توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلمان رشدى عاريًا

  مصر اليوم -

سلمان رشدى عاريًا

بقلم:عزة كامل

فى نهاية شهر مايو الماضى، أطل علينا الكاتب الروائى البريطانى من أصول هندية «سلمان رشدى»، فى حلقة على بودكاست ألمانى بعنوانه: «أماكن وكلمات»، ليبث من خلالها رؤيته المضللة تجاه ما يحدث فى غزة: «.. لقد كنت أريد قيام دولة فلسطينية معظم سنوات حياتى، ولكن إذا كانت هناك دولة فلسطينية الآن ستديرها حماس، وسيكون لدينا دولة شبيهة بطالبان، دولة تابعة لإيران، فهل هذا ما تريده الحركات التقدمية لليسار العربى خلقه؟».
لم يكتف رشدى بذلك، بل أدان الاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع فلسطين، ووصفها بأنها «انزلقت إلى خطاب معادٍ للسامية فى كثير من الحالات»، وأدان سلمان الحركة الطلابية التى اندلعت سابقًا للدفاع عنه وعن حرية التعبير، وذلك عندما أصدر الخمينى فتوى بإهدار دمه، لقد دافع عنه آلاف المثقفين والطلاب من كافة أنحاء العالم ضد الهجوم على حريته فى التعبير، ودعمهم لحرية التعبير والحرية، يعنى دعمهم أيضًا لحق الشعوب فى التعبير والمقاومة والعيش بكرامة.

وها هو يهاجمهم جميعًا، ويصم أذنيه ويغلق عينه السليمة عن الإنصات، ورؤية الجيل الجديد الصاعد فى فلسطين، الشباب المقاوم الذى يشكل شعلة الحرية والأمل من أطباء وصحفيين ومراسلين وشعراء ومخرجين من الجنسين، هؤلاء الشباب والشابات الذين لا يشكلون أبواقًا لحماس أو طالبان وغيرهم، بل يشكلون قلب وعقل فلسطين المغتصبة، لم يدن رشدى إسرائيل وجرائمها بكلمة واحدة، وتخلى عن حساسية ودور الأديب الإنسانى، وتعامل على أنه بوق إعلامى مكمل للأبواق الإعلامية التى تخدم الصهاينة، وتبرر أفعالها، كيف تأتى لسلمان رشدى أن يقارن المقاومة الفلسطينية بحركة طالبان؟!، كيف تجاهل ستة وسبعين عامًا من الفصل العنصرى، وتشريد وتجويع وقتل وذبح وحرق آلاف الفلسطينيين؟!، تجاهل رشدى أن كل هذه الجرائم لم تبدأ مع هجمات حماس فى السابع من أكتوبر العام الماضى، تجاهل رشدى قتل أكثر من 35 ألف فلسطينى فى أقل من سبعة شهور، ربما تصريحات رشدى الحالية تذكرنا بموقفه ودعمه لغزو أفغانستان والعراق، لقد أصبح سلمان رشدى متشددًا أكثر من اليمين المتشدد، وكما فضحت جرائم إسرائيل فى غزة الديمقراطية الغربية، فضحت أيضًا المثقفين والأدباء أمثال رشدى، قمة المأساة أن ينقلب الأديب على نفسه، ينقلب على إنسانيته ويصبح ترسًا صدئًا فى آلة الصهيونية الوحشية، يصبح بوقًا أجوف، يستعصى على الوصف.

لن يكون سلمان رشدى الأول والأخير فى هذا السقوط العظيم والمدوى، ولن ينجح هو أو غيره فى تشويه المقاومة وإقامة دولة فلسطين الكاملة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلمان رشدى عاريًا سلمان رشدى عاريًا



GMT 20:18 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 19:52 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هل نحتاج حزبا جديدا؟

GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon