توقيت القاهرة المحلي 00:50:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وكان لقاؤه وداعًا

  مصر اليوم -

وكان لقاؤه وداعًا

بقلم:عزة كامل

فى السابعة مساء تماما، توقف المصعد عند الطابق الأخير، فتح لها الحارس، وما كادت تخطو خطوتين حتى لفحتها رائحة ذكية، اتجه ناحيتها، جذبتها وسامته، قطع صوته تأملها وهو يقول لها: «سعيد إنك قبلتى دعوتى»، لم تتوقع أنها ستلتقى بشخص اقترحته عليها صديقتها، تغير كل شىء، كانت على أهبة الاستعداد لفتح قلبها، وتقبل هذه الطريقة التقليدية التى رفضتها كثيرًا.

اصطحبها إلى المطعم فى نهاية البهو، كانت قد دخلت ذلك المكان من قبل عدة مرات مع صديقات لها، وكأن ريحا شريرة عصفت بهن، الضوء الخافت وموسيقى عازف الكمان أعطى مسحة رومانسية على المكان والأشخاص، انتبهت أن خاتم الزواج مازال فى إصبعها، قامت بنزعه، أدركت لأول مرة أن هذا الخاتم جعلها سجينة لسنوات تجاوزت العشر.

كانت على يقين من أنها تحرر نفسها الآن، شىء ما جال فى ذهنها جعلها تكتشف أن أحلى سنوات عمرها سرقت منها بعد أن هجرها زوجها، وتزوج صديقتها، لقد أخلصت له واعتقدت أنهما يحبان بعضهما بنفس القدر، ثم هجرها بلا حب، ورحل دون أن يودعها، أو يبرر سبب إصراره على الرحيل، لقد تخلت عن أحلامها كمغنية، وكرست نفسها له ولطفلهما الوحيد، ولم تكتشف خيانته وخيانة صديقتها إلا بعد رحيله من البيت بعدة أيام، ثم دخلت فى اكتئاب حاد، وإدمان للأدوية المهدئة، واعتزلت الحياة والناس، وأهملت طفلها وتركته عند أمها.

كانت رحلة علاقتها بزوجها الخائن معقدة ومركبة، لم تصدق نفسها وهى تجلس فى ميعاد غرامى مرتب مع رجل ستتعرف عليه لأول مرة، حاولت أن تعطيه انتباهها، لكنه لم يتوقف عن الكلام عن نفسه طوال اللقاء، شعرت وكأن الزمن نسى أن يحنّ عليها وأوقعها فى نفس الفخ، شعرت أن هناك سلاسل تلتف حول عنقها مرة أخرى، وفكرت فى أن رجلا ثرثارًا على هذا النحو، وبتلك النرجسية لن يعطى لها أى متنفس مستقبلى، وبدون إرادة منها، وقفت معتذرة بعد أن وضعت خاتم زواجها على المنضدة أمامه، وذهبت دون أن تشكره على ما تكبده من عناء لتدبير هذا اللقاء، ودون أن ترى علامات الدهشة والغيظ على وجهه، وفى المصعد فتحت عينيها بقوة، وعدلت من هندامها، وأرجعت شعرها للخلف وابتسمت، وكان جسدها يتنفس عبقا أصابها بخدر لذيذ، ومشت بثقة لم تعهدها فى نفسها من قبل، والشىء الذى كانت متأكدة منه، أن هذا اللقاء هو من اللقاءات التى ستختفى من الذاكرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وكان لقاؤه وداعًا وكان لقاؤه وداعًا



GMT 18:45 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

2025 عـــام النجاح والحـــــذر

GMT 17:15 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

لا للعفو العام.. نعم لسيادة القانون

GMT 17:14 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 17:13 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعدوان اللذان شطبتهما 2024...

GMT 17:11 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

وجهة نظر مختلفة في قانون المسئولية الطبية

GMT 17:10 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 07:25 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

العتاة يلجأون أيضاً

GMT 07:23 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الطبيب الروسي عبد الكريموف مع الملك عبد العزيز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة
  مصر اليوم - مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد

GMT 03:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تحتفل بقُرب انتهاء تصوير "مملكة إبليس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon