنينى، الأنين العاجز عن الصحو، أحاول الخروج من نفسى المرعوبة إلى نفسى اليقظة، أتشرب أنفاسى، وأتجول في ذاكرتى، تستيقظ كل مشاهد الغدر والخيانة والهلع، أتمزق وأحاول أن أبحث عن طوق نجاتى، فلا أجد شيئًا، تنخلع ساقى وتهوى أشلاء.

منتصف الليل الموحش يتعالى فيه أنين النفس المكرور، ودقات القلب العاجز المعتل، ولا أرى إلا نظرة الوحوش المحملقة النهمة الكريهة، والجوع والعطش ونثار الدم وسط لجة الرعب والهلاك، أصبح ليلى موغلًا في وحشته، يلفظنى إلى فراغ العدم، عندما أستيقظ مبكرًا، يكون استيقاظى أشد سوادًا من الكابوس، الصباح يرشح دمًا، والشمس الباكية تغيب عن مفارق الطرق، والسماء تضن بمائها، وغزة تكون جائعة، وأهلها عطشى، وأبناؤها تفرقت خطاهم نحو الموت وهم مطعونون بالعذاب، لم ترفعهم قبة السماء، ولم تفتح لهم الأبواب، أو ستائرها المسدلة، ويرحلون بعد أن يدفنوا أسرارهم في باطن الأرض مع أجدادهم، ويكون الموت قد مد ظله البغيض على الأفق، وانسابت الصرخات الممرورة جداول وأنهارًا، حتى الشجر يموت بعد أن سقطت أوراقه القديمة وغادرته قلوب الأطفال المجنحة وهى تبحث عن الأمان تحت ظلاله، الأطفال الذين كبروا خارج الزمان، والذين حملتهم غيمة سوداء إلى المجهول، وهم يسكبون دموعهم على عالم يموج بالعار والخذلان والخيانة، وانكسرت قوادم أحلامهم وهم يبحثون في كل الحنايا عن أمهاتهم وبيوتهم.

أحاول أن أُلملم أشلائى، لا أدرى ماذا أفعل؟، هل أصرخ أم أبكى لعجزى شبه الكامل، وقلة حيلتى في نهاية عمرى؟، حين فقدنا جوهر العدل صار الشيطان ملاكًا، والجلاد ضحية، والظلم رضا، والكذب حقيقة مؤكدة، والجثث التي أَبْكَتْنا وعصرتنا آلامًا وأنينًا ووحشة وحزنًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ويكون الموت قد مدّ ظلّه ويكون الموت قد مدّ ظلّه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon