توقيت القاهرة المحلي 16:02:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحملون الوطن على ظهورهم

  مصر اليوم -

يحملون الوطن على ظهورهم

بقلم - عزة كامل

الفلسطينيون هم أصحاب الحق الشرعى في أراضيهم، والذين يرددون أن الفلسطينيين باعوا أرضهم هم فاقدوا الضمائر، وعلينا أن نذكرهم أن الفلسطينيين تعرضوا للتهجير القسرى وقتل الآلاف في المذابح والمجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية، وكذلك على يد جيش الاحتلال والمستوطنين اليهود.

الفلسطينيون قتلوا من قبل النكبة في مجزرة حيفا، القدس، يافا، ومن بعد النكبة، بداية من دير ياسين وصولًا لمجازر جنين ومستشفى المعمدانى في أكتوبر الأخير، الذي راح ضحيته خمسمائة شهيد وآلاف الجرحى، وعائلات بالكامل تم قتلها، ومازالت المستشفيات تقصف والبيوت تهدم، كل ذلك من أجل إجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم وتكريس سياسة إسرائيل الاستيطانية القائمة على طرد الشعب الفلسطينى.

لم يبع الفلسطينيون أرضًا، بل تحالف العالم ضدهم، وأصبح تحقيق الأمن الدولى وأمن إسرائيل مشروطًا بقتل وتهجير الفلسطينيين الأبرياء، الفلسطينيون المحاصرون الذين يقتلون كل ثانية وعليهم أن ينتظروا أن يتصدق عليهم العالم بالخبز والأكفان.

ألا يتساءل أصحاب الخطب الحماسية ودعاة الأمن الدولى: لماذا يدفع الفلسطينيون ثمنًا لضحايا النازية الذين تتاجر بهم إسرائيل؟، وتجنى من خلفهم المال والسلاح وحق إبادة شعب يدافع عن أرضه؟، أليست إسرائيل نازية في ثوبها الأبشع؟، لماذا يدفع الفلسطينيون ثمنًا لجرائم لم يرتكبوها؟، لماذا تمحى أسماء القرى الفلسطينية وتستبدل بأسماء عبرية؟، هل نسيتم أن الأطفال الفلسطينيين يولدون ويحملون ذاكرة خمس وسبعين سنة من الاحتلال، أطفال تضع أمهاتهم تحت وسائدهم مفاتيح بيوت أجدادهم القديمة في كل ربوع فلسطين التي احتلها الصهاينة، وعندما يكبرون، يلقنونهم أسماء القرى التي استبدلوها بأخرى عبرية، وأنهم ولدوا في قلب عالم ظالم ومغتصب، عالم دهس حقوق الإنسان بجنازير الدبابات ودانات الصواريخ والقنابل، وكأن الاستشهاد والموت أصبحا مهنة الفلسطينيين.

هذه الحرب هي الحرب الفاضحة والوحشية، لأنها فضحت كل من تخاذل ومن دعم الاحتلال، وتخلى عن شرف المعركة، لقد أعادت المقاومة الفلسطينية الذاكرة إلى العالم، الذاكرة التي حاولوا أن يطموسها بضراوة مدججين بخمسة وسبعين عامًا من المجازر والتهجير والغضب والانفجار.

نعم الجروح تتراكم، والأشلاء تتكوم، والجثامين تتكاثر لتصبح طلقة تهز ضمير الشعوب المخدرة، طلقة تفقد العدو ثوابه، وسيظل الفلسطينيون يحملون الوطن على ظهورهم، وسيظل الأطفال المحاصرون المخضبة وجوهم بالدماء، والمتخمة أجسادهم بشظايا القنابل هم صوت فلسطين الحر، هم العطر المر الذي يسلب الاحتلال حاسة الشم وحاسة العقل، فالوطن أكبر من المذابح ومن القصف، وأشجار الزيتون الباسقة، والعشب والصخر يفوح منها عرق الجدود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحملون الوطن على ظهورهم يحملون الوطن على ظهورهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon