توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صرخة محمود درويش

  مصر اليوم -

صرخة محمود درويش

بقلم - عزة كامل

عقود كاملة من نقص المعلومات وتزوير وتشويه لقضية فلسطين، أدت إلى أحكام جائرة وعشوائية، وازدادت الخلافات الفلسطينية وتوظيفها ضد القضية نفسها، بالإضافة إلى محاولات أطراف عديدة لعزل المقاومة الفلسطينية وسحق قواها، وقد أثبتت الأيام والوقائع أن الشعب الفلسطينى لا بد أن يقاوم اليوم وغدا، إذا أراد استعادة وطنه.

لقد تحول صمود الشعب الفلسطينى إلى أسطورة، والقضاء على الأسطورة أمر شاق ومستحيل، الأسطورة التى ترتكز فى جوهرها على الإيمان بـ«الحياة من خلال الموت»، الفلسطينى يدفع الموت كفدية من أجل الخلاص، والجديد فى الأسطورة الفلسطينية، أن الفلسطينى الذى ينتظر الموت فى أى لحظة يقول أنا «هنا»، وهذه بلادى وتلك هويتى، ويترك جسده للسياط والصلب، ويحول مكان صلبه لساحة ينشد بين ركامها أغنية الدم ويلعن الجلادين، إنه يقدم على الصلب فى سبيل الحياة الجديدة التى يريدها لفلسطين.

إنها أسطورة الحياة التى تولد من الموت، والتى تعاش جماعيا، إنها قناعة بأن فلسطين ستعود أقوى مما كانت، وهذا ما يجعل الكفاح الفلسطينى متفردا، وفى المعركة يولد الأطفال رجالا ونساء، وتنمو معهم طبيعة مقاومة العدوان والتحدى، وهم يجابهون الاعتداء على وطنهم وشعبهم وأرضهم، والتى تتحول إلى حدث يومى وجزء من الحياة اليومية، ومنذ طوفان الأقصى تفجرت القضية الفلسطينية بقوة، ووضعت فى بؤرة العالم، وأصبحت فلسطين الأرض والبشر والتاريخ، وتم فضح الأكاذيب الصهيونية، ووجدت صرخة الشاعر محمود درويش صداها، والتى أطلقها منذ عقود «نحن لم نبحث عنه..، عن هذا الوطن فى حلم أسطورى وخيال بعيد، ولا فى صفحة جميلة من كتاب قديم، نحن لم نصنع هذا الوطن كما تصنع المؤسسات والمنشآت، هو الذى صنعنا، هو أبونا وأمنا، ونحن لم نقف أمام الاختيار، لم نشتر هذا الوطن من حانوت أو وكالة، ونحن لا نتبناه، ولم يقنعنا أحد بحبه، لقد وجدنا أنفسنا نبضا فى دمه ولحمه ونخاعا فى عظمه، وهو لهذا لنا، ونحن له».

هذا الخطاب وجهه درويش لأبناء وطنه الذين يقامون اللصوص، وخاطب به الصهاينة اللصوص الذين اخترعوا لأنفسهم وطنا، استنادا على حلم أسطورى زائف، صرخة محمود درويش مازال العالم يسمعها، واستطاعت تحريك ضمائر الشعوب، وها هى جنوب إفريقيا وأحفاد نيلسون مانديلا ينتفضون لفضح التوحش، والتعصب الصهيونى البشع والإبادة الجماعية، وترتفع أصواتهم تحت سقف المحكمة الجنائية الدولية بإدانة إسرائيل، ليؤكدوا للعالم أن قضية فلسطين حية، عادلة لا تقهر، وشمسها ليست بعيدة أبدا، رغم أنف كل الكارهين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخة محمود درويش صرخة محمود درويش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon