توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يتآمر الزمن والتاريخ؟

  مصر اليوم -

لماذا يتآمر الزمن والتاريخ

بقلم:عزة كامل

  بينما الفجر ينشر روائحه الرطبة، وكانت أذيال ردائه الأسود تتطاير وتلفح وجهه، واصل السير وهو يتكلم بصوت هامس: لماذا كل هذا الشر؟ لماذا كل هذا القبح؟ لماذا؟ لماذا؟، تلاقت عينانا، تساءلت: هل هذا حديث هاتفى أم هو يتحدث عن نفسه؟ من فرط ما التبس علىّ الأمر، سرت خلفه، أرهفت السمع، كان يمشى بخطوات منتظمة ويواصل الحديث مع نفسه، وأخذ صوته يتدرج من الهمس إلى الصراخ: لماذا كل هذا التوحش؟ لماذا كل هذا الدمار والحصار؟ لماذا الحرائق فى كل مكان؟ يا الله: ارحم الأطفال، صراخهم المؤلم فى كل مكان، ارحمهم برحمتك، اقشعر صوتى من صرخته الجبارة، وهزتنى موجة من القلق العاصف.

أتأمل السماء وما تبقى فيها من غيم، أتماهى مع الأزرق والرمادى، أمشى على غير هدى، خُيل لى أن صوتا آخر يهمس لى: هل ضمدت جرحك؟ هل تعافيت من وخزات الشوك؟ هل مازالت حياتك قيد التأليف؟ القبح يزداد كل يوم اتساعا كحزنك، ماذا ستفعل؟ هل قهرت الألم حقا، أم قهرك؟.

يرتفع الصوت شيئا فشيئا ويصبح كالذيل؟ لماذا يتآمر الزمن والتاريخ علينا؟، هذا ما تبقى من كلام تفر منه المفردات والألفة، هذا ما تبقى من كلام الخاسرين، ومن الحزن، من نزيف الجرح ومن هوية قيد التأليف، أشعر بقدمى تسير على أرض صخرية لدرب قاسٍ وحيد، تحاول أن تثبت خطواتها حتى لا تنزلق، فجأة صمت الصوت، توقف عن الحديث تماما، وكان صمته المريب بثقل الحجر على قلبى، أصابنى الهلع، أسرعت خطوتى لأسبقه، وعندما التفت لم أجده، الشبح ولى حاملا معه غضبه وصراخه، وضبطت نفسى أكلم نفسى كما لو كنت غيرى، وحدقت إلى الغيوم وإلى هذا الفضاء الموحش، حدقت إلى هذا السراب الخادع، هل كل ما رأيته كان وهما، أم كان شبح رجل محبط ومات من الوحدة، وظهر لى يراوغنى ويغافلنى ويسخر منى باستهزاء؟ أم من فرط وحدتى أتخيل ظلى رفيقى ونباح الكلاب أصوات الأصدقاء، كل شىء يأخذ حصته منى، متى تنقشع العتمة ويجد القلب المتعب استراحة من هذا الكابوس؟ متى تداعب روحى يد حنونة تجعلنى مطمئنة، متى ترسو تلك السفينة المتعبة على مرفأ آمن؟ متى يرحل الخوف القديم الضارب بعيدا فى الزمن ويرفع عنا بؤسه الثقيل الخفى، يرفع عنا مساءاته الكئيبة والغامضة وهواءه الملوث، متى نستعيد الاستمتاع بصوت حفيف الشجر المورق الذى يدغدغ الحواس ويملؤنا بحيوية خارقة تتحدى الزمن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يتآمر الزمن والتاريخ لماذا يتآمر الزمن والتاريخ



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon