توقيت القاهرة المحلي 11:32:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يتآمر الزمن والتاريخ؟

  مصر اليوم -

لماذا يتآمر الزمن والتاريخ

بقلم:عزة كامل

  بينما الفجر ينشر روائحه الرطبة، وكانت أذيال ردائه الأسود تتطاير وتلفح وجهه، واصل السير وهو يتكلم بصوت هامس: لماذا كل هذا الشر؟ لماذا كل هذا القبح؟ لماذا؟ لماذا؟، تلاقت عينانا، تساءلت: هل هذا حديث هاتفى أم هو يتحدث عن نفسه؟ من فرط ما التبس علىّ الأمر، سرت خلفه، أرهفت السمع، كان يمشى بخطوات منتظمة ويواصل الحديث مع نفسه، وأخذ صوته يتدرج من الهمس إلى الصراخ: لماذا كل هذا التوحش؟ لماذا كل هذا الدمار والحصار؟ لماذا الحرائق فى كل مكان؟ يا الله: ارحم الأطفال، صراخهم المؤلم فى كل مكان، ارحمهم برحمتك، اقشعر صوتى من صرخته الجبارة، وهزتنى موجة من القلق العاصف.

أتأمل السماء وما تبقى فيها من غيم، أتماهى مع الأزرق والرمادى، أمشى على غير هدى، خُيل لى أن صوتا آخر يهمس لى: هل ضمدت جرحك؟ هل تعافيت من وخزات الشوك؟ هل مازالت حياتك قيد التأليف؟ القبح يزداد كل يوم اتساعا كحزنك، ماذا ستفعل؟ هل قهرت الألم حقا، أم قهرك؟.

يرتفع الصوت شيئا فشيئا ويصبح كالذيل؟ لماذا يتآمر الزمن والتاريخ علينا؟، هذا ما تبقى من كلام تفر منه المفردات والألفة، هذا ما تبقى من كلام الخاسرين، ومن الحزن، من نزيف الجرح ومن هوية قيد التأليف، أشعر بقدمى تسير على أرض صخرية لدرب قاسٍ وحيد، تحاول أن تثبت خطواتها حتى لا تنزلق، فجأة صمت الصوت، توقف عن الحديث تماما، وكان صمته المريب بثقل الحجر على قلبى، أصابنى الهلع، أسرعت خطوتى لأسبقه، وعندما التفت لم أجده، الشبح ولى حاملا معه غضبه وصراخه، وضبطت نفسى أكلم نفسى كما لو كنت غيرى، وحدقت إلى الغيوم وإلى هذا الفضاء الموحش، حدقت إلى هذا السراب الخادع، هل كل ما رأيته كان وهما، أم كان شبح رجل محبط ومات من الوحدة، وظهر لى يراوغنى ويغافلنى ويسخر منى باستهزاء؟ أم من فرط وحدتى أتخيل ظلى رفيقى ونباح الكلاب أصوات الأصدقاء، كل شىء يأخذ حصته منى، متى تنقشع العتمة ويجد القلب المتعب استراحة من هذا الكابوس؟ متى تداعب روحى يد حنونة تجعلنى مطمئنة، متى ترسو تلك السفينة المتعبة على مرفأ آمن؟ متى يرحل الخوف القديم الضارب بعيدا فى الزمن ويرفع عنا بؤسه الثقيل الخفى، يرفع عنا مساءاته الكئيبة والغامضة وهواءه الملوث، متى نستعيد الاستمتاع بصوت حفيف الشجر المورق الذى يدغدغ الحواس ويملؤنا بحيوية خارقة تتحدى الزمن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يتآمر الزمن والتاريخ لماذا يتآمر الزمن والتاريخ



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon