توقيت القاهرة المحلي 20:29:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مازالت هناك قلوب تنبض

  مصر اليوم -

مازالت هناك قلوب تنبض

بقلم - عزة كامل

أهكذا تمر بنا المآسى، وتُباد أمام أعيننا الأجساد والأرواح، ويكون مصير الإنسان مرهونًا بالمراوغين والمتوحشين؟. أين يأخذنا ذلك العالم الأصَمّ، أين هو من المجزرة التى استيقظ عليها صبيحة يوم الخميس الماضى، المجزرة الإسرائيلية البشعة، التى راح ضحيتها 150 شهيدًا ونحو ألف جريح من أهالى غزة، وهم فى انتظار الوجبات لإطعام وسد جوع أطفالهم، حيث هاجمتهم دبابات الاحتلال بقذائف المدفعية والرصاص الحى، حصدتهم بوحشية لتضيف مزيدًا من الإهانة والإذلال لهم، بعد أعمال التدمير والخراب والتهجير والتعذيب والتمثيل بالجثث، مع إصرار الاحتلال على مواصلة التجويع والإبادة عيانًا جهارًا أمام أنظار العالم، وإزاء الصمت العربى؟!.

هل نسلم بانتصار الوحش، وأن العدالة لن تحل على غزة أبدًا؟، لقد ضرب الاحتلال عرض الحائط بمحكمة العدل الدولية بعد مرور شهر على قراراتها، ومطالبتها بتقديم تقرير مكتوب عن التدابير اللازمة لمنع عمليات التطهير العرقى فى غزة، فجاء الرد بمزيد من المجازر والإبادة، ولم يفعل أحد شيئًا أمام ذلك الإجرام!. أما نحن فلا نملك إلا دموعًا تجف بسرعة، وأحزانًا مرسومة على الجبين، ومشاعر تشِفّ عن خفايا قلب مكلوم، ونسبح كطيور مذبوحة فى فضاء الغل الطافح، نُفرفر، ونحن ننظر إلى أرض تبتلع بقسوة، وتعلن الموت الغادر، الموت الذى يقبض على الأعناق، يسحقها بقوة، ويرقص فرحًا بإبادة مخيفة زلزلت الأرض والتهمت الأجساد، وحل على الأبدية ليل مخيف ظالم، بينما الكذب يسيل من أفواه السفاحين، الذين سلكوا سبل الجحود بنفوس سائرة نحو الظلمة، ينظمون عقودها ويُحكمون أوصالها للقضاء على أرواح تتصدى لمطامع غبية.

لكن مازالت قلوب تنبض فى تلك العتمة، ذلك الطيار الأمريكى «أرون بوشنيل»، الذى أقدم على حرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية فى بلاده للهروب من تنفيذ أمر واجب النفاذ مع عدد من زملائه فى سلاح الطيران الأمريكى بأن يكونوا على أهبة الاستعداد للسفر إلى غزة، لم يملك إلا جسده المحترق ليقدمه احتجاجًا على المجازر التى ترتكبها دولة الاحتلال فى قطاع غزة، ويبلغ العالم رسالة مغزاها أن هذا الكون غادر ويمزق ستار العادى والمألوف، فمشاهد الإبادة والتعذيب والقتل يجب ألا تكون عادية ومألوفة ومعتادة.

لا أملك إلا غمغمة متعبة، مثل الغيمة الشاحبة والمساء المتعب، وومضة خاطفة فى نهاية الغروب، وظلمة خالية من الدروب، وقلبًا لا يمكنه أن ينشد التراتيل، وصرخة يائسة وسط التوحش السادى، الذى يجرى بعنف وقسوة ليجرف كل شىء فى طريقه، وهزيم الرعد الذى يبدد سكون النفس، وحلمًا شريرًا يخنق صوت العدل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مازالت هناك قلوب تنبض مازالت هناك قلوب تنبض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:59 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند
  مصر اليوم - تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 15:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يختار نجمه المفضل لجائزة الكرة الذهبية 2024

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

اتفاق رباعي علي خارطة طريق لإيصال الغاز إلي بيروت

GMT 06:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الشكشوكة التونسية

GMT 19:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل العثور على "سوبرمان هوليوود" ميتاً في صندوق

GMT 04:38 2019 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تعرفي على 9 موديلات مميزة لتزيّني بها كاحلكِ

GMT 22:22 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

مستوى رمضان صبحي يثير غضب لاسارتي في الأهلي

GMT 04:46 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

إليكِ أفكار سهلة التطبيق خاصة بديكورات المطابخ الحديثة

GMT 02:17 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

مناظر خلابة ورحلة استثنائية في جزر فينيسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon