توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صرخة محمود درويش

  مصر اليوم -

صرخة محمود درويش

بقلم - عزة كامل

عقود كاملة من نقص المعلومات وتزوير وتشويه لقضية فلسطين، أدت إلى أحكام جائرة وعشوائية، وازدادت الخلافات الفلسطينية وتوظيفها ضد القضية نفسها، بالإضافة إلى محاولات أطراف عديدة لعزل المقاومة الفلسطينية وسحق قواها، وقد أثبتت الأيام والوقائع أن الشعب الفلسطينى لا بد أن يقاوم اليوم وغدا، إذا أراد استعادة وطنه.

لقد تحول صمود الشعب الفلسطينى إلى أسطورة، والقضاء على الأسطورة أمر شاق ومستحيل، الأسطورة التى ترتكز فى جوهرها على الإيمان بـ«الحياة من خلال الموت»، الفلسطينى يدفع الموت كفدية من أجل الخلاص، والجديد فى الأسطورة الفلسطينية، أن الفلسطينى الذى ينتظر الموت فى أى لحظة يقول أنا «هنا»، وهذه بلادى وتلك هويتى، ويترك جسده للسياط والصلب، ويحول مكان صلبه لساحة ينشد بين ركامها أغنية الدم ويلعن الجلادين، إنه يقدم على الصلب فى سبيل الحياة الجديدة التى يريدها لفلسطين.

إنها أسطورة الحياة التى تولد من الموت، والتى تعاش جماعيا، إنها قناعة بأن فلسطين ستعود أقوى مما كانت، وهذا ما يجعل الكفاح الفلسطينى متفردا، وفى المعركة يولد الأطفال رجالا ونساء، وتنمو معهم طبيعة مقاومة العدوان والتحدى، وهم يجابهون الاعتداء على وطنهم وشعبهم وأرضهم، والتى تتحول إلى حدث يومى وجزء من الحياة اليومية، ومنذ طوفان الأقصى تفجرت القضية الفلسطينية بقوة، ووضعت فى بؤرة العالم، وأصبحت فلسطين الأرض والبشر والتاريخ، وتم فضح الأكاذيب الصهيونية، ووجدت صرخة الشاعر محمود درويش صداها، والتى أطلقها منذ عقود «نحن لم نبحث عنه..، عن هذا الوطن فى حلم أسطورى وخيال بعيد، ولا فى صفحة جميلة من كتاب قديم، نحن لم نصنع هذا الوطن كما تصنع المؤسسات والمنشآت، هو الذى صنعنا، هو أبونا وأمنا، ونحن لم نقف أمام الاختيار، لم نشتر هذا الوطن من حانوت أو وكالة، ونحن لا نتبناه، ولم يقنعنا أحد بحبه، لقد وجدنا أنفسنا نبضا فى دمه ولحمه ونخاعا فى عظمه، وهو لهذا لنا، ونحن له».

هذا الخطاب وجهه درويش لأبناء وطنه الذين يقامون اللصوص، وخاطب به الصهاينة اللصوص الذين اخترعوا لأنفسهم وطنا، استنادا على حلم أسطورى زائف، صرخة محمود درويش مازال العالم يسمعها، واستطاعت تحريك ضمائر الشعوب، وها هى جنوب إفريقيا وأحفاد نيلسون مانديلا ينتفضون لفضح التوحش، والتعصب الصهيونى البشع والإبادة الجماعية، وترتفع أصواتهم تحت سقف المحكمة الجنائية الدولية بإدانة إسرائيل، ليؤكدوا للعالم أن قضية فلسطين حية، عادلة لا تقهر، وشمسها ليست بعيدة أبدا، رغم أنف كل الكارهين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخة محمود درويش صرخة محمود درويش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon