توقيت القاهرة المحلي 06:41:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صرخة محمود درويش

  مصر اليوم -

صرخة محمود درويش

بقلم - عزة كامل

عقود كاملة من نقص المعلومات وتزوير وتشويه لقضية فلسطين، أدت إلى أحكام جائرة وعشوائية، وازدادت الخلافات الفلسطينية وتوظيفها ضد القضية نفسها، بالإضافة إلى محاولات أطراف عديدة لعزل المقاومة الفلسطينية وسحق قواها، وقد أثبتت الأيام والوقائع أن الشعب الفلسطينى لا بد أن يقاوم اليوم وغدا، إذا أراد استعادة وطنه.

لقد تحول صمود الشعب الفلسطينى إلى أسطورة، والقضاء على الأسطورة أمر شاق ومستحيل، الأسطورة التى ترتكز فى جوهرها على الإيمان بـ«الحياة من خلال الموت»، الفلسطينى يدفع الموت كفدية من أجل الخلاص، والجديد فى الأسطورة الفلسطينية، أن الفلسطينى الذى ينتظر الموت فى أى لحظة يقول أنا «هنا»، وهذه بلادى وتلك هويتى، ويترك جسده للسياط والصلب، ويحول مكان صلبه لساحة ينشد بين ركامها أغنية الدم ويلعن الجلادين، إنه يقدم على الصلب فى سبيل الحياة الجديدة التى يريدها لفلسطين.

إنها أسطورة الحياة التى تولد من الموت، والتى تعاش جماعيا، إنها قناعة بأن فلسطين ستعود أقوى مما كانت، وهذا ما يجعل الكفاح الفلسطينى متفردا، وفى المعركة يولد الأطفال رجالا ونساء، وتنمو معهم طبيعة مقاومة العدوان والتحدى، وهم يجابهون الاعتداء على وطنهم وشعبهم وأرضهم، والتى تتحول إلى حدث يومى وجزء من الحياة اليومية، ومنذ طوفان الأقصى تفجرت القضية الفلسطينية بقوة، ووضعت فى بؤرة العالم، وأصبحت فلسطين الأرض والبشر والتاريخ، وتم فضح الأكاذيب الصهيونية، ووجدت صرخة الشاعر محمود درويش صداها، والتى أطلقها منذ عقود «نحن لم نبحث عنه..، عن هذا الوطن فى حلم أسطورى وخيال بعيد، ولا فى صفحة جميلة من كتاب قديم، نحن لم نصنع هذا الوطن كما تصنع المؤسسات والمنشآت، هو الذى صنعنا، هو أبونا وأمنا، ونحن لم نقف أمام الاختيار، لم نشتر هذا الوطن من حانوت أو وكالة، ونحن لا نتبناه، ولم يقنعنا أحد بحبه، لقد وجدنا أنفسنا نبضا فى دمه ولحمه ونخاعا فى عظمه، وهو لهذا لنا، ونحن له».

هذا الخطاب وجهه درويش لأبناء وطنه الذين يقامون اللصوص، وخاطب به الصهاينة اللصوص الذين اخترعوا لأنفسهم وطنا، استنادا على حلم أسطورى زائف، صرخة محمود درويش مازال العالم يسمعها، واستطاعت تحريك ضمائر الشعوب، وها هى جنوب إفريقيا وأحفاد نيلسون مانديلا ينتفضون لفضح التوحش، والتعصب الصهيونى البشع والإبادة الجماعية، وترتفع أصواتهم تحت سقف المحكمة الجنائية الدولية بإدانة إسرائيل، ليؤكدوا للعالم أن قضية فلسطين حية، عادلة لا تقهر، وشمسها ليست بعيدة أبدا، رغم أنف كل الكارهين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخة محمود درويش صرخة محمود درويش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon