توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحملون الوطن على ظهورهم

  مصر اليوم -

يحملون الوطن على ظهورهم

بقلم - عزة كامل

الفلسطينيون هم أصحاب الحق الشرعى في أراضيهم، والذين يرددون أن الفلسطينيين باعوا أرضهم هم فاقدوا الضمائر، وعلينا أن نذكرهم أن الفلسطينيين تعرضوا للتهجير القسرى وقتل الآلاف في المذابح والمجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية، وكذلك على يد جيش الاحتلال والمستوطنين اليهود.

الفلسطينيون قتلوا من قبل النكبة في مجزرة حيفا، القدس، يافا، ومن بعد النكبة، بداية من دير ياسين وصولًا لمجازر جنين ومستشفى المعمدانى في أكتوبر الأخير، الذي راح ضحيته خمسمائة شهيد وآلاف الجرحى، وعائلات بالكامل تم قتلها، ومازالت المستشفيات تقصف والبيوت تهدم، كل ذلك من أجل إجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم وتكريس سياسة إسرائيل الاستيطانية القائمة على طرد الشعب الفلسطينى.

لم يبع الفلسطينيون أرضًا، بل تحالف العالم ضدهم، وأصبح تحقيق الأمن الدولى وأمن إسرائيل مشروطًا بقتل وتهجير الفلسطينيين الأبرياء، الفلسطينيون المحاصرون الذين يقتلون كل ثانية وعليهم أن ينتظروا أن يتصدق عليهم العالم بالخبز والأكفان.

ألا يتساءل أصحاب الخطب الحماسية ودعاة الأمن الدولى: لماذا يدفع الفلسطينيون ثمنًا لضحايا النازية الذين تتاجر بهم إسرائيل؟، وتجنى من خلفهم المال والسلاح وحق إبادة شعب يدافع عن أرضه؟، أليست إسرائيل نازية في ثوبها الأبشع؟، لماذا يدفع الفلسطينيون ثمنًا لجرائم لم يرتكبوها؟، لماذا تمحى أسماء القرى الفلسطينية وتستبدل بأسماء عبرية؟، هل نسيتم أن الأطفال الفلسطينيين يولدون ويحملون ذاكرة خمس وسبعين سنة من الاحتلال، أطفال تضع أمهاتهم تحت وسائدهم مفاتيح بيوت أجدادهم القديمة في كل ربوع فلسطين التي احتلها الصهاينة، وعندما يكبرون، يلقنونهم أسماء القرى التي استبدلوها بأخرى عبرية، وأنهم ولدوا في قلب عالم ظالم ومغتصب، عالم دهس حقوق الإنسان بجنازير الدبابات ودانات الصواريخ والقنابل، وكأن الاستشهاد والموت أصبحا مهنة الفلسطينيين.

هذه الحرب هي الحرب الفاضحة والوحشية، لأنها فضحت كل من تخاذل ومن دعم الاحتلال، وتخلى عن شرف المعركة، لقد أعادت المقاومة الفلسطينية الذاكرة إلى العالم، الذاكرة التي حاولوا أن يطموسها بضراوة مدججين بخمسة وسبعين عامًا من المجازر والتهجير والغضب والانفجار.

نعم الجروح تتراكم، والأشلاء تتكوم، والجثامين تتكاثر لتصبح طلقة تهز ضمير الشعوب المخدرة، طلقة تفقد العدو ثوابه، وسيظل الفلسطينيون يحملون الوطن على ظهورهم، وسيظل الأطفال المحاصرون المخضبة وجوهم بالدماء، والمتخمة أجسادهم بشظايا القنابل هم صوت فلسطين الحر، هم العطر المر الذي يسلب الاحتلال حاسة الشم وحاسة العقل، فالوطن أكبر من المذابح ومن القصف، وأشجار الزيتون الباسقة، والعشب والصخر يفوح منها عرق الجدود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحملون الوطن على ظهورهم يحملون الوطن على ظهورهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon