توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيت الأشباح

  مصر اليوم -

بيت الأشباح

بقلم:عزة كامل

ذات يوم عند شفق الغروب وقفت «رحيل» أمام البيت الكبير والمهجور، وقد تساقط طلاؤه، وانتشرت الحشرات الميتة حول نوافذه، غامت عيناها من فرط الحزن، وشعرت بجفاف فى حلقها، ورطوبة تسرى فى كفى يديها، راحت تنادى على من كانوا يسكنون هذا البيت، جيلًا بعد جيل، ولم تسمع مجيبًا، فقط أزعجتها أصوات حيوانات، غمرها شعور بالخوف، أغمضت عينيها، حاولت استرجاع ذكرياتها مع هذا البيت عندما كان مزدحمًا بأصحابه من الكبار والصغار، سرعان ما عادت إلى الواقع، ونظرت للبيت مرة أخرى، فصدمتها وحشته وعزلته، وظل الصراع محتدمًا داخلها بين الماضى والحاضر، الأشجار من حولها قاتمة، وترسل تحتها ظلالًا، والسجاد أشد قتامة، شعرت بقوى خفية شريرة تسكن البيت، وتجعله بؤرة للشر، وسوء الطالع، لقد عاش هذا البيت أكثر من مائة عام، مائة منهم غمر البيت كل من فيه بالحب والسعادة، وخمسة كانت جحيمًا بعد الأحداث المرعبة التى وقعت فى البيت.

كان البيت مكونًا من ثلاثة طوابق، بنيت على الطراز الفيكتورى المميز بهندسته المعمارية الأنيقة، وألوانه الغنية، وزخارفه الفاخرة، وزجاجه الملون، وأسقفه العالية، وألوانه الداكنة ما بين البنى والأحمر والأخضر الفخم، غرفه واسعة، وأرضيته خشبية مزخرفة، وذات سقف مرتفع، كانت جدتها تشغل الطابق الأول بغرفه الواسعة والمريحة، ويشغل أبوها وعمها الطابق الثانى، أما الطابق الأخير فتشغله عمتها فائقة الجمال، والتى حرمت من الزواج بعد قصة حب عنيفة مع ابن البستانى الفقير، الذى كان مسؤولًا عن حديقة البيت، وعندما علم الجد بذلك حبسها فى هذا الطابق الأخير من البيت، فهاجمتها نوبات عصبية، وكادت تحرق البيت فى إحدى هذه النوبات، فاضطروا لحبسها فى إحدى الغرف.

فى اليوم التالى وجدوها ملقاة على الأرض جثة مهشمة ملطخة بالدماء، فقد ألقت نفسها من نافذة الغرفة، ولم تصمد جدتها طويلًا بعد انتحارالعمة، فقد وجدوها غارقة فى البانيو، وبعد عام من رحيل الجدة وجدوا ابن عمها الكبير البالغ من العمر ستة عشرة عاما مشنوقًا فى غرفة نومه، وبعدها هاجر العم مع بقية أطفاله إلى أستراليا، أما أبوها فقد قرر أن يترك ذلك البيت الملعون، الباعث على الشؤم، وذهب إلى مدينة أخرى.

منذ ذلك الوقت غطت النباتات المتسلقة الطوابق كلها، واخترقت النوافذ، واستولى الجيران على الأثاث واللوحات والستائر، باعتباره البيت المهجور، وأطلقوا عليه «بيت الأشباح»، وأقسموا أنهم يرون شبح العمة المنتحرة، والجدة، وابن العم يحومون حول البيت ليلًا، ويسمعون صراخهم طوال الليل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيت الأشباح بيت الأشباح



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon