توقيت القاهرة المحلي 17:36:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما عثرت على زوجها فجأة

  مصر اليوم -

عندما عثرت على زوجها فجأة

بقلم:عزة كامل

تصادف عيد ميلادها الستين مع أول يوم لها فى«دارالمسنين»، كانت هذه الدار واحة فى الصحراء، تطل على حديقة كثيفة الظلال، بها أشجار متنوعة الأشكال، لكن لم تكن بها شىء دافئ كالدفء الذى كانت تشعر به فى بيتها ذى الشرفات الواسعة الذى قضت فيه أكثر من أربعين سنة، وزادت من وحشة هذه الدار تلك البنايات الرمادية المعتمة والمتناثرة خلف الحديقة، حاولت أن تبعد تلك الوحشة عن قلبها، استيقظت بعد نوم قلق تحت وطأة سكون مطبق كسكون القبور.

تراءى لها أن عمرها ينقضى، وفى الأعوام الأخيرة أصابتها الشيخوخة، قبل الآن بسبع سنوات فى صباح ذلك اليوم انتبهت أن زوجها لم يوقظها، فقد اعتاد أنه يستيقظ بعد الفجر بقليل، وبعد أن يحصل على حمام بارد، ثم يذهب إلى الحديقة ليروى الزرع ويمارس رياضة المشى ثم يأتى ليستلقى بجوارها ويوقظها لتناول الإفطار، ويذهب إلى عمله، بحثت عنه فى البيت والحديقة، فلم تعثر عليه، ذهبت إلى أقسام البوليس والمستشفيات ولم يكن هناك، رحل عنها ولم يترك لها رسالةً، وبعدها ظلت تحيا حياة امرأة وحيدة، ربما استهجنتها، وشعرت برعب هائل، وفقدت رغبتها فى الحياة، وأصبحت تعيسة لا تنشد سوى الرحيل.

كانت متعة البكاء كل ما تبقى لها من محاولة التكيف مع الوضع الجديد، تعرضت أكثر من مرة لعملية سطو، وفى آخر مرة نجت بأعجوبة من اللص الذى حاول ذبحها، فقد أنقذها صوت الجنانينى الذى يأتى مبكرا ويوقظها لمباشرة عمله فى الحديقة، جعلها ذلك تفكر فى أن الأمور لابد لها أن تسيرعلى أسوأ وجه إذا اضطرت أن تمكث فى منزلها وحيدة، ولأول مرة لم تداخلها رغبة فى البكاء، وقررت أن تذهب لكى تعيش فى دار مسنين.

عند دخولها مكانها الجديد، شعرت بنظرات الآخرين إليها، فعمرها لا يوحى باحتياجها للسكن فى الدار، عندما فاقت من تأملها، لمحت شخصا يجلس فى الحديقة على مقعد متحرك، وبجواره التومرجى، اندهشت وقالت: «من العبث أن أعتقد فى الأشباح، أو أن أرى أطيافهم»، ارتعدت فرائصها، وتحركت بخطوات بطيئة تاركة الشرفة إلى الحديقة، وعندما اقتربت من الرجل صرخت بقوة وهى تنظر إليه: «إنه زوجى.. نعم زوجى وفقدت القدرة على الكلام »، أخذت كفه ووضعتها بين كفيها، وطوق رنين نشيجها أغصان الأشجار واستسلمت لبكاء غاضب وحزين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما عثرت على زوجها فجأة عندما عثرت على زوجها فجأة



GMT 13:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لماذا نظرية التطور مهمة؟

GMT 13:38 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لماذا يتفوق العلم؟

GMT 13:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لا تنسوا 420 مليونًا عند “الكردي”

GMT 08:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 07:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 07:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 07:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 17:09 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon