توقيت القاهرة المحلي 20:14:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلمان رشدى عاريًا

  مصر اليوم -

سلمان رشدى عاريًا

بقلم:عزة كامل

فى نهاية شهر مايو الماضى، أطل علينا الكاتب الروائى البريطانى من أصول هندية «سلمان رشدى»، فى حلقة على بودكاست ألمانى بعنوانه: «أماكن وكلمات»، ليبث من خلالها رؤيته المضللة تجاه ما يحدث فى غزة: «.. لقد كنت أريد قيام دولة فلسطينية معظم سنوات حياتى، ولكن إذا كانت هناك دولة فلسطينية الآن ستديرها حماس، وسيكون لدينا دولة شبيهة بطالبان، دولة تابعة لإيران، فهل هذا ما تريده الحركات التقدمية لليسار العربى خلقه؟».
لم يكتف رشدى بذلك، بل أدان الاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع فلسطين، ووصفها بأنها «انزلقت إلى خطاب معادٍ للسامية فى كثير من الحالات»، وأدان سلمان الحركة الطلابية التى اندلعت سابقًا للدفاع عنه وعن حرية التعبير، وذلك عندما أصدر الخمينى فتوى بإهدار دمه، لقد دافع عنه آلاف المثقفين والطلاب من كافة أنحاء العالم ضد الهجوم على حريته فى التعبير، ودعمهم لحرية التعبير والحرية، يعنى دعمهم أيضًا لحق الشعوب فى التعبير والمقاومة والعيش بكرامة.

وها هو يهاجمهم جميعًا، ويصم أذنيه ويغلق عينه السليمة عن الإنصات، ورؤية الجيل الجديد الصاعد فى فلسطين، الشباب المقاوم الذى يشكل شعلة الحرية والأمل من أطباء وصحفيين ومراسلين وشعراء ومخرجين من الجنسين، هؤلاء الشباب والشابات الذين لا يشكلون أبواقًا لحماس أو طالبان وغيرهم، بل يشكلون قلب وعقل فلسطين المغتصبة، لم يدن رشدى إسرائيل وجرائمها بكلمة واحدة، وتخلى عن حساسية ودور الأديب الإنسانى، وتعامل على أنه بوق إعلامى مكمل للأبواق الإعلامية التى تخدم الصهاينة، وتبرر أفعالها، كيف تأتى لسلمان رشدى أن يقارن المقاومة الفلسطينية بحركة طالبان؟!، كيف تجاهل ستة وسبعين عامًا من الفصل العنصرى، وتشريد وتجويع وقتل وذبح وحرق آلاف الفلسطينيين؟!، تجاهل رشدى أن كل هذه الجرائم لم تبدأ مع هجمات حماس فى السابع من أكتوبر العام الماضى، تجاهل رشدى قتل أكثر من 35 ألف فلسطينى فى أقل من سبعة شهور، ربما تصريحات رشدى الحالية تذكرنا بموقفه ودعمه لغزو أفغانستان والعراق، لقد أصبح سلمان رشدى متشددًا أكثر من اليمين المتشدد، وكما فضحت جرائم إسرائيل فى غزة الديمقراطية الغربية، فضحت أيضًا المثقفين والأدباء أمثال رشدى، قمة المأساة أن ينقلب الأديب على نفسه، ينقلب على إنسانيته ويصبح ترسًا صدئًا فى آلة الصهيونية الوحشية، يصبح بوقًا أجوف، يستعصى على الوصف.

لن يكون سلمان رشدى الأول والأخير فى هذا السقوط العظيم والمدوى، ولن ينجح هو أو غيره فى تشويه المقاومة وإقامة دولة فلسطين الكاملة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلمان رشدى عاريًا سلمان رشدى عاريًا



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon