توقيت القاهرة المحلي 22:49:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلمان رشدى عاريًا

  مصر اليوم -

سلمان رشدى عاريًا

بقلم:عزة كامل

فى نهاية شهر مايو الماضى، أطل علينا الكاتب الروائى البريطانى من أصول هندية «سلمان رشدى»، فى حلقة على بودكاست ألمانى بعنوانه: «أماكن وكلمات»، ليبث من خلالها رؤيته المضللة تجاه ما يحدث فى غزة: «.. لقد كنت أريد قيام دولة فلسطينية معظم سنوات حياتى، ولكن إذا كانت هناك دولة فلسطينية الآن ستديرها حماس، وسيكون لدينا دولة شبيهة بطالبان، دولة تابعة لإيران، فهل هذا ما تريده الحركات التقدمية لليسار العربى خلقه؟».
لم يكتف رشدى بذلك، بل أدان الاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع فلسطين، ووصفها بأنها «انزلقت إلى خطاب معادٍ للسامية فى كثير من الحالات»، وأدان سلمان الحركة الطلابية التى اندلعت سابقًا للدفاع عنه وعن حرية التعبير، وذلك عندما أصدر الخمينى فتوى بإهدار دمه، لقد دافع عنه آلاف المثقفين والطلاب من كافة أنحاء العالم ضد الهجوم على حريته فى التعبير، ودعمهم لحرية التعبير والحرية، يعنى دعمهم أيضًا لحق الشعوب فى التعبير والمقاومة والعيش بكرامة.

وها هو يهاجمهم جميعًا، ويصم أذنيه ويغلق عينه السليمة عن الإنصات، ورؤية الجيل الجديد الصاعد فى فلسطين، الشباب المقاوم الذى يشكل شعلة الحرية والأمل من أطباء وصحفيين ومراسلين وشعراء ومخرجين من الجنسين، هؤلاء الشباب والشابات الذين لا يشكلون أبواقًا لحماس أو طالبان وغيرهم، بل يشكلون قلب وعقل فلسطين المغتصبة، لم يدن رشدى إسرائيل وجرائمها بكلمة واحدة، وتخلى عن حساسية ودور الأديب الإنسانى، وتعامل على أنه بوق إعلامى مكمل للأبواق الإعلامية التى تخدم الصهاينة، وتبرر أفعالها، كيف تأتى لسلمان رشدى أن يقارن المقاومة الفلسطينية بحركة طالبان؟!، كيف تجاهل ستة وسبعين عامًا من الفصل العنصرى، وتشريد وتجويع وقتل وذبح وحرق آلاف الفلسطينيين؟!، تجاهل رشدى أن كل هذه الجرائم لم تبدأ مع هجمات حماس فى السابع من أكتوبر العام الماضى، تجاهل رشدى قتل أكثر من 35 ألف فلسطينى فى أقل من سبعة شهور، ربما تصريحات رشدى الحالية تذكرنا بموقفه ودعمه لغزو أفغانستان والعراق، لقد أصبح سلمان رشدى متشددًا أكثر من اليمين المتشدد، وكما فضحت جرائم إسرائيل فى غزة الديمقراطية الغربية، فضحت أيضًا المثقفين والأدباء أمثال رشدى، قمة المأساة أن ينقلب الأديب على نفسه، ينقلب على إنسانيته ويصبح ترسًا صدئًا فى آلة الصهيونية الوحشية، يصبح بوقًا أجوف، يستعصى على الوصف.

لن يكون سلمان رشدى الأول والأخير فى هذا السقوط العظيم والمدوى، ولن ينجح هو أو غيره فى تشويه المقاومة وإقامة دولة فلسطين الكاملة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلمان رشدى عاريًا سلمان رشدى عاريًا



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon